محمد عبده، أشهر مطربي وملحني المملكة العربية السعودية، البالغ من العمر 75 عاماً، بل وأهمهم في منطقة الخليج العربي كله، بدليل تلقيبه، من جمهوره، بفنان العرب، خاصة وأنه قد شدا بصوته الصداح على كافة مسارح دول الخليج العربي، والشام، ومصر، وشمال أفريقيا، وامتدت شهرته لكثير من دول العالم في أوروبا والأمريكتين، لتعدد حفلاته على مسارحها، تلبية لدعوات الجاليات العربية، العاشقة لفنه.
وخلال الأسبوع الجاري، شاهدت مقطع تليفزيوني مسجل، لهذا الفنان الكبير، على إحدى القنوات السعودية، يقول فيه إنه يحب مصر، وأن انطلاقته الفنية كانت من مصر، مضيفاً أن مصر هي مهد الحضارات وملتقاها، ولها أيادٍ بيضاء على شعوب المنطقة العربية بأسرها، بأستاذتها في المدارس والجامعات العربية، وأطبائها في المستشفيات العربية، ومهندسيها في كافة المشروعات العربية.
وفي ذات الحوار أضاف الفنان الكبير أن المملكة السعودية يشار إليها بالبنان كأغنى الدول العربية، بما تمتلكه من ثروات بترولية، إلا أنه، شخصياً، يرى أن الثروات لا تُقدر بالأموال، فقط، وإنما بما تمتلكه من تاريخ وحضارة وخبرات متراكمة، وهو ما تمتلكه مصر، بشهادة العالم، ولا ينكره إلا جاحد، وهو ما جعله يقول لمحاوره أن مصر هي أغنى الدول العربية.
كانت تلك كلمات الفنان الكبير محمد عبده، على قناة سعودية، وليست قناة مصرية، بما قد يفسره البعض بأنه مجاملة رقيقة، وفي سياقها.
والحقيقة أن من يشاهد ذلك المقطع المسجل، سيلمس فيه الصدق الواضح في نبرة صوته، وفي انتقائه لألفاظة، ومرادفاته المؤثرة،التي تنم عن كريم أصله.
ولما سمعت ذلك الحوار، تذكرت حديث جمعني بالموسيقار المبدع، الدكتور جمال سلامة، رحمة الله عليه، عندما توليت رئاسة دار الأوبرا المصرية، قال لي خلاله أن الفنان محمد عبده من أكثر فناني العرب حباً لمصر، وأكثرهم تقديراً وعرفاناً لدورها في الدول العربية، في كافة المجالات.
ورغم عدم لقائي بالفنان الكبير محمد عبده، من قبل، إلا أن صدق حديثه الذي تابعته بنفسي، استدعى لذاكرتي ما سمعته على لسان الراحل الكبير جمال سلامة، وتأكدت أنه لم يكن في إطار المجاملة المحمودة من فنان بقدره ومكانته.
ويمكن لأي شخص أن يستمع إلى ذلك الحوار الراقي من خلال البحث على شبكة الإنترنت أو من خلال يوتيوب، ليتعلم درساً في الرقي وحفظ الجميل، وليشعر بالفخر والعزة بأفضال مصر على العالم العربي. شكراً محمد عبده …ودعواتى له بالشفاء العاجل .. ودمتي عظيمة يا مصر.
كاتب المقال
اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج
Email: [email protected]
واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.
ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.
تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.
والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.
تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.
والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.
فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.
تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.
تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.
لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.
وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخبار اليوم.