آثار ومصرياتأخبار

المتحف المصري بالتحرير يحصد جائزة أفضل ممارسة متحفية لعام 2025: نموذج عالمي للابتكار والتكنولوجيا

في يوم 7 يونيو، 2025 | بتوقيت 9:32 مساءً

في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل الثقافة والتراث المصري، تُوِّج المتحف المصري بالتحرير بجائزة أفضل الممارسات المتحفية لعام 2025، في فئة “العرض المتحفي والتكنولوجيا”، والتي ينظمها الفرع المصري للمجلس الدولي للمتاحف (ICOM Egypt)، بالتعاون مع قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، ومكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة.

جاء هذا التتويج تتويجًا لجهود استثنائية بذلها فريق المتحف، بقيادة مكتبه العلمي، بالتعاون مع نخبة من الخبراء، من بينهم نورهان حسن، أمينة ومنسقة المعرض بالمتحف، إلى جانب إدارات الأمناء والترميم، الذين جسدوا التزامًا جماعيًا بالابتكار والتطوير، وسط تحديات التحول الرقمي والحفاظ على أصالة الإرث الحضاري.

تكنولوجيا متحفية متقدمة تُعيد إحياء التاريخ

في عام 2024، خطا المتحف خطوات نوعية بتقديم ثمانية معارض دائمة ومؤقتة، اعتمدت على وسائل تكنولوجية حديثة، أبرزها:

  • رموز الاستجابة السريعة (QR Codes)

  • الواقع الافتراضي (VR)

  • الواقع المعزز (AR)

وقد مكنت هذه الأدوات الزوار من التفاعل مع القطع الأثرية بطرق مبتكرة، مما أضفى بعدًا جديدًا على تجربة العرض المتحفي، وأتاح للمتلقي قراءة التاريخ برؤية معاصرة.

المتحف المصرى بالتحرير يحصد جائزة المركز الأول عن أفضل الممارسات المتحفية لعام 2025 (فئة العرض المتحفي والتكنولوجيا)

ذكاء اصطناعي.. ولكن بأخلاق

لم يكن التقدم الرقمي غاية في ذاته، بل التزم المتحف باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في إطار من الأخلاقيات والمسؤولية، متوافقًا مع:

  • الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي (2025-2030)

  • قانون الملكية الفكرية المصري (2002، 2020)

  • إرشادات اليونسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (2021)

ويُعدّ المتحف نموذجًا يحتذى به في تسجيل المعروضات، وأرشفة البيانات، وتأمين القطع الأثرية، عبر أدوات رقمية تحفظ التراث دون انتهاك للحقوق أو طمس للهوية.

تعاون دولي يفتح آفاق المستقبل

لم يكن هذا التطور بمعزل عن العالم؛ بل جاء في إطار مشروع طموح بعنوان “تحويل المتحف المصري بالقاهرة”، بدعم من الاتحاد الأوروبي، وبتعاون مع خمس مؤسسات مرموقة:

  • المتحف المصري بتورينو

  • المتحف البريطاني بلندن

  • متحف اللوفر بباريس

  • المتحف الوطني للآثار بليدن

  • المتحف المصري ببرلين

وقد ركز المشروع على تطوير البنية التحتية الرقمية للمتحف، وفق خطة رئيسية استرشادية شملت مجالات العرض، التوثيق، والاتصال الرقمي.

مخطط مستقبلي واستراتيجية مستدامة

لم يكتفِ المتحف بتوثيق إنجازاته، بل طرح في ملف ترشيحه لمسابقة ICOM رؤية استراتيجية للتحول الرقمي المستقبلي، تُلهم المتاحف والمؤسسات الثقافية في مصر والعالم العربي، وتكرّس نموذجًا علميًا وأخلاقيًا لإدارة التراث في العصر الرقمي.

الملف المتكامل الذي أعده المكتب العلمي بالمتحف لم يكن مجرد استعراض للمنجزات، بل خريطة طريق لمستقبل متحف يكرّم الماضي بتقنيات الغد، ويجعل من “زيارة المتحف” تجربة معرفية، تفاعلية، وإنسانية.

 تكريم الماضي.. وصناعة الغد

إن حصول المتحف المصري بالتحرير على هذه الجائزة ليس فخرًا لمصر وحدها، بل شهادة بأن التراث المصري لا يزال حيًا نابضًا، يواكب العصر، ويصوغ للثقافة وجهًا جديدًا.

فمن قلب ميدان التحرير، وعلى خطى الأجداد، يواصل المتحف المصري تقديم مزيج استثنائي من الأصالة والحداثة، ويؤكد أن المستقبل يبدأ من الماضي، عندما يُصاغ بلغة العلم، ويحيا بروح الإبداع.

سعيد جمال الدين