أخبارشئون مصريةمنوعات

مؤتمر التحول الأخضر للاقتصاد الأزرق: حلول مستدامة لمشاكل البيئة البحرية في مصر

في يوم 12 سبتمبر، 2024 | بتوقيت 7:30 مساءً

كتب -بدوي طه

تحت شعار “التحول الأخضر للاقتصاد الأزرق “عقد أمس مؤتمر مهم حول تثمين الكتلة الحيوية المهدرة من الأعشاب البحرية لمنتجات مستدامه ذات قيمة مضافة ، وذلك برعايه الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمى وبالتعاون مع هيئه تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار وبمشاركة نخبة من الخبراء والمسؤولين في مجالات البحث العلمي والبيئة التنمية المستدامة.

وركز المؤتمر على سبل استغلال الكتلة الحيوية المهدرة من الأعشاب البحرية في إنتاج منتجات مستدامة ذات قيمة مضافة، بالإضافة إلى مناقشة استخدام التكنولوجيا الحديثة في معالجة المشاكل البيئية المتعلقة بالبحار والمحيطات.

وفي كلمتها خلال المؤتمر، أوضحت د. نادية إسكندر زخاري، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق وعضو المجلس القومي للمرأة، أن التكنولوجيا الحديثة تلعب دورًا محوريًا في حل مشاكل البيئة البحرية، بدءًا من معالجة المياه الملوثة وصولًا إلى تعزيز التنمية المستدامة من خلال ربط الاقتصاد الأخضر بالأزرق.
وأشارت زخاري إلى التحديات التي تواجه الشعب المرجانية نتيجة التغيرات المناخية، لا سيما ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر بشكل مباشر على هذه الشعب، وبالتالي على السياحة البحرية التي تعتمد عليها مصر بشكل كبير. كما شددت على أهمية نقل ثقافة البحث العلمي إلى المجتمع كجزء من جهود الدولة لمعالجة المشكلات البيئية من خلال مشروعات ذات مخرجات ملموسة.

ومن جانبه، أكد الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، أهمية الاقتصاد الأزرق في تعزيز التنمية الاقتصادية للدولة.

وأشار سلامة إلى أن الاقتصاد الأزرق يسهم بنحو 3 ملايين دولار سنويًا للاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن مصر تُعد رائدة في مجال الصيد البحري، حيث تحتل المركز الأول إقليميًا والسادس عالميًا.
وأضاف أن تحويل الاقتصاد المصري إلى نموذج يعتمد على السياحة المستدامة والاقتصاد الأزرق يمكن أن يسهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز مهارات التجارة البحرية، بالإضافة إلى حماية الشواطئ والبحيرات المصرية.

الدكتور أشرف عبد العزيز منصور، أمين عام الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، أشار في كلمته إلى أن التغير المناخي والتنوع البيولوجي يشكلان تحديات كبيرة تستدعي تنسيق الجهود بين الدول العربية والمؤسسات البحثية.

وأوضح أن الاتحاد العربي ينسق مع جميع الأطراف لمناقشة موضوعات مثل الأمن الغذائي والمائي خلال فعاليات منتدى سيُعقد في دولة الإمارات تحت رعاية جامعة الدول العربية.

وفي السياق ذاته، تناولت د. آمنه فزاع، رئيس قطاع البيئة والتنمية المستدامة بالجمعية الإفريقية، قضية الصيد الجائر وتأثيره السلبي على البيئة البحرية، خاصة الشعب المرجانية التي تُعد مصدرًا أساسيًا لجذب السياح.
وأكدت ضرورة تكثيف الجهود لحماية هذه الشعب من التلوث والصيد الجائر من خلال تطبيق سياسات صارمة تعزز الاستدامة.

وتطرق المؤتمر أيضًا إلى الابتكارات البحثية التي تسهم في تعزيز الاقتصاد الأزرق. فقد تحدث الدكتور محمود رمزي، القائم بأعمال مدير معهد البحوث البترولية المصرية، عن دور الطحالب البحرية في حل العديد من المشاكل البيئية، مشيرًا إلى أن التحالب تُستخدم في إنتاج الوقود الحيوي والأسمدة العضوية، كما تُعد مصدرًا هامًا في صناعة الأدوية.

وأكد أن مثل هذه الأبحاث تسهم في تحقيق بيئة بحرية نظيفة ومستدامة.

ومن جانبها ، تحدثت د. نور شفيق الجندي، استاذ علوم البيئة بمعهد بحوث البترول ،مديرة المشروع، عن مخرجات المشاريع البحثية الممولة من الدولة وأهمية استثمار الطحالب البحرية في إنتاج حلول مبتكرة تسهم في الحد من مشاكل التلوث البحري.

كما أشارت دكتوره نور الجندي إلى التحديات التي تواجه السياحة في مناطق مثل الغردقة وأبو قير نتيجة التلوث البحري وتغير المناخ، مؤكدة ضرورة إيجاد حلول مستدامة لهذه المشكلات.

وأبرز المؤتمر أهمية الاستثمار في الاقتصاد الأزرق كأحد العناصر الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر. ومع تصاعد التحديات البيئية، يبقى التركيز على البحث العلمي والتعاون الدولي أساسًا لمواجهة هذه التحديات وضمان مستقبل بيئي أفضل.