فجأتنا فرنسا انها تتربع على عرش السياحة العالمية باستقبالها 48 مليون سائح أجنبي مما جعلها الوجهة السياحية الأكثر شعبية في العالم، لكي تحقق ثالث دخل للخزانة الفرنسية، خاصة ان فرنسا لديها 37 موقع مسجل في اليونسكو للتراث العالمي، علاوة على أن الشواطئ والمنتجعات السياحية والمناطق الريفية تتمتع بجمالها، لذا تجذب العديد من السياح أيضا، كما تتميز بأهم الأماكن السياحية، مثل متحف اللوفر وبرج إيفل، والشانزليزيه وقوس النصر والحي اللاتيني، وكلها أماكن جاذبة للسياح.
وطبقا لما أعلنته منظمة السياحة العالمية، فإن ترتيب الدول العشر الأولى في السياحة العالمية هي فرنسا. في المركز الأول 48 مليون سائح. ثم. المكسيك 31.9 مليون. سائح، وإسبانيا. 31.2 مليون. سائح ثم تركيا 29.9 مليون سائح، ثم إيطاليا 26.9 مليون سائح، ثم الولايات المتحدة. 22.1 مليون. ثم اليونان 14.7 مليون ثم أستراليا 12.7 مليون، ثم ألمانيا 11.7 مليون. وفي المركز العاشر. دولة الإمارات مليون 11.5 مليون.
ومن كل هذه الأرقام، نجد أن السياحة الآن تعتبر من أهم مصادر الدخل للعديد من الدول، لأن السياحة ستتعامل مع 64 سلعة داخل البلد، حيث تنمي الطيران بشركاته والنقل السياحي، ثم الهدايا السياحية المختلفة التي يشتريها السائح من كل دولة.
كذلك يعمل في هذا المجال العديد من العمال والمصانع، ثم دخل الدولة من المزارات والمتاحف، ثم العاملين في مجال الإرشاد السياحي، وهم بالآلاف، ثم الفنادق نفسها، التي تستفيد من الصناعة الوطنية للدولة، بدءا من الفرش داخل الفنادق حتى الاثاث، ثم مطاعم، كل فندق. والموائد والمطابخ، ثم الأطعمة التي تقدم، والعاملين في كل فندق، ثم الحفلات والسهرات الليلية التي تقدمها المسارح الشعبية للدولة. ثم………. ثم…. أن هناك، كما قلت 64 منتج للدولة يغطي احتياجاتها السياحية، وينمي إنتاج الدولة ومن هنا أصبحت السياحة أهم مصدر للدخل في معظم دول العالم.
ونعود إلى مصر، التي أعطاها الله كل مقومات السياحة لجذب شعوب العالم فنحن لدينا السياحة الثقافية، ثم السياحة الترفيهية، ونبدأ بالسياحة الثقافية، وهو تاريخ الفراعنة القديم، الذي يجذب العديد من سكان العالم، وهناك الأهرامات أحد عجائب الدنيا السابع، والمتحف المصري الجديد الذي سيعتبر أكبر وأهم متحف للحضارة في العالم، ثم أثار مصر في الصعيد، ومقابر البر الغربي وتوت عنخ آمون، الملك الذهبي ثم هناك الآثار القبطية والآثار الإسلامية.
وهناك رحلة العائلة المقدسة إلى مصر والتي لم نستغلها حتى الآن، ورغم أن الفاتيكان رحب بها ودعا الإخوة المسيحيين لزيارة مسار هذه الرحلة،
ولن أنسى أجمل رحلة سياحية في العالم، في النايل كروز في نيل مصر العظيم حيث لدينا 284 فندق سياحي عائم يعمل من القاهرة إلى الأقصر وأسوان هذه الرحلة التي قال عنها رئيس اتحاد الفيفا بلاتر في يوم من الأيام وانا معه في الأقصر، أنها أجمل رحلة شاهدها في حياته، ولن أتكلم عن رحلة. البالون الصباحية في الأقصر، ولا رحلات السفاري في الغردقة وشرم الشيخ. ولا زيارات سانت كاترين بعد تطويرها،
ولم يحدث أن حضر أي مسؤول من الصين الي القاهرة إلا وكانت وجهة الطائرة بعد القاهرة للأقصر لزيارة معالمها لان شعوب شرق آسيا، الصين، واليابان، وما حولهما، لديهم هوس بالحضارة المصرية القديمة والفراعنة،
أما السياحة الترفيهية، حيث لدينا أجمل شواطئ الدنيا في الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي على البحر المتوسط وسياحة الغوص التي لن تجد لها مثيلا إلا في الشواطئ المصرية، أما طبيعة الجو الساحر فهو رائع في مصر التي تتمتع بشتاء رائع يهرب إليه كل الأوروبيين خلال الشتاء للحضور إلى مصر، الاستمتاع بجوها الرائع وشمسها ودفئها.
وأعتقد أن لدينا حاليا بنية أساسية تمت خلال السنوات الماضية تشمل وجود مدن سياحية رائعة مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم مجهزة بكافة المطالب السياحية كذلك المطاراات والطرق. وتقديم الخدمات العلاجية والترفيهية، وهناك الساحل الشمالي، الذي يتم فيه الآن خطة تطوير ولكن مطلوب فنادق جديدة في ذلك الاتجاه. لاستيعاب الملايين من السياح.
لذلك مطلوب من الدولة أن تعطي مميزات لإقامة فنادق جديدة، ولعل ما قام به في يوم من الأيام فؤاد سلطان وزير السياحة الأسبق عندما أعطى متر الأرض لإقامة فنادق سياحية بدولار واحد، في سواحل البحر الاحمر الامر الذي أعطى دفعة لإقامة كل هذه القرى السياحية في البحر الأحمر، كذلك منح استرداد الاتوبيسات السياحية بدون جمارك، مما أحدث الطفرة في النقل السياحي لذلك مطلوب من الدولة الآن أن نهتم بتعظيم السياحة في مصر، وأنا نستفيد بكل مميزات هذا البلد.
لذلك أعتقد أن المطلوب خلال الفترة القادمة إعداد خطة للتنمية السياحية حتى عام 2030، يحدد فيها أولا عدد السائحين المطلوب وصولهم إلى مصر. خلال هذه المدة، وبالتالي، يتم حساب عدد الغرف السياحية المطلوبة في كل اتجاه، واعداد خطة أخرى لتقديم امتيازات لرجال الأعمال لبناء الفنادق والمنتجعات السياحية للوصول إلى عدد الغرف المطلوبة. و بالذات في الاتجاه الجديد وهو الساحل الشمالي الذي شهد نقص كبير خلال هذا الصيف وبالذات من الاخوة العرب في الخليج ويأتي بعدها النقل السياحي المطلوب لهذا العدد من السياح.
ونأتي إلى مرحلة أخرى، وهو تطوير أداء العاملين في مجال السياحة، بدءا من العاملين في الفنادق ومع الاهتمام بما يتم تدرسيه في الكليات و المعاهد السياحية خاصة من الناحية العملية للطلبة و الاهتمام باللغات خاصة للدول مثل الصين والهند و الدول الاسكندنافية مع ضرورة الاطلاع على كل ما هو جديد في تدريب العاملين في مجال السياحة وخاصة السائقين مصدر معظم حوادث النقل السياحي. والمرشدين السياحيين، وخاصة اللغات التي سيتم التركيز عليها لاستقبال السياح في الفترة القادمة. كذلك مستوى الأداء والعلم، وبعد ذلك تطوير المطارات طبقا لحجم السياحة المطلوبة في كل اتجاه، وأعتقد أن البنية الأساسية للطرق حاليا تسمح باستقبال التخطيط الجديد لهذا العدد من السياح، ولا ننسى خطة الدعاية والإعلام مع استغلال افتتاح المتحف الجديد ليكون أيقونة الخطة الإعلامية لتحقيق مطالب استقبال هذه الأعداد الجديدة من السياح، واعتقد ان خير خطة إعلامية هو تقديم خدمة سياحية جيدة للسائح.
وأعتقد أن مصر قادرة بإمكانياتها الحالية والمستقبلية بعد هذه الخطة، أن تكون السياحة هي مصدر الدخل القومي الأول لمصر في الفترة القادمة.