وقد حضر اللقاء :الأساتذة محمود الشيخ، ، عادل سعد ونبيل صادق، روبير الفارس، فاتن مصطفي، حسام الحداد، أمنيه عبدالله، نادر السمان، أحمد شاهر، شيماء الشواري، سعيد جمال الدين، حسام البحيري، حسني أحمد، الدكتور محروس خفاجي
بعد غياب لأسباب ليس منها عدم الشوق للقاء أو انصراف البعض، اليوم يعود اللقاء الثقافي والحوار الفكري.
ويبدأ الصالون نشاطه بعرض ومناقشة كتاب مهم لباحث دءوب وكاتب له العديد من الكتب نذكر منها نقد العقل الديني، سيد قطب وأثره، خطاب العنف والدم وغيره.
وقد بدأ الباحث الكاتب حسام الحداد بعرض محاور كتابه وما تضمنه من قراءة الكاتب لعهد الإمام علي لمالك الأشتر طارحا رؤيته.
وقد رأي الكاتب أن ذلك العهد يستحق أن يكون وثيقة لحقوق الإنسان لما تضمنه من مبادئ إنسانية هامة.
وتساءل الباحث حسام:: لماذا يصدر لنا البعض أفكار ابن تيمية وغيرة من دعاة الغلو والقتل والتكفير ولا يذكر شيء عن المعتزلة وفكر ابن رشد بل لا يتم تناول ذلك العهد محل العرض بالقراءة أو تسليط الضوء عليه؟!
وتناول أ/حسام أهم ما تضمنته الوثيقة من أوامر ونواهي نذكر منها:
– العلاقة بين الحاكم والمحكوم (الراع والرعية) نابعة من رباط الإنسانية التي تجمع بين الطرفين في قيم المساواة أمام الله وأمام القانون.
– ضرورة الاتصال المباشر والمستمر بالرعية.
– الإسلام يرفض السياسات الطبقية التي تعتمد في إدارة شئون البلاد علي طبقة خاصة ومن ثم توزع مغانم الحياة بين أفراد هذه الطبقة دون بقية أقراد الأمة.
– ضرورة استقلال القضاْء ووضعت الوثيقة شروطا لاختيار القاضي.
– اعلم يا مالك أني وجهتك إلي بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور والناس ينظرون في أمورك فاملك هواك وشح بنفسك عما لا يحل لك.
– أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوي من رعيتك، فانك إلا تفعل تظلم ، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده.
– لا تنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة واجتمعت بها الألفة وصلحت عليها الرعية.
– إعمار الأرض أجدي من جني الخراج ، وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج.
– إياك والدماء وسفكها بغير حقها.
– أملك هواك وشح نفسك عما لديك.
– واعلم يا مالك أن الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.
ثم دار حوار ونقاش من الحضور ومداخلات علي النحو التالي:
– أثني الحضور علي الجهد المبذول من الكاتب في قراءة الوثيقة وعرضها في هذا الكتاب فما أحوجنا للرجوع للقيم التراثية في مثل تلك الوثيقة لنؤكد أن حقوق الإنسان والقيم الإنسانية لم تبدأ مع الغرب بل كان للعرب والمسلمين فيها إضافات قبل الغرب.
– رغم ما جاء بالوثيقة من قيم إنسانية حيث تعد وثيقة قانونية مفصلة وتعالج واجبات الحاكم ووظائفه والعلاقات بين الحاكم والشعب إلا أنها لا يمكن من خلال نصوص لم تخرج لحيز التنفيذ الحكم من خلالها علي نظام حكم لدي الإمام علي وخصوصا بالرجوع للأحداث والصراعات الدموية التي حدثت في عهد الإمام علي وراح ضحيتها آلاف من الصحابة وخصوصا كما قيل أن مالك ابن الأشتر قتل قبل أن يصل لحكم مصر أي لم يطبق ما جاء بالوثيقة.
– الكتاب أصيب بداء خطير في اللغة لما به من أخطاء لغوية.
– في الوثيقة حاول الإمام علي أن يحافظ علي شكل من الحكم بعيدا عن الدول والممالك التي كانت علي أطراف الدولة الإسلامية.
– وكان هناك تساؤلات : هل وجهت تلك الوثيقة لولاة الأقاليم الأخرى غير مالك ابن الأشتر ؟ وإن لم يحدث ذلك لماذا الوثيقة الرسالة كانت موجهة لمن يحكم مصر؟ وبذلك يمكن أنها تكون بأسباب حالة اقتصادية بحته وليست دين ، وأن تلك الوثيقة تتعارض مع كتابين للإمام علي.
– أن الإمام علي لم يكن رجل حكم وذلك لبعض مواقفه أهمها عدم حماية بيته أو الحفاظ علي ميراث زوجته السيدة فاطمة ، كما أنه لم يكن له توجه اقتصادي -بالمعني الواضح- في الحكم.
– وعندما يذكر العنوان أصول حكم الإمام علي كان يجب أن يذكر نبذه عن الحكم في الإسلام في زمن الخلفاء قبل الإمام علي.
وتم تعليق الكاتب علي تلك المناقشات،،
وفي النهاية وجه الحضور الشكر للكاتب علي الجهد المبذول واختياره لمناقشة لتلك الوثيقة الهامة المنسوبة للإمام علي.
كل التقدير والاحترام للكاتب والحضور الكريم وفي انتظار مزيد من الموضوعات الفكرية وجمعكم الراقي بأفكاره ومنتسبيه.
الدكتور محروس خفاجي
