بأقلامهم

” اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : الجامعات الجديدة الأمل لمستقبل مصر

في يوم 10 يناير، 2025 | بتوقيت 6:21 مساءً

في عام 1998، سُئل رئيس وزراء اليابان، الدولة المتقدمة علمياً، وتكنولوجياً، والمصنفة ضمن الدول السبع الكبار في العالم، (G7)، عن استعدادات بلاده لدخول القرن الحادي والعشرون، فأجاب، ببساطة، بأن الاستعدادات تنصب على تنمية ورفع قدرات شباب اليابان، الذين سيتولون قيادة البلاد في ذلك القرن، لأن إعدادهم، لتلك المرحلة، بصورة متميزة، يضمن الحفاظ على استدامة تقدم البلاد.

وخلال الشهر الماضي، وأنا أطوف بالعديد من الجامعات المصرية، بمناسبة الاحتفال بنصر أكتوبر 73، من أجل توعية هذا الجيل الجديد من شباب مصر، بما قدمه الآباء والأجداد في تلك الحرب، لتكون ملهماً لمستقبلهم، سعدت بما لمسته من نهضة كبيرة تشهدها تلك الجامعات الجديدة، المقامة وفقاً لأعلى المعايير الدولية، والمزودة بأحدث النظم التكنولوجية في العالم.

لقد كانت الحرب الروسية الأوكرانية سبباً في عودة الكثير من الطلبة المصريين الدارسين في جامعات تلك الدول، وبعض الدول المحيطة بها، فكان لزاماً على مصر أن تجد حلاً عاجلاً لاستقبال أبناؤها العائدون، الذين كان بعضهم يتغرب عن بلده وأهله، للدراسة في جامعات بمستوى علمي متدنٍ، نسبياً، بسبب التكدس في الجامعات المصرية، التي لم يجدوا لأنفسهم مكاناً بها.

فجاء القرار بزيادة أعداد الجامعات المصرية، وتنويعها ما بين جامعات حكومية، كجامعات القاهرة، وعين شمس، وجامعات خاصة، وجامعات أهلية، مع ضرورة أن تقام وفقاً لأعلى المعايير الدولية في التعليم والتكنولوجيا، لتكون جاذبة للمصريين، بمختلف فئاتهم، ليس فقط للعائدين من روسيا وأوكرانيا، وإنما لجميع الطلبة المغتربين، لمحاربة ظاهرة هجرة الكفاءات.

ولم يكتف بهذا الهدف فقط، وإنما انطوى القرار على هدف آخر، وهو إنهاء مشكلة الاغتراب داخل مصر، بأن يصبح في معظم محافظات مصر، تلك الثلاث أنواع من الجامعات، فلم أكن أتصور عندما زرت محافظة الوادي الجديد، على سبيل المثال، أن أجد بها جامعة رائعة، ومتطورة بأحدث أساليب التكنولوجيا العلمية، التي استوعبت ليس فقط الطلبة من أبناء المحافظة، بل أيضاً أعضاء هيئة التدريس من أبناء هذه المحافظة، الذين وجدوا فرص للتدريس بالجامعة.

ويقول الأستاذ الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مصر سوف تنهي في السنوات القادمة، إلى حد كبير، مشكلة الاغتراب في التعليم الجامعي، وهو ما يؤكد على أن مصر تخطو إلى المستقبل بشباب مسلح بأعلى درجات العلم الحديث، بفضل تلك الجامعات الجديدة المتطورة.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.