في مؤلفة الجديد بعنوان ” التغيُر المناخي تضامن انساني أم صراع عالمي؟” يتناول الدكتور حسني أحمد مصطفى- الباحث في تنظيم المجتمع عضو شبكة خبراء البيئة وتغير المناخ بالمنطقة العربية – وفى إطار سياقات اهتمامه بالقضايا المتعلقة بعلاقة الانسان بمختلف الانساق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ (قضية التغيرات المناخية ) ،حيث يربط فيه بين التغيرات المناخية والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وايضا السياسية والامنية اقليميا ودوليا حيث يضعنا امام تصوره مستشرفا هذه التداعيات من منطلق الواقع ومتغيراته.
ويشير حسنى احمد ، فى مؤلفه الجديد, إلى الحالة المناخية الراهنة؛ اسبابها ومظاهرها وتداعياتها الاقتصادية وانعكاساتها على اقتصادات العالم محذراً من تفاقم الكارثة في الدول ذات الاقتصاد الهش ومناطق النزاع وشح الموارد ونضوبها؛ مما يؤدي هذا بدوره إلى اضطراب وتدافع موجات تسونامي النزوح والهجرة غير النظامية عبر الحدود بحثا عن الموار وهروبا من الصراعات مما ينتج عنه العديد من اشكال الجرائم وذلك ما يجعل قضية المناخ وتغيره قضية امنية بالدرجة الاولى.
ويحيلنا حسني أحمد بتساؤله المطروح استفهاما عن ماهية قضية التغير المناخي وتداعياتها متناولا في سبيل الاجابة على هذا التساؤل تحليلا لمجموعة من الاحداث دراماتيكية الايقاع متسارعة الوتيرة بتقاطعات معقدة؛ تلاقت خلالها مجموعة من المتغيرات على مدار القرن الحادي والعشرين والتي مثلت في تفاعلها محركات ذات ديناميكية عميقة الاثر شديدة التعقد، والتي تُشَكِل في حقيقتها مستقبل الحضارة الانسانية تتحدد هذه المتغيرات في: الاقتصاد العالمي المترابط وشبكة الاتصالات الالكترونية الكوكبية المتنامية باستمرار، وظهور توازنات جديدة في القوى السياسية والاقتصادية العالمية، والنمو السريع غير المستدام في معدل السكان بزيادة في استهلاك الموارد،
وكذلك التطور التقني في المجالات البيولوجية والكيمياء الحيوية والجينية وعلوم المواد مما ينتج عنه تغيير في نسيج الحياة وشكلها المادي والسمات المميزة لخصائص الكائنات الحية، مع ظهور علاقة جديدة جذرياً بين القوة الاجمالية للحضارة البشرية والنظم الايكولوجية للأرض خاصة النظم الضعيفة منها الاكثر عرضة للأضرار مثل الغلاف الجوي والتوازن المناخي الذي يعتمد عليهما ازدهار الجنس البشري.
وهذا ما يستوجب التدقيق مقارنة بين نداءات التضامن من اجل التنمية الشاملة والمستدامة وواقع استراتيجياتها الفعلي وبين الصراعات والحروب والتوترات القائمة بين ذات الامم والشعوب التي تطمح إلى التنمية والقضاء على الفقر والحفاظ على الانسان وصوُن انسانيته وكرامته كقيمة عليا، وكانت هذه المفارقة بين ادعاء الرغبة وبين الواقع المنفصم عنها هي ما كشفت لنا عديد من الحقائق المتوارية التي تناولها المؤلف في هذا الكتاب.
كتاب تغير المناخ تضامن انساني ام صراع عالمي؟ للكانب دكتور حسني احمد مصطفى الصادر عن كتبنا للنشر والتوزيع، والذي صمم غلافه الفنانة ملك عبد الرازق وراجعه لغويا الدرعمي الاستاذ مصطفى فؤاد، ومقرر عرضه للقراء في معرض القاهرة الدولي للكتاب ،2024 في (صالة واحد جناح 50 A).
الدكتور حسني احمد مصطفى، حاصل على الدكتوراه فى تنظيم المجتمع ،وهو باحث مهتم بالدراسات البينية التي تهتم بعلاقة الانسان بمختلف الانساق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، منشغل بالدراسات المستقبلية والاستشراف _ ناشط حقوقي يعمل برصد وتوثيق الظواهر المتعلقة بالنوع الاجتماعي، من مؤلفاته:
- كتاب مجتمع الميم LGBTQ من الجحور الى الظهور.
- كتاب التغير المناخ تضامن انساني ام صراع عالمي؟
- كتاب الهندسة الاجتماعية للنظم الفكرية.
- كتاب بحوث الخدمة الاجتماعية والدراسات المستقبلية.
وله العديد من الابحاث والاوراق العلمية المحكمة.
