بدون اجر ..”رسالة إلى كل زوج”
كان هناك زوجاً ثريا جدا ، ولكنه سكير مخمور طوال الوقت مدمنا الكحوليات والمخدرات ولديه من الخدم والحشم يلبون له كل طلباته العجيبة والغريبة فى نفس الوقت وكان هذا السكير له زوجة كانت تحبه كثيرا ولكن لا حيلة لها فى إصلاحه وكان أقصى ما تستطيع فعله هو أن تنتظره فجر كل يوم لتسنده على كتفيها للصعود لغرفته …
وذات يوم ضاق بها الحال وعاتبته على أفعاله السكيرة خوفا على ماله وعمله وعليها أيضا ولكن أتاها الرد صادما بأن ما تفعله فى حياتها يقوم به الخدم والحشم ما فائدتك انتى ؟!
صمتت الزوجة باكية حتى نهار اليوم التالى وجمعت أغراضها وذهبت لبيت أهلها مكسورة الخاطر … ومرت الأيام والأسابيع والشهور ولم يحاول زوجها مصالحتها وكل محاولات الإصلاح بينهما باءت بالفشل من هذا المخمور السكير!!
ولا يمر يوم على الزوجة إلا وهى باكية العينان حتى ترامت لها اخبار عن خسارته لثروته وأمواله وتنكر كل العاملين فى القصر لعدم قدرة زوجها على دفع رواتبهم !!
لم تستطع الزوجة الإنتظار وذهبت لقصر زوجها وجدته خرابا والقاذورات تملأ كل ركن من أركان القصر وأكوام من الملابس المتسخة وحتى مطبخ القصر صار مكانا آمنا للحشرات والفئران ….
صعدت الزوجة لغرفة زوجها وجدته شبه نائم ومستلقى على سريرهما فى حالة يرثى لها حزنت كثيرا … بكت بحارق الدموع وعندما إنتبه لها ظل يصرخ فيها أن تتركه وشأنه وأنه ليس بحاجة لها ولكنها لم تلتفت لصراخه وجذبته بكل ما إستطاعت من قوة إلى الحمام نظفت له جسده رغم سبه لها وإنها شؤم عليه … ألبسته آخر قطعة نظيفة فى خزانة ملابسه.
ثم ذهبت إلى المطبخ وحاولت طهى طعام ساخن له وصعدت به إلى غرفتهما رفض الطعام أولا ولكن يبدو قد هدأ قليلا أو ربما إستسلم جائعا ثم ظلت الزوجة عدة أيام تنظف القصر وتشترى من طلبات المطبخ وتعد أشهى الطعام لزوجها وهو يقاومها ويتطاول عليها بيده أحيانا عندما يريد أن يخرج لشراء الخمر فكانت تتحمل هذه السباب والضرب أحيانا وتغلق عليه الباب بالمفتاح إلا لإطعامه أو إستحمامه وتنظيف ملابسه.
ظلت صابره لأيام وأيام حتى بدأ يهدأ رويدا ويقل أثر تناول هذه الخمور والمخدرات بل ربما شفى تماما.
ولم ينتهى الأمر على ذلك فقد أعطت لزوجها كل مجوهراتها حتى خاتم الزواج ليبدأ من جديد وبالفعل تحسنت الأحوال كثيرا وصار رجلا وزوجا طبيعيا وبدأ فى إستعادة مكانته فى كسب الأموال وإنصلح حاله تماما وعاد العاملين فى القصر وإستطاع دفع رواتبهم من جديد ..
حتى أتى ذات يوم باكيا لزوجته التى كانت تنتظره دوما لا يعرف كيف يعتذر لها عن كل أيام العذاب التى تحملتها وبأى طريقة يعوضها عن كل هذا الحرمان والألم ..
نظرت الزوجة لزوجها نظرة فخر وحب وهى متعلقة بيده فيما مضى سألتنى ذات يوم ما فائدتك فى حياتى تري هل الآن فقط عرفت ما فائدتى … !!!
ولا كل بكاء العالم … ولا كل قبلات الترجى والتسامح …. فقط كل ما يجب أن تعرفه أن كل من حولك سيخدموك بأجر إنما أنا زوجتك أكون بجوارك لأنى أحبك … بدون أجر