آثار ومصرياتالمنطقة الحرةسلايدرسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

الخبير الآثارى والمرشد السياحى ” أحمد السنوسى ” يكتب لـ “المحروسة نيوز ” عن مهرجان إكتشاف مومياوات العساسيف : هل هو حلقة من حلقات رامز جلال فى الخدع والتهريج !

في يوم 27 أكتوبر، 2019 | بتوقيت 3:02 صباحًا

عندما يدعى السيد الوزير ورئيس الهيئة بانه اكتشاف فلابد ان يكون فعلا تهريج الاكتشاف !!!.

هذا التهليل المبالغ فيه عند اظاهر ثلاثون تابوتا في منطقة العساسيف ويدعى السيد الوزير والسيد امين عام هيئة الاثار بانه اكتشاف مدوى وبايدى مصرية،فلابد ان يكون كلامهم كلام الصدق والحق  ولكن يظهر بان الامر غير هذا تماما.

وهذا يذكرنى أيضا بما حدث في منطقة المطرية وتهليل مبالغ فيه لاظهار نصف تمثال وتركه في الشارع لايام قبل نقله الى المتحف المصرى.والشىء الوحيد المؤلم في هذا الامر هو (الكذب) فقط وتهليل على لسان الوزير والأمين العام بانه اكتشاف مدوى وبايدى مصرية وكانت على عمق اقل من مترا واحدا تحت سطح الأرض…ايعقل هذا؟!.

فهذه المقبرة المرقمة برقم 33 في منطقة العساسيف احدى المقابر في المنطقة بل اكبرهم اتساعا وكبرا وكانت تستخدم كمخزن لهيئة الاثار وهى في الأصل تعود الى الاسرة 26،وعندما يتحدث اساتذتنا الكبار في هذا الامر وحتى ولو مخالف لكلام الوزير والأمين العام يبقى كلامهم هم هو الصدق والحق،وخاصة ان هذه المقبرة في عام 1984 دخلتها وعرفت آنذاك كمفتش اثار صغير العهد وحديث لتخرج بانها كانت مخزنا وتوجد خبيئة لعدد كثير من التوابيت بالقرب منها وضعوا هكذا للحماية من السرقة والتلف وخلافه.

وهناك الدكتورمحمد عبد المقصود،  عملاق الاثار ،وأول من عملت معه بعد تخرجى مباشرة قال بالنص بان هذا الكشف ليس اكتشاف على الاطلاق،بل معروف منذ القديم وخاصة منذ عام 67 وقال بالنص (أنه إبان حرب عام 67 تعرضت مدينة الأقصر لضربة من طيران العدو الصهيوني،والتي أصابت حينها مطار الأقصر الحربي،وأنه تم نقل عدد كبير من الأثار التي خشي عليها،حيث تم نقلها من البر الشرقي إلى الغربي وتحدديدا في جبانة العساسيف وللدقة في المقبرة 33 أي بجوار التوابيت المكتشفة خوفا عليها من العمليات الحربية).

اما استاذنا الكبير الدكتور محمد صالح مدير المتحف المصرى الأسبق،فمن المعروف عن تاريخه الاثرى بانه كان مفتشا لاثار القرنة من بداية الستينات ولمدة اكثر من عشر سنوات،وانه شاهد ضربات الطيران الإسرائيلي على مطار الأقصر عام 67 حيث كان الأثري المسئول عن منطقة القرنة غربي الأقصر،بل هو نفسه خزن بعض القطع الأثرية في المقبرة 33 والتي تخص (بادي ام ابت) وانه هذه المقبرة كبيرة الحجم و الاتساع،وانها يمكن ان تتسع اضعاف اضعاف هذا العدد من التوابيت،فما الدافع لدفن هذه التوابيت على مسافة في الأرض اقل من مترا واحدا بجانب هذه المقبرة؟!.

وهذا يعنى باننا لسنا امام اكتشاف بل امام اظهار،وهناك فارق كبير بين الاظهار والاكتشاف،فلماذا هذا التهليل المفاجئ؟!.. وهناك حقيقة أخرى لا يدركها إلا الاثرى فقط وهى حالة التوابيت.فهذه التوابيت على درجة عالية من النظافة والحفظ بل وبعضها تم فتحه من قبل وليس كمات يقول الوزيرى بانها لم تفتح قط وهذا ليس موضوعنا الان.

انا شخصيا اقولها بمنتهى الأمانة والصراحة بان هذا الكشف يقلقنى وخاصة انه ليس ببعيد كان حدث تمثال المطرية،ولذلك ارجو من السيد الوزير او السيد الأمين العام الإجابة على هذه التساؤلات وفى مؤتمر أيضا ولكن بدون تهليل او فرحة عارمة كاذبة:

أولا : ادعيتم بان هذه التوابيت في حالة جيدة وكانها صنعت بالأمس ومكتوبة فهل لنا ان نعرف من اصحابها ومن اى عهد؟!.وخاصة ان الدكتور مصطفى الوزيرى في حديثه مع الاعلامى احمد موسى قدم مفتشة اثار وقال بانها ترجمت كل حرف وكل كلمة على هذه التوابيت،فكيف لهذه الزميلة بان تترجم هذا العدد من التوابيت في عدة أيام فقط؟!.

 وأين باقى الاثاريين الذين عملوا معها ام لا يوجد سوى هي وانت والسيد الوزير فقط،كما ان السيد الوزير نفسه فهو اضعف ما يكون في ترجمة النص المصرى القديم (الهيروغليفية)

ثانيا : اول مرة في حياتى كلها أرى اكتشاف وتوابيت خشبية مستخرجة بهذا الجمال ولا حتى حفنة تراب عليها وكانها كانت بتتنظف من  قبل الاظهار؟!.. وهناك نقطة أخرى كاذبة في حديث الأمين العام حيث قال لأول مرة منذ عام 1881 وبايدى مصرية يحدث مثل هذا الاكتشاف؟!.

 فهل نسى سيادته عمالقة الاثار في العصر الحديث بل صيتهم وصل الى العالمية ماعدا في مصر فقط؟ هل نسى سيادته الدكتور المرحوم مكاوى واكتشاف بوتو؟!.

هل نسى سيادته رجال الترميم الذى يعملون باقل المعدات والامكانيات في ظروف بالغة الصعوبة ولا حس ولا خبر عنهم؟!.

هل نسى سيادته رجال عملوا في منطقة سرابيط الخادم وترميمات واكتشافات ولا حس ولا خبر عنهم؟!.. هل نسى سيادته الدكتور محمد عبد المقصود نفسه وما فعله في صان الحجر وتل بسطة وجعل المنطقة من مدمرة الى نقطة زيارة عالمية؟!. هل نسى كل ذلك ويتشدق بهذا الكشف ولا يظهر أحدا سواه او معالى الوزير؟.

ثالثا : وهذا هو الاغرب في هذا الامر برمته بل اضحوكة ما بعدها اضحوكة وبلسان الأمين العام نفسه صوتا وصورة،حيث ظهر مع الاعلامى احمد موسى ومعهم السيد محمد أبو العنين،ومش عارف ايه لزمة أبو العنين في الامر ولماذا يظهر في هذا الحوار أصلا وفيه يقول الوزيرى حيث مرر يده على حافة تابوت وبيقول لم يفتح من قبل ومرر ايده على الحافة بالطول كاملا،واقسم بالله بان الفرق بين التابوت والغطاء بتقول للاعمى نفسه لقد تم فتحى من قبل مرات ومرات،وطبعا احمد موسى لا فاهم حاجة وأبو العنين في عينه فرحة وكانه سيجد عقد ال (منيت)  لعله يعمل به بيزنس ولا ايه الحكاية بالضبط؟!.. وهكذا يخاطب السيد الأمين العام الشعب وكانه كله جاهلا بالاثار والحفريات وكانهم شعبا لا يفهم حتى في ادق التفاصيل كما يتراى لنبرة صوت الأمين العام.

فاتمنى من السادة المسئولين وخاصة السيد الأمين العام بالاجابة على هذه التساؤلات جميعا وهناك الكثير ولكن هذا يكفى للشعب المصرى وخاصة لقلة ثقافته الاثرية أصلا وأقول للسيد الأمين العام والسيد الوزير عيب عيب.

ثم هناك نقطة أخرى هامة لعل اهل الاثار يوافقزونى في الامر وهو اين رأى السيد المحترم محمد الصغير من كل هذا؟.. وتدعون بانه حدث عالمى وعندما نبحث في الاعلام العالمى نجد هذا الاعلام نفسه يتشكك في هذا الحدث واخرون لم يعلقوا على الاطلاق وهذا أيضا عيب يا معالى الوزير ومعالى الأمين العام..

هل الكذب اصبح سنة رئيسية في الشخصية المصرية الان؟؟وهل نسيتم فضيحة نصف تمثال المطرية امام العالم فضحتونا بجد.

يا سادة هذا ليس اكتشاف بل اظهار ما هو مخبأ أصلا وكان ضمن المحفوظات الاثرية،ولان معالى الأمين العام تلميذا نجيبا مثل استاذه زاهى حواس فيمكنه ان يعمل اكثر من كده،اكثر من شو وخلاص،وهل نسيتم شو الأمين العام عندما كان مديرا لمنطقة الأقصر وحلقاته مع رامز جلال؟.. فهذا الاكتشاف احدى حلقات الأمين العام مع رامز جلال ولكن عرض في وقت غير حلقات رمضان لا اكثر ولا اقل.

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى

   

مقالات ذات صلة