بأقلامهم

” اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : هل يمكن أن تفعلها كاميلا هاريس؟!

في يوم 21 سبتمبر، 2024 | بتوقيت 8:08 صباحًا

خلال العام الماضي، كان الجميع يسألني من الذي سيكسب الانتخابات الامريكية القادمة، ويجلس على كرسي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن يوم20 يناير 2025م وكان ردي على الفور دونالد ترامب، لأنه سيكسب الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات القادمة وكعادة الولايات المتحدة أن تفاجئ العالم دائما بأحداث جديدة وذلك عندما حدثت المناظرة بين دونالد ترامب والرئيس بايدن. لكي يتفوق ترامب على منافسه بجدارة، وبعدها يعلن جو بايدن انسحابه من سباق الرئاسة القادمة. ويوافق الحزب الديمقراطي على ترشيح كاميلا هاريس النائب الحالي للرئيس الأمريكي لكي تخوض انتخابات الرئاسة القادمة أمام ترامب وهنا ظهرت حسابات جديدة هل يمكن أن تفعلها كاميلا هاريس، وتصبح أول سيدة سوداء رئيسة للولايات المتحدة، في الانتخابات الرئاسية القادمة
ويبدأ السؤال من هي كاميلا هاريس، نقول أنها سياسية ومحامية أميركية شغلت من قبل منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا منذ عام 2017، وكانت والدتها شياما لغوبلان عالمة هندية متخصصة في سرطان الثدي هاجرت من الهند من إلى الولايات المتحدة بهدف الحصول على الدكتوراه من أمريكا. وتزوجت من والد كاميلا دونالد هارسون، أستاذ الإقتصاد في جامعة ستانفورد، وهو أيضا مهاجر من جامايكا عام 1961، لذلك فإن والدتها ووالدها الإثنين مهاجران من خارج أمريكا، لذلك تصنف كاميلا على أنها هندية، ومن أصحاب البشرة السوداء، رغم أنها من صغرها كانت تتردد على كنيسة السود المعمدانية، إلا أنها أيضا اعتادت ارتياد أحد المعابد الهندوسية.
ولقد انفصل والدا كاميلا، وهي في السابعة من عمرها، ومنحت للأم حضانة كاميلا وأختها، وبعد تخرج كاميلا هارس من المدرسة الثانوية عام 1980 التحقت بجامعة في واشنطن في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية. ثم عادت إلى كاليفورنيا، وحصلت على الدكتوراه في القانون من جامعة كاليفورنيا. بعدها تم تعيينها كنائب للمحامي العام. وفي عام 2010 فازت في انتخابات المدعي العام لولاية كاليفورنيا كلها وبعدها فازت في انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، وفي يناير 2021، أصبحت نائبة رقم 29 لرئيس الولايات المتحدة وقادة البلاد في وقتها قيادة مؤقتة لمدة ساعة ونصف، عندما خضع الرئيس. بايدن لفحص روتيني.
والآن أصبحت المنافسة في سباق الرئاسة الأمريكية للرئيس القادم رقم 50 للولايات المتحدة. وفي شيكاغو في ولاية الينوي انعقد المؤتمر. للجزب الديمقراطي لمدة أربعة أيام، بعدها توجت كاميلا لتصبح المرشحة الرسمية للحزب في الانتخابات القادمة أمام ترامب. ولقد تحدث في ذلك المؤتمر كل من الأعضاء القدامى للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وميشيل أوباما، والرئيس جو بايدن، والرئيس الاسبق أوباما، والرئيس الأسبق كلينتون، ومعظم الأعضاء البارزين في الحزب، حيث حث الجميع الشعب الأمريكي على انتخاب كاميلا لتكون الرئيس الخمسين القادم للولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا المؤتمر الذي استمر أربعة أيام تحدثت كاميلا ببساطة أمام الالاف من جموع الحاشدين لتخاطب الطبقة الوسطى في أمريكا حيث حكت قصتها وهي طفلة، ولم تكن تملك الأموال لكي تستكمل دراستها في الجامعة. فقامت بالعمل في مطاعم ماكدونالدز حتى تساعد والدتها.
لذلك قصت للجميع انها تلك الطفلة من الطبقة المتوسطة التي عانت كثيرا في حياتها لذلك فهي تعرف معاناة الطبقة الوسطى في أمريكا والتي سوف تقف معهم عندما تصبح رئيسة لأمريكا. ثم حكت قصة أنها تأثرت بصديقتها في المدرسة الثانوية التي تعرضت للتحرش من زوج أمها وكانت تقصد بذلك، التلميح على ترامب بشأن قضاياه للتحرش.
ولقد بدأت المعركة السياسية الانتخابية بينها وبين الرئيس الأسبق ترامب فور قرار جو بايدن عدم خوض الرئاسة القادمة، حيث بدأ ترامب يهاجم بشدة كاميلا وادعى أنها ليست سيدة سوداء، وهو تعبير في أمريكا يشير الى الأمريكيين السود القادمين من أفريقيا، ويشكلوا نسبة كبيرة مؤثرة في المجتمع الأمريكي وقال إنه يجب ألا تستغل سواد بشرتها لجذب أصوات السود في أمريكا، حيث قال أن اصلها الهندي لا تعطيها الحق لكي تتكون من سود أمريكا.
واندفع ترامب ليهاجم كاملا بضراوة ليقول أنها مسؤولة عن فشل سياسة الرئيس بايدن، لأنها كانت النائبة له ومشاركة له في كل قرار، وأن قراراته تجاه الحرب الروسية والحرب في غزة. كلها خاطئة، وأن ترامب، لو كان موجودا، لما حدثت تلك الحروب، بل أضاف أن سياسة الحزب الديمقراطي، ووجود كاميلا في الفترة القادمة سوف يجعل العالم يدخل في حرب عالمية ثالثة. وبالطبع أصبحت كل مؤتمرات ترامب تشدد على مهاجمة كاميلا بدأ في وصفها بانها شيوعية لانها ذكرت انها تريد تنظيم أسعار المنتجات الامريكية وهذا لا يحدث الا في الدول الشيوعية.
وعلى الطرف الآخر بدأت كاميلا تستميل الشعب الأمريكي وخاصة الطبقة المتوسطة، وهم الأغلبية في أمريكا، حيث قالت أنها من هذه الطبقة، وأنها عانت كثيرا هي وأمها، وتعلم قيمة هذه الطبقة التي تحتاج إلى عناية الدولة عكس الأغنياء. وتعني بالطبع ترامب الغني بأمواله. كما أنها دافعت عن نفسها أمام ترامب عندما وصفها بأنها شيوعية، وإنها بذلك تقضي على الحلم الأمريكي. كما أكدت أن ترامب يقاتل من أجل أصحاب المليارات والشركات الكبرى، وقالت لكنني سأقاتل لإعادة الأموال إلى الأمريكيين العاملين من الطبقة المتوسطة.
ومن هنا جاءت استطلاعات الرأي لتشير إلى تقدم كاميلا على ترامب في ثلاثة ولايات، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل خلال استطلاعات الرأي، عندما كان جو بايدن موجودا في السباق، لذلك بدأ الجميع يتساءل هل ممكن لكاميلا أن تفوز على ترامب في سباق الرئاسة القادم، وتصبح أول امرأة سوداء تقود أمريكا لتكون الرئيس الخمسين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وعقدت في الأيام الماضية المناظرة التي كان ينتظرها الجميع هذه المناظرة التي كانت شروطها انه لن يكون هناك جمهور وسيتم كتم صوت ميكروفونات المرشحين وانتهت المناظرة التي استمرت 90 دقيقه واستطاعت كاميرا هاريس ان تضع خصمها ترامب في موقف دفاع موجهة له عبارات شخصيه نالت من مظهره الرئاسي لأنه لا يهتم الا بنفسه واقرانه من الاثرياء اما ترامب فلقد اتهمها بالمركسية ولم ينظر اليها خلال المناظرة واذ كان هناك ما يمكنني استخلاصه من هذه المناظرة التي كانت اشبه بتكسير عظام لكن بلا ضربه قاضيه، وإن كان البعض يرى أن الناخب الأمريكي قد يفضل هذه مرة أن تكون الرئاسة في يد امرأة سوداء، الأمر الذي يعطي أمريكا دايما امام العالم كله أنها مثال للديمقراطية والتغيير، وبدأت استطلاعات الرأي تضع كاميلا في المقدمة مرة أخرى عن ترامب بثلاث نقاط ثم جاء بعدها محاولة اغتيال لترامب لكي يكسب النقاط مره اخرى ثم جاءت احداث غزه وقيام اسرائيل بهذه الحملة ضد حزب الله وقادتهم من خلال الدخول على اجهزه البيجر للقضاء على أعضاء حزب الله وهذه الامور كلها تاتي في صالح ترامب حيث من المنتظر ان يستمر القتال في غزة حتى يوم الانتخابات وعموما يجي السؤال هل يمكن أن تفعلها كاميلا؟ لتكون اول رئيسة سيدة سوداء في أمريكا لتكون الرئيسة الخمسين للولايات المتحدة الأمريكية؟

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.