فى يوم 9 يونيو 1967 وبعد أيام قليلة من النكسة 5 يونيو 1967 خرج الرئيس جمال عبدالناصر يعلن في بيان خطير إلى الأمة العربية تطورات الأزمة والتى كانت بمثابة كشف حساب للهزيمة وتحمل المسئولية كاملة وبناء عليه قرر التنحى، وذلك بسبب الهزيمة في حرب الأيام الستة عام 67.
وخاطب الشعب قائلا “لقد اتخذت قرارا أريدكم جميعا أن تساعدوني عليه: لقد قررت أن أتنحى تماما ونهائيا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر”.
وتابع “إن قوى الاستعمار تتصور أن جمال عبد الناصر هو عدوها، وأريد أن يكون واضحا أمامهم أنها الأمة العربية كلها وليس جمال عبد الناصر”.
لكن الرئيس سرعان ما تراجع عن القرار الذي طالب من الجماهير بمساعدته على تنفيذه، و”استجاب لمطلب الشعب” ببقائه في الحكم.
وقد وجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خطاب إلى رئيس مجلس الأمة وقتها محمد أنور السادات ليتلوه على الحضور في العاشر من يونيو 1967 جاء فيه “إنني مقتنع بالأسباب التي بنيت عليها قراري (التنحي)، وفي نفس الوقت فإن صوت جماهير شعبنا بالنسبة لي أمر لا يرد. ولذلك فقد استقر رأيي على أن أبقى في مكاني وفي الموضع الذي يريد الشعب مني أن أبقى فيه، حتى تنتهي الفترة التي نتمكن فيها جميعا من أن نزيل آثار العدوان”.
كان يفترض أن يتوجه الرئيس إلى مجلس الأمة (البرلمان) ليتحدث مع النواب الذين تجمعوا هناك منذ إعلانه تنحيه، لكن قيادة الحرس الجمهوري منعته من ذلك مؤكدة له أنها لا تستطيع ضمان سلامته بسبب الجماهير الحاشدة التي تملأ الطرقات، والتي لا تزال تتقاطر من قرى مصر ومدنها على القاهرة لمطالبة الرئيس بالبقاء وقيادة البلاد نحو النصر ومحو آثار العدوان.

وبعد أن أنهى السادات قراءة رسالة الرئيس قام رئيس الوزراء وقتها محمد صدقي سليمان وبعد أن حمد الله، شكر الرئيس على استجابته لرغبة الشعب، كما وقف وكيل مجلس الأمة سيد مرعي وحاول الكلام لكن الدموع غلبته وأغمي عليه.
ثم ما لبث أن قرر المجلس -تحت التصفيق المستمر والرقص فرحا- منح الرئيس عبد الناصر كل صلاحياته ليقوم بالتعبئة الكاملة والشاملة لإعادة البناء العسكري والسياسي للبلاد لمواجهة التحديات.




