ودّعت مصر، الثلاثاء،أحد رواد فن الكاريكاتير فى مصر والوطن العربى ، المغقور لخ بإذن الله تعالى الفنان القدير محمد حاكم ( 1943 -2024 ) عن عمر ناهز 81 عاماً.بعد رحلة إبداع منحته ألقاباً كثيرة، منها «فيلسوف الضحك» و«رائد الكوميديا السوداء»، نظراً لأسلوبه المميز الذي جمع بين القضايا الحيوية والمفارقات الساخرة،
ةقد تم تشييع جنازة الفقيد بعد عصر اليوم من جامع خاتم المرسلين بالهرم وتم الدفن بمقابر الأسرة بعين شمس
واشار فوزى إلى أن الجمعية كانت قد أقامت معرضاً لأعمال الفنان الراحل محمد حاكم والذى يعد آخر معارض لـ “حاكم “، والذى أقيم في بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب، والتابع لمكتبة الإسكندرية في شهر نوفمبر واستمر حتي نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي 2023.
وذكر بيان صادر عن «مركز الفيوم للفنون» الذي أسسه الفنان التشكيلي محمد عبلة أن «مصر فقدت اليوم قامة من قامات فن الكاريكاتير»، مضيفاً أن «عمل الراحل لم يقتصر على تجسيد ملامح الناس فحسب، بل كان أيضاً مرآةً تعكس واقع المجتمع».
وأشار عبلة إلى أن «محمد حاكم صاحب مدرسة عميقة وممتدة في فنون الكاريكاتير الصحافي الساخر التي خاضها متأثراً بتجربة شقيقه الأكبر حسن حاكم (1929 – 1998) الذي يعدّ أحد رواد هذا الفن بمصر والعالم العربي».
وأضاف لـ أن «حاكم الأصغر استلهم شخصياته الواقعية من الشارع المصري الذي عرفه عن قرب ورسم ملامحها بمهارة وعذوبة نادرتين»، لافتاً إلى أنه «كان بارعاً في رسم أعمال بانورامية تحتوى على كثير من الشخصيات في مكان واحد، لكنها تحتفظ مع ذلك بحميمية ودفء عبر خطوط شديدة البساطة».
وأعرب الفنان سمير عبد الغنى ، عن حزنه لرحيل حاكم مشيراُ إلى أن حاكم فنانا شعبيا من طراز فريد، يهتم بالمجتمع وقضاياه، ويمتلك مصداقية كبيرة في التعبير عنه واشتهر بفيلسوف الضحك في أعماله، اهتم من خلال أعماله بهموم وقضايا المجتمع والفقراء خاصة، فتميز بأسلوبه الفريد الذي ظهر في رسوماته من قدرة فائقة على الابتكار وتصوير الشخصيات والأحداث باستخدام الخطوط البسيطة والألوان القوية لنقل الرسائل.
واستطاع حاكم من خلال أعماله إبراز ملامح مدهشة من عوالم مختلفة، ترتكز على الكوميديا السوداء، التقط من خلالها لحظات مثيرة للضحك والبكاء في آن واحد، فيعتبر من الفنانين القلائل فى مصر الذى يستطيع عمل كاريكاتير بدون كلام، ومن خلاله يستطيع أن يعبر عن كل المشاعر الخاصة والتعبير عن كل أفكاره أو أفكار الآخرين ببساطة وذكاء غير عادى.
ونعى الناقد التشكيلي صلاح بيصار عبر حسابه الرسمي على «فيس بوك» رحيل رسام الكاريكاتير الكبير محمد حاكم والذي وافته المنية اليوم الثلاثاء.
وقال بيصار في منشوره: “وداعًا أخى وصديقى محمد حاكم .. رسام الكاريكاتير بصباح الخير ورسام الأطفال بماجد وكتب الهلال للأولاد والبنات”.
وأضاف: “بقلوب حزينة ودعنا مع الزملاء رسامى الكاريكاتير والفنانين ومحمد حاكم هو الأخ الأصغر لحسن حاكم أحد أعمدة المدرسة المصرية الحديثة فى الكاريكاتير وتوأم مصطفى حسين”.
وتابع: “هو فنان له أسلوبه بعيدًا عن حاكم الكبير، تتميز خطوطه مع البساطة بالبراءة وروح الدعابة وشخوصة نطالعها بيننا من أهالينا الذين يصنعون ملحمة الحياة فى الريف والمدينة ولديه قدرة كبيرة على ابتكار المشهد البانورامى الحافل بالصور وعشرات بل مئات الشخوص مع مكملات المشهد من البيوت والأشجار والمشاهد الداخلية والخارجية.
يستحضر صور الحياة التى أصبحت ذكرى وطواها الزمن بلغته العصرية فى مشاهد تجعلنا نقول: ياه كان زمان وياا لها من أيام ليتها تعود كما يستحضر مواقف ومشاهد من حياتنا اليومية وما نعيشه حاليا”.
فى مقهى حاكم تتصدر قائمة الأسعار على الحائط مع لوحة خطية “الله أكبر” وشعار النادى الأهلى وشعار نادى الزمالك ” وصورة للحاج صاحب المقهى وهو يصور فرح شعبى فى ليلة الدخلة ووسط الحشد من الجموع ام العروس تحمل قميص شرف البكر الرشيد عروستها.
كما يحفل مشهد المولد بالصور الشعبية مثل حلاق الرصيف وحامل الأثقال يقف وسط الزحام وغيرها من الصور.. وينقلنا إلى مكاتب الموظفين وحشود الطوابير وبؤس الجمهور المعذب بفعل الروتين ومع كل هذا ننتقل إلى المصيف وروح الحياة والانطلاق و”دقوا الشماسى”!
والفنان محمد حاكم مواليد 1943، نشرت أعماله بمجلة روزاليوسف.. صباح الخير…كاريكاتير جريدة الأهالى والدستور، حصل على العديد من الجوائز الدولية فى فن الكاريكاتير، اشتهر برسومه للأطفال وقد نشرت أعماله بمجلة ماجد والعربى الصغير ومجلة علاء الدين وقطر الندى وأيضا له رسوم بكتب الهلال للأولاد والبنات.
وينحدر محمد حاكم من أصول سودانية حيث هاجر والده من قرية شبا، بشمال السودان، إلى مصر وأنجب ابنيه حسن ومحمد، واستقر لاحقاً في القاهرة.
حصل محمد حاكم على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 1958، وعمل في صحف «الجمهورية» و«المساء» و«الأهالي»، فضلاً عن مجلتي «صباح الخير» و«روز اليوسف». والتحق بمجلة «العربي» الكويتية مخرجاً فنياً ورساماً لمدة 30 عاماً.
وتحوّل بيته في القاهرة إلى «مجلس مفتوح»، يضم أعلام الفنون والآداب المختلفة، مثل الشاعرين عبد الرحمن الأبنودي ومحمد الفيتوري والكاتب الساخر محمود السعدني والمطرب النوبي محمد حمام.
شارك الراحل فى العديد من المعارض الدولية وحاز على العديد من الجوائز، كان آخرها معرض فني ببيت السناري بحي السيدة زينب في العام الماضي، اختير كأحسن فنان كاريكاتير فى مسابقات عالمية منها مهرجان بولونيا للاطفال بإيطاليا وفاز كأحسن رسام على مستوى العالم.
كما اشترك بالعديد من معارض الأطفال.. منها: معرض بولونيا فى إيطاليا.. خالص العزاء للابن عمرو ولأسرة الكاريكاتير المصرى والعربى