أخبارمنوعات

الكاتبة الصحفية والأديبة ” فكرية أحمد ” تكتب لـ ” المحروسة  نيوز ” : عكس الإتجاه !!!

في يوم 28 أغسطس، 2024 | بتوقيت 5:46 مساءً

 الحمد لله لم تمر بلدنا الحبيبة بالخراب والتدمير الذي مرت به دول أوروبا إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولا في كل الحروب التي دخلتها  مصر سواء لمواجهة العدو الإسرائيلي للدفاع عن ارضها أو تلك الحروب التي قامت بها من أجل اليمن وفلسطين، لحسن الحظ لم يطول الخراب أرجاء البلاد ولله الحمد لم يذق الشعب تلك المرارة التي ذاقتها شعوب أوروبا إلا في بعض المناطق خاصة الحدودية من مدن قناة السويس،

حتى في عهود الإحتلال البشعة الني مرت بها مصر على مدى التاريخ بدءا من الإحتلال العثماني طويل الأمد وصولا إلى الإحتلال الإنجليزي والحملة الفرنسية،  أيضا لم يعيش شعب مصر الدمار والخراب والمجاعة العامة، ما أقصد قوله أن شعب مصر لم يعاني معاناة حقيقية من ويلات حروب واحتلال مثلما عانت شعوب أوروبا.

رغم ذلك نجحت الشعوب الأوربية في النجاة بنفسها وأوطانها بعد تلك الحروب المدمرة ، نجحت في التكاتف والتكافل لنهضة المجتمع ككل في شتى المناحي، فيما لم ينجح الشعب المصري في تحقيق ذلك، ولا يجب أن نواصل الكذب على أنفسنا ونتشدق بإننا أفضل خلق الله في المحبة والتضحية والعطاء والطيبة والدعم لبعضنا البعض والبناء معا، لعلنا كنا هذا قبل عقود مضت ، ولكن علينا أن نخرج الأن رؤوسنا من الرمال لنواري سوءاتنا الحقيقية فلا نتركها في العراء ونغمض أعيننا ونكذب على أنفسنا بتلك الأساطير عن الحب والتكاتف، التي افتقدها مجتمعنا بكل جدارة.  

علينا أن نعترف أن كل التجارب من الحروب والإحتلال وحتى الثورات لم تصهرنا لتخرج الذهب منا وتكشف عن كوامن الماس فينا، بل على النقيض تماما، حقا هناك ارهاصات للأخلاق والمثالية والتضحية أفرزتها أحداث الميادين ومواجهة العدو في الازمات، لكنها للأسف انتهت بانتهاء الحدث  وكأنها كانت مرهونة به،

نعم علينا ان نعترف أن مجتمعنا يسير الى الأسوأ، وأن كل منا يخرج من بيته في الصباح وهو يتحسب مع نفسه كم مرة سيتم سرقته، كم مرة سيضطر الى مخالفة ضميره وتعاليم الله ويقدم رشوة ليحصل على حقوقه، كم مرة سيضطر الى النفاق والكذب والتدليس ليتقرب من مرؤسيه وكل من لديهم حاجته ليقضيها، كم مرة سيلعن الحياة ويتمنى الموت لنفسه ولما يعاندون معه في قضاء حوائجه بالبيروقراطية او لانهم لم يشربوا من يديه شايا بالياسمين.

علينا ان نعترف أننا منذ نخطوا الشارع  لن نتوقف عن قول (حسبي الله  نعم الوكيل)   بسبب القطار،  الأتوبيس، المترو المزدحم و الذي لا يأتي في موعده أبدا دون أن يعتذر له مسئول عن ضياع  وقته، وحين يستقل المواصلة العامة لن يجد له موطىء قدم ليواصل الحسبنه في كل البشر، وسيجد الشوارع التي كانت(مسفلته)  بالأمس وجميلة تم حفرها مجددا لغرس  أشجار تم من قبل اقتلاعها، أو إعادة  تمثال تم نقله لمكان اخر منذ أشهر ، أو لزرع نافورة جديدة وهكذا،

وهو أمر لم يتغير في مصر منذ الستينات للأن،  وكأنه مخطط متواصل  لإهدار الملايبن في تزيين ميادين واماكن سبق وان تم تزيينها وهدمها في العام ثلاث أو  أربع مرات، ولا نعرف اين تذهب معظم هذه الأموال على وجه الدقة،

هل المستفيدون مقاولون من الباطن ام مسئولون فاسدون، أم ماذا؟ المهم أن إهدار المال العام في هذا المجال يتم بصورة ممنهجة مفضوحة للمجنون قبل العاقل من أبناء الشعب المطحون.

وما أقوله ليس بغريب ولا أعتقد أنه سيتم حظره من النشر لانه معروف منذ الستينات وجاء على لسان الفنان القدير عماد حمدي في عبقرية فريدة اختصر بها ما حدث ويحدث حتى الآن في قصة العظيم نجيب محفوظ “ثرثرة على النيل” ،

ففي مشهد الفيلم الفريد يسير عماد حمدي كالمخدور من صدمات الحياة وقسوتها ويتأمل ما يتم من حفر بالشوارع ويحدث نفسه قائلا ( اللي يهدموه يرجعوا تاني يفحتوه، واللي يسفلتوه، يرجعوا تاني يهدوه، مرة عشان الكهرباء، ومرة عشان مواسبر المياة، ومرة سلك التليفون، ومرة المجاري، ياما جاري في الدنيا ياما جاري، طيب ماكانوا فحتوا مرة واحدة، مش بيقولوا فيه لجنة تخطيط، يمكن الواحد غلطان و لجنة التخطيط هي اللى صح عشان يجتمعوا ويخططوا)

ويسير فيلم ثرثرة على النيل على نهج العبثية، تلك التي نعيشها حتى الآن في تخطيط شوارعنا وتنفيذ المشروعات و خطط التجميل بها.

أليس ما يحدث من سوء تخطيط  لشوارعنا..لخطوط الغاز، الكهرباء، المياة التليفونات، إضافة عناصر التجميل المتغيرة كل عدة اسابيع أو أشهر؟!!.

أليس هذا  سير عكس إتجاه ما يجب أن يحدث من خطط وإدارة رشيدة يجب أن تهدف إلى ترشيد استخدام المال العام ومحاربة إهداره على أشياء متكررة وإعادة فعل ما كان مفعولا؟!!.

أليس ما يحدث مثيرا لحنق المواطن ويضع ألف علامة استفهام حول كيفية إدارة و تنفيذ  خطط الدولة، والمدى الزمني لهذه الخطط ،و مدى مصداقية قرارت الترشيد ومحاربة الفساد والحفاظ على المال العام وتوجيهه الى المشروعات الهامة والمفيدة التي تعود بالنفع الملموس على الوطن والمواطن؟!!.

في شوارعنا التى لا ترتاح ولا تهدأ من الفحت والردم، سنجد أعمدة الكهرباء مطفأة بمعظم الأماكن ليلا لتشيع الظلام والرهبة وتشجع لصوص الطريق على ارتكاب الجرائم، وسنجد في نفس الوقت بأماكن أخرى أعمدة الإنارة لا يتم إطفاء مصابيحها حتى منتصف النهار رغم أننا سمعنا عن تلك الأعمدة واللمبات الحساسة لأشعة الشمس والتي تنطفئ بشكل أوتوماتيكي بمجرد أن ترى أشعة الشمس، لكن يبدو أن تلك الأعمدة بلمباتها فقدت الإحساس مثل أشياء كثيرة فقدت إحساسها بالمسئولية تجاه البلد وتجاه أحوال الناس التي صارت لا تسر عدو ولا حبيب.

واذا ما تركنا الطرق والشوارع بما لها وما عليها،تلك التي يسير التخطيط بها عكس الإتجاه المفروض والمطلوب للدولة، سننظر الى إهدار الماء الذي يتم بصورة مستفزة لا عقل فيها ولا دين، ستجد مواسير المياة تنفجر كل يوم واخر في منطقة ما أو بأحد الأحياء، فيتم إهدار الماء بسخاء على الأرض حتى تتحرك الجهة المسئولة لإصلاح ماسورة المياه، وفي هذا يتم قطع المياه عن الحى ساعات طويلة حتى يتم الإصلاح،   أي ما يحدث هو اهدار للمياة من جهة وحرمان المواطنين بضعة ساعات من المياه من جهة أخرى ، 

ويتكرر الأمر في نفس المواسير ونفس المناطق ، لأن الجهة المسئولة تضع حلا مؤقتا للمشكلة وليس حلا حاسما، في حين لو تم عملية صيانة دورية لمواسير  وخطوط المياه وفقا للخطط المفترض أنها موضوعة من مجلس المدينة مع شركة المياة، مؤكد لن تنفجر ماسورة ولن تهدر مياه في وقت صرنا لا نستبعد فيه ان تكون الحرب القادمة حرب المياة، يضاف لذلك إهدار المياة في رى الحدائق العامة بالخرطوم وهو أسلوب قديم عفا عليه الدهر ..

فهناك اساليب ري حديثة بالتنقيط وغيرها توفر الكثير من الماء المهدر عبر تلك الخراطيم .       

كاتب المقال

فكرية أحمد السيد

– كاتبة صحفية وروائية

– خريجة كلية الآداب قسم صحافة- جامعة سوهاج- عام 1985.

– مديرة تحرير جريدة الوفد وكاتبة مقال أسبوعي ولديها قناة «حكايات فكرية» على يوتيوب.

ـ أمين عام مؤسسة «البينولوكس» هولندا بلجيكا لوكسمبورج والشرق الأوسط للصحافة والنشر بهولندا.

ـ خبيرة الشؤون الدولية للاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط.

ـ بدأت العمل الصحفي بجريدة الجمهورية عام 1986.

ـ عملت في إحدى مؤسسات جريدة الوفد اليومي بقسم الحوادث والتحقيقات منذ عام 1987.

ـ حصلت على عضوية نقابة الصحفيين عام 1990.

– سافرت كمديرة لمكتب جريدة الوفد في دول «البينلوكس» هولندا بلجيكا لوكسمبورج، منذ عام 1991 وحتى بداية عام 2011.

ـ عملت كمدير لمكتب جريدة الوطن السعودية منذ عام 2001 وحتى إبريل عام 2011.

ـ عملت كمراسلة للإذاعة الفرنسية «آر أف أي» القسم العربي منذ عام 1992 : 1995.

– ضيفة دائمة بالتليفزيون المصري وعدد من الفضائيات المصرية والعربية وأيضاً الصينية، كمحلله لشؤون الأخبار السياسية والدولية.

-أجرت عدة تحقيقات صحفية خطيرة محليًا، منها انتحالها شخصية متسولة لمدة 3 أيام، لكشف عالم الشحاتين الذي تحول إلى مملكة، كما انتحلت صفة فتاة متشردة، لتتمكن من دخول مؤسسة الأحداث وكشف ما يجري داخل مؤسسة رعاية الأحداث للفتيات وغيرها . 

– اشتهرت كواحدة من أنشط المراسلين العرب في أوروبا وحتى عودتها لمصر عام 2011.

-فجرت العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمس المصريين و العرب في أوروبا، منها دور بعض المستشرقين في التجسس، قضية جنون البقر، المآسي التي يتعرض لها المصريون في أوروبا.

ـ سافرت كمراسلة صحفية ضمن بعثة حفظ السلام إلى يوغسلافيا السابقة، إبان اشتعال الحرب الأهلية بين الصرب وكرواتيا والبوسنة، ونشرت سلسلة تحقيقات مصورة من أرض المعارك عام 1993، وتم نشرها في جريدة الوفد ومجلة الشرق الأوسط، كما سجلت مغامرات هذه الرحلة في مجموعة قصصية بعنوان «قلوب في طواحين الهواء».

ـ قامت بتغطية العديد من القضايا الدولية في مدينة لاهاي بهولندا، أشهرها قضية لوكيربي، قضية محاكمة مجرمي حرب يوغسلافيا السابقة، وغيرها من خلال محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدائمة.

ـ راسلت عدة صحف ومجلات عربية من هولندا بجانب جريدة الوفد بينها مجلة كل الناس، الشرق الأوسط، جريدة النهار، جريدة البيان الإماراتية، الوطن السعودية.

– حصلت على جائزة التفوق الصحفي للمقال من نقابة الصحفيين عام 2013 عن عامودها الصحفي الأسبوعي «أوراق مسافرة»، تحت عنوان «قانون حسنية».

– حاصلة على دبلوم التدريب الصحفي من اتحاد الصحفيين الأفارقة عام 2018.

– حاصلة على شهادة برامج التنمية والتدريب الصحفي من الجامعة الأمريكية عام 2018. 

– أشرفت على القسم الخارجي عام 2016، وأشرفت على قسم التحقيقات حتى عام  2019 بجريدة الوفد.

– اختارتها محافظة سوهاج التي ولدت بها الكاتبة وتخرجت من جامعتها، ضمن أشهر شخصيات المحافظة، وتم إدراجها في كتاب صدر شهر يونيو من عام 2021 عن مركز المعلومات بالمحافظ تحت عنوان «أعلام ومشاهير من سوهاج»، وذلك ضمن 34 شخصية أدبية وثقافية بالكتاب.

ـ أصدرت أول لها رواية «مملكة العبيد» باللغة العربية عام 1995

وهى أول رواية مصرية تدور حول المهاجرين إلى هولندا من المصريين والعرب، وما يواجهونه من مأسي خاصة المقيمين منهم بصورة غير قانونية

صدر لها:.

– مملكة العبيد (رواية) 1995.

 – بائعة الزهور.

 – قلوب في طواحين الهواء (مجموعة قصصية).

 – بلا رجال أفضل (رواية)

 – كورونا في سوق البغاء (رواية)

 – سر الرجل الكلب (رواية)

 – لغز الحقيبة الزرقاء (رواية)

 – سر الجاسوس الأخرس (رواية)

– لغز الطائرة المخطوفة (رواية)

– الملكة والأفاعي (رواية).

– جثة ستيفان محمد (رواية).

[email protected]

[email protected]

الكاتبة الصحفية ” فكرية أحمد ” تكتب لـ ” المحروسة نيوز : الفن ولصوص الأدب ( 3 – 3)

الكاتبة الصحفية ” فكرية أحمد ” تكتب لـ ” المحروسة نيوز : الفن ولصوص الأدب ( 3 – 3)

الكاتبة الصحفية ” فكرية أحمد ” تكتب لـ ” المحروسة نيوز : الفن ولصوص الأدب ( 3 – 3)

الكاتبة الصحفية ” فكرية أحمد ” تكتب لـ ” المحروسة نيوز : الفن ولصوص الأدب ( 3 – 3)

الكاتبة الصحفية ” فكرية أحمد ” تكتب لـ ” المحروسة نيوز : الفن ولصوص الأدب ( 3 – 3)

الكاتبة الصحفية ” فكرية أحمد ” تكتب لـ ” المحروسة نيوز : الفن ولصوص الأدب ( 3 – 3)