
فى بدايات عملى الصحفى بجريده الأحرار وكانت الصحيفه المعارضه الناريه والمتألقه فى نهايه السبعينيات وبدايات الثمانينات وبعد إنتهائى من آداء الخدمه العسكريه فى آخر عام 1981 كضابط إحتياط بمعهد المشاه وكان فى موقعه القديم بشارع أسما فهمى بمصر الجديده ونقل بعدها لمقره الحالى بطريق القاهره – السويس ..
* والأحرار كان بها النجوم وأغلبهم إنتقلوا للجرائد والمجلات القوميه وأصبح البعض منهم رؤساء تحرير وكانت تعلم وتربى وتكبر وتدفع بأولادها للإصدارات الصحفيه ولو كانت تصدر فى دول الخليج ..
* ويكفى أن أحد رؤساء تحريرها عندليب الصحافه المصريه إبن أخبار اليوم الراحل الصحفى الكبير محمود عوض ..
* وشاءت الأقدار أن تكون بدايات عملى الصحفى التحريرى الحقيقى فى جريده الأحرار الكائن مقرها وقت ذاك بالعنوان ١٩ شارع الجمهوريه وبمواجهه محكمه عابدين ..
* وقتها كان رئيس التحرير الراحل وحيد غازى بعد ترك الراحل صلاح قبضايا رئاسه التحرير وتعيينه رئيسا لتحرير جريده المسلمون السعوديه ..
* ووقتها لم تكن جريده الوفد لم تصدر ولم تكن موجوده ولم تصدر بعد وتشاء الظروف أن أنتقل للوفد بعد مضى ما يقرب من ال ٤ سنوات بجريده الأحرار وبطلب شخصى من الراحل مصطفى شردى رئيس تحرير الوفد ..
* كنا مجموعه من الصحفيين المتحمسين والمتسابقين لجلب الأخبار الساخنه ولو من خلال تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات أو هيئه الرقابه الإداريه وما نجلبه بحكم علاقاتنا بكبار المسئولين .. والآن لا تنشر التقارير وكأنها السر الدفين !
* وكانت علاقه الصحفى بالمسئول علاقه تعامل صحفى جاد ومحترم فقط وبدون ضغط أو إستغلال أو الحصول وجلب العطايا والمنافع أو التهديد ولو بترهيب ! بل كان أى مسئول أو موظف صغير يقدر الصحافه ويجلها ..
* وكان من ضمن مسئولياتى تغطيه كل مايدور فى محافظه القاهره وكان المحافظ اللواء يوسف صبرى أبو طالب أحد أبطال حرب أكتوبر بسلاح المدفعيه وكان رفيقه الراحل المشير محمد عبد الحليم أبو غزاله ..
* المهم كان اللواء يوسف صبرى أبو طالب لا يبخل علينا بالأخبار أنا وزملائى الصحفيين وكان منهم صديقى عبد الهادى تمام مدير تحرير الأهرام والراحل عبد العزيز زايد مدير تحرير الأخبار وصلاح فضل مدير تحرير المساء والراحل محمد رأفت بالجمهوريه ..
* لم يكن يرفض أو يتمنع ولا يتعلل بحجه أو إعتذار لإجراء الحوارات ويجيب على أى سؤال أو إستفسار .. كان ودودا ومحبا وعاشقا لعمله التنفيذى وكأنه مقاتلا على خط النار ..
* بل كان يصطحبنا فى جولاته التفقديه كل يوم إثنين من كل أسبوع .. وكان المحافظ المتابع والنشيط وهو من حول منطقه عرب المحمدى وكانت بؤر وعشش الى حديقه وتراها الآن وأنت قادما من العباسيه فى إتجاه شارع رمسيس وأعاد التشجير لغالبيه مناطق القاهره ..
* وكان اللواء يوسف صبرى أبو طالب يستجيب لحل أى مشكله ويتابع ما ينشر فيصدر توجيهاته وقراراته دون إنتظار أمرا أو توجيها ..
* أما الآن فتجد المسئول كالتلميذ البليد فى الفصل والمنتظر لتوجيه أو أمر لتنفيذه ووفقا لتعليمات يتلقاها من أعلى ولذلك تجده كالدميه أو اللعبه أم زمبلك والتى لا تدور إلا بالضغط عليها وتدويرها !
* وتجده لا يدلى بتصريح حقيقى وتفاجأ بأن تصريحه كسد الخانه أو مكذوب وحلمنتيشى ومتقوليشى !
* وللأسف أصبحت الصحافه الآن سخافه وتم التدخل فى شأنها ممن يجهلون طبيعه عملها ..
* بل وأبتليت بنماذج ساعدت على وأدها وتجميدها بل وتهميشها .. وهناك ومن داخلها من إستحلوا الجلوس على تلال خرابها ليجلسوا على الكراسى ومتباهين بمناصب وهم وللأسف مصائب .. كانت الصحافه هامه وقامه ولم تكن عاله ولم تكن تشفع وترفض أى حثاله !
* لأن هناك من لا تعنيهم المهنه من الأساس لوضعهم المكركب والمحتاس .. وعمد البعض من تلك النماذج الضعيفه الى تعرضها للعوز والإفلاس وبسياسات التقليص وضم الإصدارات وإلغاء بعضها ووفقا لسياسات إزالتها ومحوها أو قل ذبحها وقتلها !
* ولن أخجل ولن أهاب بأن أقول بأننا نحيا الآن فى أسود وأسوأ عهود الصحافه المصريه وكأنها العفريت أو البعبع مع أنها أصبحت على الهامش وأصبحت وللأسف الصحافه البايره ولاهم لها إلا كتابه العناوين والمانشتات تمجيدا وتعظيما لمن يحكم البلاد والإشاده بالإنجازات والشروع فى إقامه المشروعات ولو عن القطار الكهربائى والمونوريل مع أن أحوال الشعب بتئن !



