بأقلامهم

” الكاتب الصحفى الدكتور محمود عطية “يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” : من طبخت العشاء الأخير؟!  «تاريخ العالم كما ترويه النساء»

في يوم 6 يناير، 2025 | بتوقيت 5:00 مساءً
تحاول «روزاليند مايلز فى كتابها» تقديم إجابة عن تساؤل ملح، لماذا غابت النساء عن كتب التاريخ؟! رغم أن دورهن فى حياة البشرية واستمراريتها كان عظيمًا، وفاق فى مراحل حياتية عدة ما كان يقوم به الرجل، فبصمتها الجينية كانت الأولى وما حققته فى بناء الإنسان من خلال الأعمال التى أدتها وحافظت بها على استمرارية النوع البشرى كان واضحاً.
وتذكر مايلز: «النساء اللواتى حَفظت كتب التاريخ أسماءهن نادرات… فأين الأخريات؟! إنه سؤال ٌّ ملح ُ رفض أن يفارقنى، ولذلك كتبت «من طبخت العشاء الأخير»؟. فى محاولة للإجابة عنه، على الأقل بالنسبة لى. ونقطة انطلاقى كانت سؤال غيبون (مؤرخ الإمبراطورية الرومانية الشهير) الذى لا يقبل المساومة: «ما هو التاريخ»؟ «إنه أقرب إلى سجل عن جرائم الرجال، وأخطائهم، ومصائبهم». أغرانى التحدى، وأخيرا «أعلنت بشجاعة»، اليد ّ التى تهز المهد، أمسكت فى التاريخ كى تصحح السجلاّت: هناك نساء فى التاريخ أيضًا، بتلك الكلمات الشُجاعة صدرت النسخة الأولى من الكتاب بثقة أكبر مما شعرت به فى الحقيقة. لأننى لم أعرف كيف سيستقبله القراء، لكن كما اتضح لى، لم أكن الوحيدة التى يؤرقها غياب النساء عن كتب التاريخ.
وتبرر الكاتبة «مادة كتابها أو دراستها قائلة»: سيسأل البعض: لماذا تكتبين عن تاريخ النساء بالمطلق؟ ألم يتقاسم الرجال والنساء العالم دومًا، واختبروا معًا حسناته وسيئاته؟! يسود الاعتقاد بأن الجنسين كليهما عانيا الظروف نفسها على حد سواء، لكن كان من حق الفلاح الذكر مثلًا – مهما عانى من القمع الغاشم- أن يضرب زوجته وتوجب على العبد الأسود الذى يكدح من أجل سيده نهارًا، لكنه لم يضطر لخدمته ليلًا كالمرأة السوداء. هذا النموذج القائم ما يزال مستمرًا إلى يومنا هذا، إذ تتحمل النساء حصة إضافية من الألم والتعاسة مهما كانت الظروف، كما تشهد معاناة المرأة فى أوروبا الشرقية التى مزقتها الحروب: الذكور قاتلوا وماتوا، لكن الاغتصاب الجماعى الممنهج، المترافق غالبًا مع التعذيب ذاته الذى يتلقاه الرجل وينتهى بالموت، كان مصيرًا عانت منه النساء فقط.
تبلور فكرة الكتاب
«من طبخ العشاء الأخير»؟ ليس العنوان الأصلى لكتاب روزاليند مايلز، فقد صدر لأول مرة تحت عنوان «تاريخ المرأة كما ترويه النساء»، لكن حين نشر ب الولايات المتحدة الأمريكية تم تغيير العنوان تحت زعم أنه قد يجذب القارئ الأمريكى تساؤل مثير أكثر من العنوان الأصلى الصريح، فكان «من طبخت العشاء الأخير؟»، ورغم أن النص لم يناقش مسألة من طبخ العشاء الأخير للسيد الناصرى وحوارييه، وفق التراث المسيحى.
صاحبة الكتاب أو الدراسة
آسف لم نعرف بالكاتبة «روزاليند مايلز» أو بالأدق صاحبة الدراسة المتعمقة، هى كاتبة بريطانية ولدت عام 1943، تحمل خمس شهادات ماجستير وشهادة دكتوراه فى الأدب الانجليزى، كما حازت جائزة نيت ورك آوورد Net Work Award وصل عدد مؤلفاتها إلى ثلاثة وعشرين كتابًا حتى الآن. ترجم (من طبخت العشاء الاخير.. تاريخ العالم كما ترويه النساء) إلى أكثر من ثلاثين لغة، وحصد جائزة أفضل عنوان اجنبى فى معرض غوتنبرغ للكتاب، صُنف بين أفضل عشرة كتب نسوية فى معرض لندن للكتاب.
اقرأ أيضًا | رئيس أكاديمية البحث العلمي: نبوءة الرئيس تحققت.. وتنفيذ استراتيجية 2030 هدفي الأول
من يراوغ التاريخ؟!
يركز الكتاب على مراوغة التاريخ فيقول: «عندما يركز التاريخ حصرًا على نصف الجنس البشرى لا غير، تضيع الحقائق والحلول البديلة. الرجال يهيمنون على التاريخ لأنهم من يكتبونه، وما كتبوه عن النساء الناشطات الشجاعات الذكيات أو العدوانيات، يميل دائمًا إلى التعامل بطريقة عاطفية، أو تحويلهن إلى أسطورة، أو إلى جرهن مجددًا إلى نوع من «الوضع الطبيعى» المتعارف عليه. لذلك معظم ما يسمى بـ «بالسجلات التاريخية» خاطئ ببساطة».
نحتاج «تاريخ النساء»، لأن هناك جهودًا لا تنقطع تنكر مشاركة المرأة، وتهدف إلى تأكيد التفوق الطبيعى للرجل، مهما كلف الأمر. من يعرف اليوم أن مالك الطاولة المستديرة لم يكن الملك آرثر، بل غوينيفر؟! أو أن أجيالًا من الملكات المتحاربات فى الهند والسعودية، ساهمن بصنع الصورة الحالية لبلادهن؟! التحريف لم يقتصر فقط على الماضى السحيق الضبابى، من يعرف اليوم كتائب القتال التخصصية التى قوامها النساء فقط، والتى قاتلت فى الحربين العالميتين الأولى والثانية؟ من يعرف ما هو الدور الذى لعبته المرأة فى اكتشاف الكوازار أو DNA؟ ماذا عن برنامج رحلات الفضاء المخصص للنساء فى وكالة ناسا خلال الحقبة الذهبية للهبوط على القمر؟ لقد كان برنامجًا رياديًا أغلقته ناسا فجأة دون تقديم مبررات، رغم أن أداء النساء كان -على الأقل- بمستوى أداء الرجال ذاته! التذكير بموقع النساء المركزى بالنسبة للجنس البشرى مهم للغاية كى نحارب الاعتقاد الراسخ بأن التمييز ضد النساء أمر غير مقبول!
من يهيمن على التاريخ؟!
يهيمن الرجال على التاريخ لأنهم يكتبونه. وهم عمدوا بقصدٍ أو بحكم مرجعياتهم الأيديولوجية إلى تجاهل المساهمة الحيوية للمرأة فى تشكيل العالم أو التهوين من شأنها، والمؤرخون لم يبدأوا بدراسة التجربة التاريخية لكل من الرجال والنساء بشكل منفصل الا فى عصرنا الحالى فقط، وعندها أدركوا أن مصلحة النساء تضاربت مع مصالح الرجال خلال الجزء الأكبر من ذلك التاريخ، وأن الرجال عارضوا اهتمامات النساء ولم يمنحوهن تلقائيًا الحقوق والحريات التى حصلوا هم عليها وبالتالى أصبح التقدم (خاصًا بالرجل فقط) فعندما يركز التاريخ حصرياً على نصف الجنس البشرى فقط لا غير، تضيع الحقائق والحلول البديلة.
خرافة الرجل البدائى
تذكر «مايلز»: أن كل مخططات «فجر التاريخ» فى المدرسة الابتدائية، تصور الرجل البدائى وهو يخطو بثقة إلى المستقبل، لكن دون أى أنثى ترافقه!.. «الرجل – الصياد ضمن انتقالنا إلى آكل اللحوم وبالتالى زيادة حجم أدمغتنا، الرجل – صانع الأدوات نحت رؤوسا للرماح، الرجل – الرسام اخترع الفن فى الكهوف. إلخ. على ما يبدو تسلق «الرجل» شجرة التطور وحيدًا نيابة عنا جميعًا، ولم يخطر لأحد أن المرأة لعبت دورًا فى ذلك، أياً كان»!
تتابعت العصور، بالكاد ظهرت بعض النساء فى المشهد.
إعادة تقسيم التاريخ
مع بزوغ فجر الألفية الجديدة، شهدت نهاية القرن العشرين اندفاعًا لإعادة تقسيم التاريخ، بدءًا من المقالات فى المجلات وحتى مجلدات التاريخ الضخمة، لكن المرأة لم تحظ فى أى منها بأكثر من إيماءة عابرة على ما يبدو، ما زال على «تاريخ النساء» أن يخوض معركته!
من وجهة نظرى، يجب على «تاريخ النساء» أن يشرح الوقائع لا أن يسردها، كى يكشف أسبابها الكامنة، ويملأ الفراغات العديدة ما بينها، وأن يقدم تفسيرًا مرضيًا للسؤال الذى حيرنا، كما لم يفعل أى سؤال آخر على مر الزمن: كيف أصبحت المرأة خاضعة؟! «فضاءين منفصلين».
بمراجعة السجلات التاريخية، سنكتشف أن المرأة فى المجتمعات «البدائية» تمتعت بدرجة أعلى من المساواة مع الرجل قياسًا بالحضارات الأكثر تقدمًا، وإن نظرنا إلى النساء باعتبارهن موجودات فى مركز التاريخ، لربما استطعنا أن نفهم لماذا تمتعت المرأة بحرية أكبر فيما مضى، وهو تناقض أساسى يميز عصرنا.
امرأة ما قبل التاريخ مارست الصيد، وركضت حيثما تشاء وتجولت حينما تريد، ومارست الحب مع شريك اختارته بملء إرادتها، كما صنعت الفخار والأدوات، ورسمت على جدران الكهوف، وزرعت ونسجت، ورقصت وغنت. قيامها بجمع الطعام كان أمرًا لا غنى عنه لبقاء القبيلة، ولم يتحكم بها أو يحد من نشاطاتها أى ذكر، على النقيض من ذلك، تغلغلت الهيمنة الذكورية فى كل مناحى الحياة فى المجتمعات المتقدمة.
بتحليل الاكتشافات الأثرية ومجتمعات الالتقاط والصيد الباقية إلى يومنا هذا، نجد أن المرأة الأولى كانت مشغولة بالنشاطات التالية وماهرة فيها: جمع الطعام والعناية به وتحضير جلود الحيوانات تمهيدًا لاستخدامها وخياطة الملابس والخيام و«الحقائب» من جلود الحيوانات والطبخ، صنع الفخار وحياكة السلال من الأعشاب، والقصب، ولحاء الأشجار وصنع الحلى من الخرز والأسنان والعظام وكثير من الأنشطة.
وتربع جمع الطعام على ذروة لائحة مهام المرأة، وهو ما حفظ قبيلتها حية. لا توجد فيما قبل التاريخ مرحلة اعتمدت المرأة- سواء كان لديها أطفال، أم لا خلالها على الذكر الصياد للحصول على الغذاء رغم أن الرجل قام بالصيد بلا شك، فى الزمن الغابر، قيام النساء بجمع الطعام لم يحفظ بقاء القبيلة فقط بل ساهم بدفع الجنس البشرى قدما فى مساره المتعثر نحو الحضارة لأن جمع الطعام الناجح يعتمد على مهارات التمييز والتقييم والذاكرة، ويطورها فى الوقت ذاته، جمع الطعام يمثل أيضًا طليعة تجارب الإنسان الأول فى مجال التكنولوجيا، إلا أن تركيز الأنثروبولوجيين على الرجل الصياد، دفعهم إلى تصنيف أسلحة الصيد كأول الأدوات التى اخترعها البشر، على الرغم من أن الصيد هو تطور لاحق ظهر بعد أن تعلم الإنسان التقاط الطعام، أدوات الجمع والالتقاط أقدم بكثير من الأسلحة كالعظام، والأحجار، وقطع الخشب المستخدمة فى جمع الطعام، ونبش الجذور والدرنات وتكسير القشور الخشبية لتسهيل المضغ..الخ، وكلها أدوات نسائية.
الرجال فى مجتمعات الصيد والالتقاط لا يحكمون المرأة، ولا يستغلون عملها، كما لا يستحوذون على إنتاجها، ولا يتحكمون به، ولا يمنعونها من التنقل بحرية كما تشاء. سلطتهم-إن وجدت- على أجساد النساء أو أجساد بناتهم، هى سلطة هشة، ذخيرة المعارف التى تملكها القبيلة ليست حقًا حصريًا للرجال، كما أن الإبداع الأنثوى لا يقمع ولا ينكر. اليوم يجدر بالأخوات «المتحضرات» أن ينظرن لأولئك النسوة “البدائيات”، بتمعن وإنصاف لتلك التشكيلة الجوهرية من حقوق المرأة الأساسية.
أكثر مما يعتقده الأكاديميون
منذ فجر التاريخ، كان دور المرأة أوسع بكثير مما اعتقد الأكاديميون، ومساهمتها فى تطور البشرية أعظم مما يتخيلون. امرأة فجر التاريخ مع والدتها وجدتها، وأخواتها وخالاتها وربما مع مساعدة صغيرة من الرجل الصياد- تمكنت من تحقيق ما جعل الإنسان يفكر بنفسه لاحقًا على أنه الإنسان العاقل، فالمكانة المقدسة للمرأة دامت قرابة خمسة وعشرين ألف عام، ويعتقد بعض الباحثين أنها دامت فترة أطول، تتراوح ما بين أربعين ألفًا إلى خمسين ألف عام. فى الواقع لم تمر حقبة فى تاريخ البشرية آنذاك لم تتمتع المرأة فيها بمكانة سحرية خاصة. لكن كيف تمكنت المرأة من حيازة تلك المكانة المميزة منذ البداية؟!
أحد الأسباب عائد بلا شك إلى الطمث، وعلاقته المفترضة مع الدورة القمرية، أى إلى لغز نزيف المرأة الشهرى غير المميت، الذى لا يمكن إيقافه. السبب الثانى هو علاقة المرأة الوطيدة الفريدة بالطبيعة، فقد تطور التقاط الطعام إلى بستنة منظمة، وبالتالى عززت النساء أهميتهن ودورهن المركزى كمنتجات الغذاء الأساسيات.
السبب الثالث والأهم، كما توضح لنا الأثداء والبطون المبالغ بإظهارها فى منحوتات ورسومات الالهة الأولى، يتعلق بمعجزة الولادة. لم يفهم البشر فى بادئ الأمر كيف يتم الإلقاح، بل اعتبروا ببساطة أن المرأة تلد الأطفال من تلقاء ذاتها، دون أن يلمحوا أى صلة لذلك مع العلاقة الجنسية، لم يكن للرجال دور فى سلسلة الأجيال، لأن المرأة فقط هى القادرة على توليد حياة جديدة، لذلك يجلها الناس، فكل قوى الطبيعة وكل القوى التى تتحكم بالطبيعة موجودة بيدها. وهكذا ظهر الاعتقاد بأن المرأة ليست كائنًا بشريًا، وإنما إلهة تتمتع بأقدس وأهم القوى فى العالم، ومن هنا ولدت عبادة الأم الكبرى.
ممثلات للإلهة
كانت النساء إلهات على الأرض، وممثلات للإلهة الكبرى يتحدرن من صلبها، ولا فرق بين قوى المرأة المقدسة وقواها الدنيوية. وصف المؤرخ «هيرودوت» الملكة المتواضعة سمورامات «سميراميس»، التى حكمت مملكة آشور طيلة اثنين وأربعين عامًا، ومدت شبكات الرى فى أرجاء بابل، وقادت الحملات العسكرية وصولا إلى الهند. لقبها بالتناوب بـ«ابنة الإلهة» و«الإلهة»، لأن سلطة الإلهة كانت متوارثة تنتقل من الأم إلى ابنتها مباشرة، يصبح الرجل ملكًا لا يحتفظ باللقب كحق شرعى من حقوقه. خلال فترة حكم الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة، كان على الفرعون تحتمس الأول أن يتنازل عن العرش لابنته المراهقة حتشبسوت بعد وفاة زوجته، رغم أن لديه ابنين اثنين.
انتقال النسب الملكى ألحق بالحكم عبر خط أنثوى معروف فى الكثير من الحضارات، عند هنود ناتشه فى خليج المكسيك مثلًا، يحتفظ الملك الملقب بـ«الشمس العظيمة» بمرتبته فقط لأنه ابن الحكيمة زعيمة القبيلة، التى تلقب بـ«المرأة البيضاء». عندما تموت هذه الحكيمة، تصبح ابنتها “المرأة البيضاء” الجديدة التى يرث ابنها العرش، مما يحافظ على انتقال اللقب الملكى دائمًا عبر خط نسب أنثوى.
يذكر المؤرخ الإغريقى ديو دورس عقد زواج مصريا، يتعهد فيه الزوج لعروسه بما يلى: «أحترم حقوقك كزوجة، من اليوم فصاعدًا، لن أعارض أقوالك بكلمة واحدة، أنا أعلنك زوجتى أمام الناس جميعهم، رغم أنى لا أدعى الحق بأن تكونى ملكًا لى، فأنا زوجك ورفيقك لا غير. أنت وحدك من تملكين الحق بالانفصال، ولا أستطيع أن أعارض رغبتك إن أردت الرحيل. أنا أعطيك».. ويتلو التعهد قائمة بممتلكاته التى يهبها لزوجته.
نجد مؤشرًا أوفى على الحميمية الدافئة والتسامح الذى تتوقعه المرأة المصرية من زوجها، فى «أقوال بتاح حتب»، وهو كتاب قد يكون الأقدم فى العالم، لأنه يرجع إلى خمسة آلاف عام خلت: «إن كنت حكيمًا، ابق فى المنزل، وأحب زوجتك ولا تتشاجر معها. أطعمها، دللها قم بتلبية جميع رغباتها، وانتبه لما يشغل بالها. إنها الطريقة الوحيدة لإقناعها بالبقاء معك، وإن عارضتها، فستصبح حياتك تعيسة».
من الانتقال من الاقتصاد الزراعى إلى الصناعى، من الريف إلى التمدن، من المنزل إلى المصنع خسرت المرأة مرونة حياتها السابقة، ومكانتها، وتحكمها بعملها. عوضًا عن ذلك منحت «امتياز» المكانة الأدنى، والمهن التى تستغل جهدها، والعبء المزدوج المتمثل بالعمل المنزلى والعمل المأجور، كما ألقيت على عاتقها مسئولية تربية الأطفال بمفردها منذ ذلك الحين. كل تغير من التغيرات التى حملتها الثورة الصناعية، أثر بحد ذاته تأثيرًا سلبيًا على حياة النساء، وباجتماع كل تلك العوامل معا كانت النتيجة دمارًا لم تتوقعه.
فى مصر، كانت سلطة الملكة استثنائية طيلة آلاف السنين. المرأة هناك هى الحاكمة، الإلهة، زوجة الإله، الكاهنة الكبرى، وطوطم يبجل من خلاله كل ما سبق حتشبسوت، كنظيرتها، سميراميس، حاربت على رأس جيوشها، وتمتعت بسلطة الرجال وامتيازاتهم، كما كرمت بعبادة دامت ثمانمائة عام بعد موتها: «ملكة الشمال والجنوب، ابنة الشمس حورس الذهبى، واهبة الزمن إلهة الفجر، سيدة العالم، سيدة الحياة والموت، نافخة الحياة فى قلوب المرأة القوية». وجود ملكات عديدات لعبن دور الحاكمة الفعلية لا دور زوجة الملك، لم يكن ظاهرة مقتصرة على مصر الفرعونية.
فى إسبرطة، امتلكت النساء ثلثى أراضى المملكة. المرأة العربية امتلكت قطعان الماشية، بينما قام زوجها بدور الراعى لتلك القطعان، لا أكثر، وفى مصر الفرعونية كانت المرأة مستقلة ماديًا عن زوجها، ويحق لها أن تطالبه بدفع فائدة إن استدان منها مالًا.

كاتب المقال

الدكتور محمود عطية

*نائب رئيس تحرير جريدة الاخبار “مركز الدراسات والبحوث” *مدير تحرير مجلة أطفالنا ” متخصصة للدراسات النفسية” *كاتب فى مجلة الانسانى التابعة للصليب الاحمر *محكم فى مسابقات وزارة التعليم العالى *مدرب معتمد فى لجنة التدريب وتطوير المهنة بنقابة الصحفيين *محاضر فى التنمية البشرية *محاضر فى مشروع “بناء ” التابع للامم المتحدة ” الكتابة الصحفية والصحة النفسية للقارىء ” *محاضر فى علم النفس الاعلامى *التدريس بأكاديمية اخبار اليوم وجامعة طنطا *عضو جمعية الدراسات النفسية *عضو نقابة الصحفيين *عضو اتحاد الصحفيين الشبان *عضو اتئلاف حرية الاعلام
* دكتوراه الصحة النفسية والإرشاد النفسى..حامعة القاهرة * دبلوم عام وخاص فى إلاعلام ..دراسات فى علم النفس الاعلامى * دورات تدريببةفى العلاج العقلانى الانفعالى “مركز فرعلى للطب النفسى والاعصاب” *ودورات فى العلاج المعرفى “مركز فرعلى للطب النفسى والاعصاب” *دورات كيف تصبح مدربا “IMI” *دورات تدريب المدربين “IMI” *دورات تدربين المدربين المركز الالمانى *ودورات متقدمة فى تدريب المدربين بنقابةالصحفيين *دورات اللغة صورة للتفكير “مركز فرغلى للطب النفسى الاعصاب” *دورات حقوق الانسان “مشروع قدرات التابع لبرنامج الامم المتحدة” * دورة تدريبية فى مهارات المراجعة الخارجية لمؤسسات التعليم قبل الجامعى * دورة فى دور المجتمع المدنى فى تعزيز الشفافية والمساءلة العامة ” المؤسسة الامريكية للتنمية *حاصل على المركز الثالث فى الدورة التدربيية لحقوق الانسان “مشروع بناء” *حاصل على الجائز الثانية فى احتفالية الذكرى الستين للأعلان العالمى لحقوق الانسان “الاتجار بالبشر” *شارك فى المؤتمر القومى لتطوير التعليم الثانوى وسياسات القبول بالتعليم الجامعى *مؤتمر الموهوبين
*مؤلفات *الاعداد النفسى والتقنى للصحفى فى عصر المعلومات * الاختفاء الاخير للجسد حالات نفسية * مشاكل المراهقين * مصر المفروسة *احترس مصر ترجع للخلف * الخيال العلمى * مناهج بحث *فنون الكتابة الصحفية *اللغة الصحفية *الاعلام القضية المهملة “يوميات الثورة فى العام الاول” تحت الطبع كيف تتعامل مع طفلك يوميات شاب مصرى