ولازالت معارك بيع الكتاب الجامعي تطل كل صيف عند توزيع الجداول الدراسيه ،،،فقد بدأ الصراع غير العلمي علي الاستحواذ على اكبر عدد من الطلاب ،،،لبيع الكتاب الجامعي والحصول على المكاسب و الأرباح ،،وتم استبعاد المتخصص ،،وانسحب المتخصص من السباق ،،المناخ غير علمي ،،فهل نترك التخصص الذي عين المدرس فيه بدرجه الدكتوراه حسب الخطه الخمسيه ،،ونهمل معايير الجوده ،،ونترك التدريس ،،لغير المتخصص ،،؟!.
علي سبيل المثال ،،كل الاطباء لايمكن ان يعملوا في كل فروع الطب ،وكل المهندسين كل منهم له تخصصه الدقيق ،،والتخصص معناه الإتقان ،،لكن مايحدث هو صراع مقيت للاستحواذ علي اكبر عدد في توزيع الجداول ،،أكبر عدد من الطلاب والطالبات لتحقيق الربح والارتزاق .
قد يكون الصراع راجع الي محدوديه الدخل ،،لكننا افضل من غيرنا بكثير ،،الجامعه مكان للمنافسه العلميه وليست مكانا للصراع حول المكاسب والارباح،،حول هذا الملعون المسمي (الكتاب) ،،تخيل معي ان زميل افني عمره في ابحاثه العلميه التأليف في كتب داخل تخصصه ،،ويتم استبعاده من تدريس هذا التخصص ،،ليفسح الطريق للارباح للآخرين ،،بمبررات وحجج مختلفه.
تخيل زميل يطلب ان يدرس تخصصه للطلاب دون الحصول على ارباح يرفض طلبه ،،وزميل آخر يطلب المشاركه في تدريس تخصصه مع غير المتخصص حتي يستفيد الطلاب يرفض طلبه ،،ولتحديد معني التخصص ،،هو الدرجه العلميه التي صدر قرار التعين للمدرس عليها حيث ينص عليه في القرار حسب احتياجات القسم العلميه والخطه الخمسيه للجامعه ،،ومعايير الجودة ،،تخيل ان يلغي التخصص ومعيار الجوده والخطه الخمسيه .
لكي يتمكن هذا او ذاك للحصول علي اكبر عدد من الطلاب والطالبات لضمان مكاسب بيع الكتب الدراسية والحصول على الارباح ،،،مثلا كان الدكتور طه حسين متخصص في الادب العربي ،،،وليس علوم الصرف والنحو ،،او كل فروع اللغه العربيه ،،،وليس كل الأطباء جراحين ،،وليس كل المهندسين معماريين .
ان الجامعات الدوليه في الدول المتقدمة احترمت التخصص بل ووصلت الي التخصص الدقيق والادق ،.،وذلك حرصا علي مصلحه العلم والطلاب ،،،ومثل اخر ان علماء التاريخ في جامعات العالم قسموا دراسه التاريخ الي ثلاث فترات زمنيه هي التاريخ القديم والوسيط والحديث . هذا مايعرف بالتخصص العام ،،وفي داخله تخصصات دقيقه .
مثلا في التاريخ الحديث والمعاصر تخصصات دقيقه لايجوز مخالفتها عند توزيع الجداول الدراسيه وذلك لتحقيق أكبر استفاده علميه للطلاب والطالبات ،،في الجامعه ،،،في داخل تخصص التاريخ الحديث ،،هناك تاريخ مصر الحديث وأيضا المعاصر ،،واوربا الحديث ،،،اوربا معاصر ،،،،افربقيا ،،،آسيا ،،،الامريكتين ،،وتاريخ العرب ،،حديث ،،ومعاصر ،،هذه تخصصات حصل فيها الدكتور علي رسالته في الدكتوراه ،،وذلك مثبت في قرار تعينه ،،وعليه ان يلتزم بتدريس التخصص فقط.
ولكن مايحدث أمامي توزيع جداول الدراسه علي اساس اعداد الطلاب ،،وليس علي أساس تخصص الدكتوراه وقرار التعين برعايه رئيس القسم العلمي ،،دون النظر علي الهدف الأعلى للجامعات وهو تحقيق اكبر قدر من الاستفاده للطلاب ،،،من المتخصص ،،لرقي التعليم ،،،ومن استحوذوا علي اكبر عدد من الطلاب ،،،للحصول علي الارباح من بيع الكتاب الجامعي ،،ليس لهم دراسات سابقه او مؤلف او كتاب او بحث علمي في مجال ليس تخصصهم ،،ويتم الان استبعاد ذوي الخبرات والتخصصات ،،فيما يعرف بمذبحه الأساتذة المتفرغين ،،،،مع ان الماده (56)من قانون تنظيم الجامعات صريحه .
نصت علي الأساتذة المتفرغين بعد سن الستين يتساوي مع الاستاذ العامل في كل الحقوق والواجبات ،،ولكن تطل علينا تفسيرات ومبررات كلما،،جاء وقت توزيع الجداول ،،،،ويضرب بالتخصص عرض الحائط ،،،،لما تقدم أناشد قيادات الجامعات للتدخل لإعلاء شأن التخصص ،،والاستفادة من الطاقات والخبرات لمصلحه الطالب العلميه ،،،ووضع خطه لتخفيض عدد صفحات الكتاب الجامعي ،،لتكون المحاضره هي أساس التعليم ،،،حفظ الله الجامعه ،،حفظ الله مصر ،،،،،