أمام عظمة الأهرامات وبناة الأهرامات قدماء المصريين تخرج تصاريح من وقت إلى آخر يجب أن نضعها فى إطار (آخر نكنة) وآخر نكتة تخص الهرم هى تصريح الملياردير الأميركي إيلون ماسك الجدل فى تغريدة على حسابه الشخصي على منصة “إكس” ادعى فيها قيام الكائنات الفضائية ببناء الأهرامات.
وردًا على ذلك أصدرت حملة الدفاع عن الحضارة برئاسة خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بيانها التى تطالب فيه إيلون ماسك بأسماء بناة الأهرامات من الكائنات الفضائية لتكريمهم فى مصر فى حضوره شخصيًا
وأوضح البيان أن فلسفة بناء الأهرامات تقوم على عدة أسس، كيفية البناء واختيار التوقيت وتأمين العمال والمساكن الخاصة بهم مما يدحض كل الآراء التى تشكك فى قدرة العامل المصرى على بناء معجزة العالم القديم الهرم الأكبر ونسبه إلى شعوب أخرى ليس لها حضارة أو كائنات فضائية أو الجن
مشروع قومى
ويشير الدكتور ريحان إلى أن الملك خوفو هو أول من أمّن العمال ضد البطالة في التاريخ، واتسم عصره بأنه أزهى عصور الدولة القديمة، وقد استفاد من أوقات البطالة البعيدة عن موسم الحصاد والري والزراعة وهى مواسم العمل في مصر القديمة ليقوم العمال بأعمال قومية عظيمة وأعمال إنتاجية ساهمت في الازدهار الاقتصادى في كل مناحى الحياة، وأن بناء الهرم كان مشروعًا قوميًا، وأنه وغيره من بيوت العبادة في مصر القديمة نفذت طبقا للقواعد الذى أرساها إيمحوتب، معبود الطب والهندسة وأول من استعمل الحجر في البناء ووضع نظرياته الإنشائية
وكان العمال يتسابقون طواعية في العمل على قطع الأحجار من المحاجر، ونقلها والاشتراك في أعمال البناء، وقبل البدء في بناء الهرم قامت الحكومة ببناء مدينة للعمال والفنيين وسوقا للتموين ومخبزًا ومخازن للغلال
مدينة عمال الهرم
ونوه الدكتور ريحان بأن مدينة عمال بناء الهرم تعتبر أول مدينة عمالية في التاريخ تبنى بطريقة الإسكان الجاهز أو سابق التجهيز، حيث تم توحيد نماذج تصميم المساكن لمختلف طبقات العمال والفنيين بتوحيد الأبعاد القياسية والأبواب والشبابيك والأسقف ليسهل تركيبها وفكها، وبعد انتهاء بناء الهرم أهديت هذه الوحدات للعمال لتركيبها لهم في قراهم وهو ما وصفه مؤرخو عصر الأهرام بنهضة تعمير القرى.
مغارات خوفو
وأردف الدكتور ريحان أن أكبر شهادة على دور عمال بناة الأهرامات هو الكشف الهام لبعثة آثار مصرية فرنسية مشتركة برئاسة عالم الآثار الفرنسى بيير تالييه وسيد محفوظ عملت منذ عام 2011 بميناء وادى الجرف على البحر الأحمر، وعثرت عام 2013 على مجموعة رائعة من البرديات عند مدخل المغارات كانت مدفونة بين الكتل الحجرية التى تم استخدامها لإغلاق المغارة بعد الانتهاء من العمل.
واستخدمت تلك المغارات ورش عمل ومخازن وأماكن سكنية، وكان هذا الموقع مستخدمًا فى عهد الملك خوفو وأن فريق العمل الذى كان يعمل فى هذا الموقع هو نفسه الذى عمل فى بناء الهرم الأكبر وهذا يدل على وجود جهاز إدارى على درجة عالية من الحرفية لإدارة البناء فى عهد خوفو حيث تشير بردية وادى الجرف إلى تفاصيل كاملة عن طريقة بناء الهرم الأكبر وأسماء عمال البناء، وهناك بردية تخص أحد كبار الموظفين ويدعى “مرر” تحكى يوميات فريق العمل الذى كان يقوم بنقل كتل الحجر الجيرى من محاجر طرة على الضفة الشرقية للنيل إلى هرم خوفو عبر نهر النيل وقنواته، وتوزيع الحصص اليومية للأطعمة التى كانت تستجلب من مناطق عديدة فى دلتا نهر النيل.
وأشار الدكتور ريحان إلى طريقة بناء الأهرامات عن طريق الجسور أو الطرق الصاعدة، حيث كانوا يبنون طريقًا متدرج الارتفاع تجر عليه الأحجار ويتصاعد مع ارتفاع الهرم حتى يصل ارتفاعه في النهاية إلى مستوى قمة الهرم نفسها، ويلزم في الوقت نفسه أن يمتد من حيث الطول وبعد انتهاء بناء الهرم يزيلون هذا الطريق.