جمال علم الدين
أسرار الحضارة المصرية لن تتوقف فالتاريح ملئ بالحكايات والآثار التي تبوح بها الاكتشافات الأثرية التي تعثر عليها البعثات المصرية بين الحين والآخر، والتي تحظى بمحط اهتمام العالم أجمع، ومؤخرًا حاضر عالم المصريات الكبير الدكتور زاهى في محاضرة ضمت مجموعة كبيرة من الأطفال والطلبة، في إطار رفع الوعى لدى الجيل الجديد للتعريف بتاريخهم وأسرار أجدادهم.
وخلال المحاضرة التي نظمها المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، ودارت حول أسرار الفراعنة، أشار الدكتور زاهى حواس إلى أن وجود أنبياء الله عليهم السلام، لا دليل له في “كتب الآثار المصرية”، وإنما في “الكتب السماوية فقط”، ومصر جاء فيها ثلاث أنبياء سيدنا يوسف وموسي وإبراهيم، هناك مشهد لمقبرة تعود إلى مصر الوسطي منذ 3500 عام، وبها مشهد لـ37 أسيوي، يرتدون ملابس مزركشة ولهم ذقن ورئيسهم يدعى “اب شا”، ومن الممكن أن يكون اسم من أسماء سيدنا إبراهيم، حسب قول الدكتور زاهى حواس.
فما هي قصة المقبرة التي نوه عليها عالم الآثار الكبير زاهى حواس خلال محاضرته، المقبرة المقصودة هي ضمن مقابر بنى حسن الموجودة في المنيا، بأحد أكثر المناطق خصوبة فى مصر، أدت هذه الخصوبة إلى ازدهار اقتصادى، وهذا هو السبب فى أن هذا الموقع يضم بعض مقابر الدولة الوسطى الأكثر إثارة للإعجاب، وهذه المقابر من أفضل المقابر المحفوظة أيضًا حتى وقتنا الحالي.
وفى عودة لقصة المقبرة المحتمل أن يكون اسم سيدنا إبراهيم دون بها، أوضح من قبل الدكتور زاهى حواس أنه لا يوجد فى الآثار والتاريخ أي ذكر لأنبياء الله إطلاقا، ولا يوجد ذكر لسيدنا إدريس أو إبراهيم أو موسى أو يوسف إطلاقا، وأنا لا أتحدث عن الدين، ولكنى
أتحدث عن الآثار وأتحدث عن ما هو مكتوب باللغة المصرية القديمة على الآثار نفسها، فسيدنا إدريس لا يوجد له ذكر إطلاقا فآ التاريخ أو الآثار.
نبذة عن جبانة بنى حسن
تتكون الجبانة من جزئين، علوى وسفلى، وتقع الجبانة السفلية، التى تحتوى على 800 مقبرة، على منحدرات التلال، وتضم العديد من المقابر البئرية، تخص مقابر الجبانة السفلية موظفين مختلفين من عصر الانتقال الأول “حوالى 2181-2055 قبل الميلاد” إلى الدولة الوسطى “حوالى 2055-1650 قبل الميلاد”، ولكن يوجد بها مقابر تابعة لأواخر عصر الدولة القديمة “حوالى 2345-2181 قبل الميلاد” مثل مقبرة إيبى، بينما تضم الجبانة العلوية 39 مقبرة منحوتة فى الصخر، ما يعنى أنها مقطوعة أفقيًا فى صخور المنحدرات.
زينت جدران 12 من هذه المقابر بمشاهد مفصلة مرسومة بشكل جميل، وتصور مناظر من الحياة اليومية، تشمل الزراعة والحرف والمهن المختلفة، ومجموعة من الأنشطة مثل الصيد والألعاب المختلفة، وحتى مشاهد الحرب، ووصول الأجانب إلى الأراضى المصرية.
تعتبر مقابر الجبانة العلوية حسب ما ذكر موقع وزارة السياحة والآثار، شهادة على مهارات المصريين
القدماء المعمارية، فقد نحتت فى الصخر بدقة عبر أدوات بسيطة مثل الأزاميل ذات الشفرات البرونزية التى ضُربت بمطارق خشبية، هذه المقابر هى أماكن الراحة الأبدية لكبار المسئولين فى هذه المنطقة، المقاطعة رقم 16 فى صعيد مصر، ويعود تاريخها إلى الأسرتين الحادية عشرة والثانية عشرة “حوالى 2055-1795 قبل الميلاد”، ويوحى تكرار أسماء مثل “باقت، خيتى وخنوم-حتب” عبر الأجيال اللاحقة بوجود صلات تربط أصحاب هذه المقابر ببعضهم.