الحلقة الأخيرة سلسلة مقالات عن محافظة الجيزة
والتي لا يعلمها اكثر المصريين…(12)
فى هذا المقال الأخير والحديث عن محافظة الجيزة واخر مناطقها مثل دهشور وما ادارك ما دهشور،ولكن في حقيقة الامر قلبى ينزف دمعا على محافظة الجيزة ككل وعلى منطقة دهشور بصفة خاصة،اعرق مناطق الاثار في العالم وحتى الان.فاين النظام وأين النظافة وأين الصرف الصحى وأين الاحترام وأين وأين وأين،وبعد كل ذلك يتسائل الاعلام لماذا السياحة في مصر ضعيفة؟؟
9- دهشور.وهى احدى الجبانات العشرة لمنطقة (منف) وتوجد بها اشهر محاولة لبناء هرم كامل وهو هرم الملك سنفرو(المنكسر)
وهى تقع جنوب سقارة،وفيها خمسة اهرامات،اثنين للملك سنفرو وثلاثة لملوك الدولة الوسطى،كما يوجد بها جبانات من عصور الدولة القديمة والوسطى،والمنطقه بقت موقع مهم من مواقع التراث العالمى التابعه لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979.
– الهرم الجنوبى (المنكسر): وهو اول هرم للملك (سنفرو) والمحاولة الأخيرة لبناء هرم كامل.ويمكن الوصول الى الهرم عن طريق معبد الوادى ويعتبر اقدم معبد وادى تم اكتشافه حتى الان،ويسمى أيضا (الهرم المائل)وكان محاط بسور سميك من الطوب اللبن وله بوابة ضخمة تتوسط الجهة الشرقية الذى يواجه حافة الزراعة،وعلى كل جانبي البهو الذى يمكننا ان نطلق عليه (بهو الأقاليم) حجرتان كانتا مستخدمان كمخازن.
وللأسف فان هذا المعبد استخدم كمحاجر في وقت من الأوقات،ولم يبقى منه الا عمود واحد في مكانه الاصلى،فقد هشموه جميعا الى قطع صغيرة،وقاموا بعمل ذلك في الفناء المكشوف للمعبد،واستخدموه كورشة لتقطيع الأحجار وذلك في عهد الاسرتين 18و19.
أستغرق العمل في بناء الهرم المائل 14 عاما، ويبدو انه لم يعجب سنفرو فقرر بناء الهرم الأحمر طبقا للخبرة التي تعلمها مهندسوه عند بناء الهرم المائل ،فاختار المكان لهرمه الذي يدفن فيه على بع دنحو 2 كم من شمال الهرم المائل في بلدة دهشور،وكان عبارة عن 8 طبقات.
ومن المعروف بان سنفرو كان وزير دفاع الملك حونى،اول من رغب في بناء هرم كامل في ميدوم،واسند المهمة لسنفرو والذى كان أيضا مهندسا معماريا لانه بانى هذا الهرم في ميدوم.ولحب الملك له زوجه من ابنته (حتب حرس) وانجبت منه الملك خوفو،وتربع على عرش مصر بعد وفاة حماه حونى واسس الاسرة الرابعة،وبداية عصر الهندسة المعمارية لبناء الاهرامات (مدرسة سنفرو) والتي تعلم فيها أيضا (حم ايون) مهندس الهرم الأكبر ويقال بانه أيضا ابنه واخ غير شقيق للملك خوفو.
وقام الأستاذ (عبد السلام حسين) بتنظيف داخله ولم يجد شيئا على مدار عام كامل في 1947،ولكنه عثر على كتابة على احد احجار الهرم قرأت آنذاك خطأ على انها تحتوى جزءا من اسم (حتب حرس) زوجة سنفرو،ولهذا السبب نسب البعض هذا الهرم لها.وكان هذا خطا آنذاك لان الحجرة الداخلية في الهرم صغيرة جدا ومن المستحيل ان تكفى لتكون مدفنا،فضلا عن انها لا يمكن ان تتسع مطلقا لذلك الأثاث الجنائزى الخاص بتلك الملكة.
وفى جنوب هذا الهرم تم اكتشاف مقبرة الملكة (حتب حرس) والتي دفنت بها فعلا ولكنها كانت فارغة،لان ابنها خوفو بعد تربعه على العرش عمل لها مدفنا جديدا بجوار هرمه،والذى عثر فيها على اثاثها الجنائزى ومعروض الان في المتحف المصرى.
– الهرم الشمالى (الأحمر):-وهو أيضا للملك سنفرو،ومن المؤكد بان البنائون شرعوا في بنائه قبل الانتهاء من تشييد الهرم الجنوبى. وهو مشيد مثله بكتل الأحجار الجيرية المستخرجة من المحاجر المحلية وكان كساؤه الخارجي الذى اختفى اغلبه تماما من الأحجار الجيرية ذو النوع الجيد،وسمى بالهرم الأحمر نظراللونحجارتهالمائلللحمره.
وهكذا نكون انتهينا تماما من الحديث عن محافظة الجيزة تاريخ واثار ومناطق ونبدأ في المقالات القادمة الحديث عن محافظة القاهرة وتاريخها الطويل والتي كان يجب عليها ان تكون احد عواصم العالم تحضرا ونظافة ولكن للأسف ماذا نقول بعد كل ما قيل.
والى لقاء مع مقال الاربعاء القادم ومحافظة القاهرة
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى