آثار ومصرياتأخبارمنوعات

“الدكتور عبد الرحيم ريحان” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : الكلب البلدى الفرعونى .. حارس الجبانة “بوكا” هل يعيد رحلة تعود عليها في مصر القديمة؟

في يوم 21 أكتوبر، 2024 | بتوقيت 2:37 مساءً

في ضوء ما أثاره الكلب بوكا الذى تسلق الهرم ونزل منه في رشاقة وخفة أدهشت العالم بأسره وأصبحت حديث الإعلام المحلى والدولى مما شكَل دعاية مجانية في بداية الموسم السياحى في مصر

حين تمتزج الحقيقة بالخيال تنتج لنا نوعًا من الأساطير والحكايات المثيرة التي تجتذب عشّاق الحضارة المصرية المليئة بالأدبيات والقصص التي تعبر عن ثلاثية الحلم والأسطورة والواقع في نفس اللحظة ومنها لوحة الحلم أو لوحة أبي الهول القائمة بين ذراعي أبي الهول وهي لوحة تذكارية أمر بوضعها الملك تحتمس الرابع بين اليدين الممتدتين لتمثال أبو الهول في الجيزة تخليدًا لحلم حلم به هذا الملك قبل أن يعتلي عرش مصر في عام 1401 قبل الميلاد

حيث كان الملك تحتمس الرابع أميرًا شابًا في عصر الدولة الحديثة وكان يقوم ذات يوم بالصيد على هضبة الجيزة وعندما أصابه التعب لجأ إلى أبي الهول الذي كانت قد غطته رمال الصحراء ولا يظهر منه سوى رأسه، وخلد الأمير إلى النوم فراوده حلم بأن ظهر له أبو الهول في المنام وبشره بأنه سوف يتبوأ عرش مصر، وطلب منه أن يزيل فيما بعد ما تراكم عليه من رمال

وبعد عدة سنوات حدث بالفعل أن اعتلى الأمير تحتمس الرابع عرش مصر وأمر خلال السنة الأولى من حكمه بتسجيل هذا الحلم على لوحة كبيرة توضع بين يدي أبي الهول الممتدتين بعد إزالة الرمال عن أبي الهول
حدثت قصة الكلب بوكا في نفس الموقع مما يخلق لنا أسطورة إعادة هذا الكلب لرحلة تعود عليها في مصر القديمة وهناك نوع من الكلاب يطلق عليه الكلب الفرعوني أحد أقدم سلالات الكلاب وموطنه مصر القديمة حيث كان يستخدم لصيد الظباء والطرائد الأخرى

حارس الجبانة “بوكا”
حارس الجبانة “بوكا”
حارس الجبانة “بوكا”

وعرفت الكلاب في اللغة المصرية القديمة باسم “إوو”، ويرجع اسمها إلى نفس الصوت الذي يصدره الكلب، ومنذ بداية العصر النيوليتي عرفت الكلاب للصيد بحيث ترافق صاحبها في مطاردة الحيوانات، وكانت تعد ضمن سكان البیت المصري القديم حيث تنام على مقربة من سيده أو في سريره وترافقه في أشغاله الیومیة وبعد ذلك تمت الاستعانة بها لحراسة القطعان وكانت مصاحبة له فى المعارك الحربية.

وتعد لوحة الملك “انتف”من ملوك الأسرة الحادية عشر 2120 – 2070 ق.م وكلابه الأربعة خير دليل على مكانة الكلاب في مصر القديمة.

وتتميز الكلاب الفرعونية بطول ما بين 53 و 70سم عند ارتفاع الكتف وتزن ما بين 15 و 23 كجم. فَرْوُها لامع، أسمر ضارب للصفرة أو أحمر قان، أطراف أصابعها بيضاء واشتهرت باستخدام حاستي البصر والشم في الصيد وتتحرك في سرعة ورشاقة تتوافق مع لياقة الكلب بوكا

وكانت الكلاب محبوبة في مصر القديمة ولها بعد دينى لارتباطها بالمعبود أنوبيس إله الموت والتحنيط والحياة الآخرة، وعادةً ما يتم تصويره على شكل كلب أو رجل برأس ناب، وأنوبيس معبود مصرى قديم على شكل ابن اوى اعتبر رمز للإقليم 17 من اقاليم الصعيد ثم أصبح حارس للجبانة و مشرف على تحنيط الموتى مركز عبادته كان قرية القيس بين البهنسا و بنى مزار.

وكان يعتقد في مصر القديمة أن الكلاب تعمل رفيقة ومرشدة للبشر في الحياة الآخرة وهناك 4 أنواع مميزة في مصر القديمة، الكلاب السلوقي وتتمیز بالرشاقة الواضحة ممشوقة القوام منتصبة الأذنین وملتوية الذيل وغالبا كان يقتنيها الأمراء وأثرياء القوم وھي قادرة على العدو الفائق السرعة بنفس سرعة بوكا، وربما يتخذها أصحابھا رفقاء مخلصین، وعلى ما يبدو أن أصلھا من بلاد “بونت”، ويسمیھا المصريون بالكلاب “السلوقي” ويوجد من سلالاتها الآن الكثير في أنحاء مصر

وكان يطلق على الكلاب بعض الأسماء منذ عصر الدولة القديمة مثل “نب” أي “السید”، بالإضافة إلى أسماء أخرى تدل على صفات الكلب، منها “الرفیق المخلص”، و”المھاجم الجسور”، وفي فترات أخرى انتشرت بعض الأسماء الأجنبیة التي تطلق على الكلاب، حيث كانت أسماء كلاب الملك “أنتف” الأربعة وهي “بحتى” أي “غزال”، و”بحتيس” بمعنى “أسود”، و”أبیكور” الذي قد يعني “خنزير وحشي”، و”تكرو” أسماء أجنبية.

وتطالب حملة الدفاع عن الحضارة برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان باستثمار هذا الحدث لصالح الترويج السياحى بالاهتمام والرعاية لمجموعة كلاب يطلق عليها “الكلاب السياحية” على شاكلة الكلاب البوليسية تنشأ لها وحدة بيطرية في منطقة الأهرامات كنموذج أولى تختص بالرعاية الصحية لها وتوفير الطعام لها وتطعيمها حتى لا تشكّل خطورة على الزوار خاصة مع انتشارها بكثرة في منطقة الأهرامات وربط ذلك بالدعاية السياحية وهناك دول عاشقة للكلاب بشكّل كبير مثل إسبانيا الذى زارها الدكتور ريحان وشاهد الكلاب ترافق أصحابها في الشوارع والميادين والفنادق ويمكن اجتذاب أعداد كبيرة من السياح الإسبان لزيارة مصر وهى من الدول السياحية الرائدة

كما نربط بين ذلك وبين اهتمام المصرى القديم برعاية الحيوان والاهتمام به حيًا وميتًا بتحنيطه وتضم المتاحف المصرية نماذج كثيرة من مومياوات الحيوانات خاصة في متحف التحنيط بالأقصر الذى يتضمن مومياوات لقطط وأسماك وتماسيح

بل ويمكن خلق نوع خاص من السياحة مرتبط بالحيوانات يربط بين الماضى والحاضر من مشاهدة الحيوانات المحنطة في مصر القديمة والحيوانات في بيئتها الطبيعية في العديد من المحميات الطبيعية المتفرّدة داخل مصر وتجمع هذه السياحة بين السياحة التاريخية والبيئية في نفس الوقت

الدكتور عبد الرحيم ريحان

بقلم

الدكتور عبد الرحيم ريحان 

رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية 

المستشار الإعلامى والمتحدث الرسمى لإتخاد الآثريين العرب 

ليسانس اثار من كلية الاثار جامعة القاهرة قسم الاثار الاسلامية عام 1984.

ماجيستير في الاثار الاسلامية من قسم الاثار الاسلامية كلية الاثار جامعة القاهرة عام 2006 بعنوان “دراسة اثرية حضارية للاثار المسيحية بسيناء” .

–     عضو بالاتحاد العام للاثاريين العرب.

–     شارك فى عدة مؤتمرات علمية بجامعة القاهرة وجامعة الدول العربية وجامعة اثينا بأبحاث عن آثار سيناء وفلسطين.

أعماله العلمية

–     عمل مفتشاً للاثار بمنطقة جنوب سيناء منذ عام 1986 ثم كبير مفتشين ، مديراً لمنطقة اثار ذهب

–     قام باعمال حفائر أثرية بعدة مناطق بسيناء شملت دهب، طور سيناء، طابا، واعمال مسح أثرى بمعظم أودية سيناء وأشرف على أعمال بعثة آثار يابانية بالطور وألمانية بواد فيران لمواسم عديدة.

–     حصل على منحة التدريب على أعمال الحفائر العلمية من مركز البحوث الأمريكى بالقاهرة Field school  عام 1996.

–     قدم 4 دراسات أثرية على مدى عامين 98- 1999 بقطاع التخصص فى الآثار البيزنطية بقسم التاريخ والآثار كلية الآداب جامعة أثينا عن العمارة والفنون البيزنطية وحصل على شهادة بإتمام دراسة اللغة اليونانية من نفس الجامعة.

 دكتوراة فى الاثار الاسلامية بقسم الاثار الاسلامية كلية الاثار جامعة القاهرة.

الابحاث المنشورة

·  منشأ الرهبنة بسيناء  (كتاب المؤتمر الرابع للآثاريين العرب الندوة العلمية الثالثة 27-29 أكتوبر 2001 ، القاهرة 2001)

·  قلعة صلاح الدين بطابا ومزاعم اليهود (كتاب المؤتمر الخامس لجمعية الآثاريين العرب الندوة العلمية الرابعة 19-20 أكتوبر 2002 ، القاهرة 2002)

·  الأنباط بسيناء ودورهم الحضارى (كتاب المؤتمر السادس للاتحاد العام للآثاريين العرب 4-6 أكتوبر 2003 ، القاهرة 2003).

·      حقيقة الهيكل المزعوم (مجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب العدد الرابع يناير 2003 ).

·      طريق الحج المسيحى بسيناء وادعاءات اليهود (كتاب المؤتمر السابع للاتحاد العام للآثاريين العرب 2-3 أكتوبر 2004 ، القاهرة 2004).

·      سيناء عبر العصور (مجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب العدد الخامس يناير 2004).

·      أصل وتطور البازيليكا (مجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب العدد السادس يناير 2005).

·  المدينة البيزنطية المكتشفة بوادى فيران جنوب سيناء (كتاب المؤتمر الثامن للاتحاد العام للآثاريين العرب 26-27 نوفمبر 2005).

·  دير سانت كاترين بسيناء ملتقى الأديان (كتاب المؤتمر التاسع للاتحاد العام للآثاريين العرب 11-12 نوفمبر 2006 ، القاهرة 2006).

·      الاكتشافات الأثرية للآثار المسيحية بسيناء (مجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب العدد السابع يناير 2006) .