لماذا لا يمكن ان يكون فرعون موسى رمسيس الثانى او ابنه مرينبتاح… (5)
من المعروف حضارية بان عهد الدولة الوسطى هو درة تاج الحضارة المصرية في كل شيء وفى كل العلوم،ونحن قد توقفنا في المقال السابق عند ما يطلق عليه (حضارة الفيوم المجهولة) واذا كان هذا المصطلح قد أعلنته البعثات الإيطالية قديما وحديثا الا اننا يجب ان نتوقف هنا عند هذه النقطة وما المقصود لمعنى الحضارة المجهولة؟؟ويعنى هذا بان منطقة الفيوم لم تتكشف حقائقها بعد،ومازلت مجهولة الدقة في التفاصيل سواء من الناحية الجغرافية او من الناحية التاريخية والاثرية.
ولو تتبعنا منطقة الفيوم في عهد الدولة الوسطى نجدها بلغت من العلو والتقدم ما فيه الكفاية وخاصة في عهد الملك (امنحات الثالث) وهو الملك الذى بدون ادنى شك قد اهتم بهذا الإقليم بصورة مبالغة تماما،بما فى ذلك مشروعات الرى الكبرى ومشروعات الاستصلاح الزراعى التي يبدو انها بدأت منذ أيام اسلافه من ملوك الاسرة 12.تلك المشروعات اسفرت عن تحويل الفيوم الى اخصب بقعة زراعية في مصر بعد ان كان جزأ منها في الأصل بحيرة،والجزء الاخر مستنقعا وكلاهما عديم الفائدة.
ومن العسير ان نتبين ما قام به ملوك هذه الاسرة في هذا الإقليم حتى جاء الملك امنمحات الثالث،ولكنهم على الأقل استصلحوا مساحة كبيرة من المستنقع والبحيرة،وذلك بإقامة السدود الضخمة،كما نظموا تصريف مياه النيل التي كانت تجرى بدون رقابة منذ ازمان سحيقة.
ويرجح ان الملك (امنمحات الأول) هو الذى بدأ عملية الإصلاح في إقليم (شدت) وتمثاله الذى وجد في منطقة ارسينوى يدل على انه قام باعمال هناك.وقد سار الابن (سنوسرت الأول) على نهج ابيه قدما في الاستصلاح،كما يظهر من وجود مسلته في ابجيح.
وان وجود التمثالين في (بيهمو) للملك امنمحات الثالث ورؤية المؤرخ هيرودوت لهما ووصفه لهما من بعيد وتخيله بانهما قائمان وسط ماء،يدل على ان (بيهمو) كانت اقصى حد وصلت اليه اعمال الإصلاح في عصر هذاالملك.ومن المرجح ان التمثالين كانا يقعان في نهاية الطريق الذى يصل المدينة ببحيرة موريس (بحيرة موريس = بحيرة قارون)
وهنا سؤال تاريخى لماذا تخيل هيرودوت بانهما كانا فعلا في وسط ماء؟؟ هل هي إشارة بانه هو الملك الغريق؟؟
ففي تلك المنطقة كان آنذاك يعيش اغنياء مصر ومنهم من هم من الأصل الكنعانى ومنهم (قارون) الصديق المقرب من الملك صاحب الأموال التي تنؤ العصبة بان تحمل مفاتيحه اى مفاتيح خزائنه.ولكن جيولوجية هذه المنطقة وبعض المناطق المصرية الأخرى وهذا ما جعلنا اليوم ندخل في متاهات حول حقيقة مدينة الفيوم وحضارة الفيوم الكبرى.
سواء رضى الاثاريون ام لم يرضوا فان كلام الحق هو فقط الصدق والعدل الذى لا شك فيه لقوله تعالى في سورة الأعراف اية 137
(وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) هذا التدمير الربانى الكبير واية من ايات الله التي لا تحصى ولا تعد دليل قاطع على التغير الكامل في منطقة الفيوم وغيرها من مناطق مصر الأخرى.ومعنى ذلك أيضا بدون ادنى شك هلاك قوما وهم قوم الفرعون وهلاك ارضا اى مناطق كثيرة ومنها منطقة الفيوم وما بها من زراعات وعمارات وكل شيء كانوا يبنونه قوم هذا الفرعون.
بل هناك حادثة أخرى أدت أيضا الى هذا التغير وهى قارون وكنوزه وكل ما يمكله مما أدى الى تغير كامل في المنطقة أيضا وذلك في قوله تعالى في سورة القصص 81 (خَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَة يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ)
وكان الشخص المقصود في هذه الاية الكريمة هو قارون نفسه والخسف هنا وبداره يؤدى هذا كله الى تغير جيولوجى أيضا ومن هنا احتار العلماء في كيفية الحصول عى اثر له وما الى غير ذلك.وكانت دار قارون ليست ببعيدة عن منطقة البحيرة،وهذا التحول الجيولوجى كله أدى التي تدمير وتغيير الملامح الكاملة لمنطقة الفيوم.
وهذا كله حدث في نهاية عهد الملك سنوسرت الثالث ويستشهد بذلك في احداث الملك الذى اتى من بعده وهو (امنمحات الرابع) الذى سيكون لنا معه وقفة أيضا فيما بعد وبعض النصوص التي عثر عليها من عهده وحديثه عن منطقة الفيوم التي كانت جنة الله في ارضه.فعندما دمر الله المنطقة كان قبلها بسنوات قليلة احداث أخرى وهى ايات الله التسعة والتي اخذ بها الله فرعون وقومه لعلهم يرجعون،ومنها نقص الثمرات والموت والقمل وغيرها من الايات التي تنبه لها فرعون وقومه ولكنهم ازدادوا في عنادهم الكامل ولنا مع هذه الايات مقال كامل في العدد القادم ومن اراء دكاترة وباحثين غير مسلمين ولا حتى يهود والذين اكدوا بان هذه الأشياء حدثت فعلا في عهد الدولة الوسطى بجانب كثرة الامراض وخلافه.
والى لقاء مع المقال القادم باذن الله