أخباربأقلامهم

“اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : القبة الذهبية ..الحلم الأمريكي

في يوم 3 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 6:00 مساءً

خلال حملة ترامب الانتخابية عام 2024، أعلن عن القيام ببناء مشروع درع صاروخي. وفي 20 مايو 2025م أعلن رسميا الرئيس دونالد ترامب شخصيا عن برنامج القبة الذهبية، وتوقع أن يكون نظام القبة جاهزا للعمل بالكامل قبل نهاية ولايته المقررة في عام 2029، مشيرا إلى أنه باكتمال بناء نظام القبة الذهبية، ستكون الولايات المتحدة قادرة على اعتراض الصواريخ بأنواعها، حتى لو أطلقت من الفضاء.

وأضاف الرئيس ترامب أن نظام القبة الذهبية نظام دفاع جوي متحرك مصمم لصد جميع أنواع الصواريخ. وقد وصف الرئيس ترامب هذا النظام الجديد بأنه نقلة نوعية في مجال الدفاع الصاروخي بمواجهة كل أنواع الصواريخ الباليستية المتطورة، وخاصة الفرط صوتية منها، الروسية والصينية. كما أوضح أن القبة الذهبية ستتكون من أنظمة متطورة أرضية وبحرية وفضائية، وتعتمد على أقمار صناعية مزودة بمستشعرات وتقنيات حديثة لاكتشاف التهديد الجوي والفضائي الولايات المتحدة.

وكان ترامب قد وقع في 27 يناير 2025 مرسوما ببناء “قبة حديدية أميركية” تكون درعا دفاعيًا متكاملًا مضادة للصواريخ، تهدف إلى حماية أراضي الولايات المتحدة، حسب ما أعلنه البيت الأبيض. ويهدف البرنامج إلى حماية الولايات المتحدة من مجموعة متطورة من التهديدات الجوية والفضائية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، والفرط صوتية، وصواريخ كروز.

ومع انتهاء أعمال الحرب الإسرائيلية–الإيرانية، التي أطلق عليها الرئيس ترامب “حرب الـ12 يوم”، ظهر للجميع مدى أهمية تطوير أنظمة الدفاع الجوي، خاصة بعد فشل الأنظمة الإسرائيلية الثلاثة: القبة الحديدية، ومقلاع داود، وحيتس، إضافة إلى منظومة “ثاد” الأميركية. فقد عجزت جميع هذه الأنظمة عن صد الضربات الصاروخية الإيرانية. ومن هنا شعر الرئيس ترامب أنه كان مصيبا حين أصدر قراره بإنشاء “القبة الذهبية”، إذ بدا واضحاً أن الأنظمة الدفاعية التقليدية لم تعد كافية لمواجهة التهديدات الصاروخية الحديثة وخاصة بعد “حرب الـ12 يوم”.

وصرح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن التقدم التكنولوجي الحديث يجعل من الرؤية القديمة المتمثلة في الدفاع الصاروخي الشامل أمرا أكثر قابلية للتحقق. وكلف الرئيس ترامب الجنرال مايكل غيتلاين، نائب رئيس العمليات في قوة الفضاء الأميركية، بقيادة المشروع، الذي أكد أن هذا النوع من النظام ضروري للتصدي للصواريخ المتقدمة التي تملكها الصين وروسيا، ولمواجهة الأقمار الصناعية التي يمكن أن تصطدم بأخرى أو تنفذ هجمات إلكترونية.

وطبقا لتصريح غيتلاين، فإن القبة الذهبية تتطلب تعاونا غير مسبوق بين المؤسسات الأميركية، وستستلزم الجمع بين أنظمة دفاعية مثل صواريخ باتريوت الاعتراضية الأرضية، وصواريخ ستاندرد التي تُطلق من السفن، إضافة إلى كوكبة واسعة من الأقمار الصناعية المزودة بمستشعرات وأسلحة جديدة متمركزة في الفضاء كل ذلك تحت سيطرة مركز واحد.

وحسب بيان نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ستتضمن القبة الذهبية معترضات وأجهزة استشعار موضوعة في الفضاء، وستكون الأنظمة التقنية الأميركية مدمجة مع القبة، وستُنشر على مراحل، مع إعطاء الأولوية للدفاع عن المناطق الأكثر عرضة للتهديد. وقال البنتاغون إن القبة الذهبية ستعتمد على تقنيات حديثة للتصدي لمشهد التهديدات الأمنية المتطورة والمعقدة، مضيفا أن المشروع يعزز قدرات ردع الهجمات النووية وغيرها على الولايات المتحدة حيث انها ستتصدى للصواريخ التي تتحمل رؤوس نووية.

وفي حديثه مع الصحفيين، وصف الرئيس ترامب المشروع بأنه “متطور للغاية” وسيغطي أهدافا واسعة النطاق، معتبرا إياه قفزة تاريخية إلى الأمام في مجال الدفاع عن أميركا وشعبها. وقدّر ترامب تكلفة البرنامج بنحو 175 مليار دولار أميركي، رغم أن مكتب الميزانية في الكونغرس أوضح أن التكلفة الفعلية تبلغ نحو 542 مليار دولار أميركي.

وأوضح ترامب أن القبة الذهبية ستحصل على 25 مليار دولار من التمويل عبر مشروع قانون السياسات الداخلية الذي وُضع على طاولة الكونغرس، مضيفا أن كندا أبدت اهتماما بالمشاركة في البرنامج، وقد تسهم في تغطية جزء من تكلفته.

وأثار برنامج القبة الذهبية موجة من الانتقادات الدولية، أشارت إلى أن المشروع يهدف إلى عسكرة الفضاء، وينتهك المعاهدات الدولية التي تدعو إلى الحفاظ على الفضاء لاستخدامات سلمية فقط. وانتقدت روسيا والصين مقترح الرئيس ترامب بشأن تطوير نظام “القبة الذهبية”، ووصفتاه بأنه “مزعزع للاستقرار بشكل عميق”، محذرتين من أنه قد يحول الفضاء إلى “ساحة معركة”.

وقال البلدان في بيان مشترك نُشر يوم 8 مايو 2025 إنهما سيبدآن مشاورات حول منع نشر الأسلحة في الفضاء، وتعهدا بمواجهة “السياسات والأنشطة الهادفة إلى تحقيق تفوق عسكري، واستخدام الفضاء ساحة للمعركة”.

وذكر متحدث باسم الخارجية الصينية أن الولايات المتحدة، في سعيها لسياسة “أميركا أولا”، مهووسة بتحقيق أمن مطلق لنفسها، مشيرا إلى أن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء هذا التوجه. وأضاف أن “هذا النظام الهجومي بالغ الخطورة وينتهك مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي”، وأنه “سيزيد من خطر تحويل الفضاء إلى ساحة معركة وبدء سباق تسلح جديد”.

وكانت موسكو قد أشارت إلى أن برنامج القبة الذهبية أشبه بمشروع “حرب النجوم”، المصطلح المستخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الإستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة.

وعموما، فإن العالم كله ينتظر ظهور هذا البرنامج الجديد، القبة الذهبية الأميركية. وعلى الطرف الآخر، فإن من المنتظر أن يظهر في هذا التوقيت كل من القبة الذهبية الصينية، والقبة الذهبية الروسية. إنه سباق تسلح عالمي جديد.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.