أبرزت المواقع الإخبارية الروسية، خلال الأيام الماضية سباق الدول السياحية ذات المناخ الدافئ في الشتاء، لجذب المسافرين الأوروبيين خلال الموسم المقبل.
وقارنت التقارير بين الأسعار والعروض على البرامج السياحية لدى المقاصد المحببة للروس، فقالت إن المنتجعات التركية عرضت 1620 روبل في الليلة بفندق 5 نجوم مع نظام الإقامة الشاملة، وفي الوقت نفسه، طرحت الفنادق المصرية حساب أسعارها وعروضها على الأوروبيين لقضاء الشتاء في طقس مشمس رائع على شاطئ البحر الأحمر بسعر رخيص للغاية: مقابل 1080 روبل فقط (18 يورو) في الليلة.
وأكد موقع “ريا نوفستي”، أن فصل الشتاء المقبل في أوروبا يترقبه السكان المحليون بحذر بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء والفحم والحطب، ما يصعب معه التدفئة اللازمة للحياة، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لذا ذكر كتالوج وكالة السفر الألمانية Lidl Reise، والتي تعد جزءًا من شبكة Lidl لتخفيضات وخصومات الطعام، أن هناك رحلات إلى تركيا في الشتاء بتكلفة 599 يورو فقط لمدة 22 يومًا (حوالي 36 ألف روبل)، أي 27 يورو في الليلة، بما في ذلك الطيران والإقامة والوجبات.
وتابع التقرير: “لكن الغردقة المصرية عرضت أرخص خيار لفصل الشتاء: فقط 65 ألف روبل لمدة 60 يومًا، بإجمال 1080 روبل أي (18 يورو) فقط في الليلة، فيما تسعى كل من المغرب وتونس للحصول على قطعة من كعكة التدفق السياحي العملاق من أوروبا هذا الشتاء، وجاء أفضل عرض للمغاربة هو 60 يومًا للرحلة مقابل 93 ألف روبل (1.539 يورو) أو حوالي 26 يورو في الليلة، وعرضت تونس 60 يومًا مقابل 107 آلاف روبل (1679 يورو) أو(29.4 يورو) في الليلة”.
وأدت الإثارة حول الانتقال الشتوي للأوروبيين، بما في ذلك الألمان الأثرياء، إلى تغيير جذري في خيارات الوجهات التي يوفرها منظمو الرحلات السياحية، لذلك، تم استبعاد منتجعات إسبانيا، التي كانت حاضرة باستمرار في مجموعة متنوعة من الجولات في الصيف، وفي الخريف، بينما تم استبعادها تمامًا من برامج الشتاء، وعلى سبيل المثال، قامت شركة الرحلات السياحية Dertour بتخفيض برامج الرحلات في جزر الكناري الإسبانية لصالح زيادتها إلى الغردقة المصرية وجزيرة جربة في تونس.
من جانبه أكد الخبير السياحى رامى فايز ، عضو جمعية مستثمرى البحر الأحمر ، عضو لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية بالبحر الأحمر ، القطاع السياحى المصرى بضرورة وسرعة إستثمار الأزمات التى تشهدها القارة الأوربية لصالح القطاع ، من حيث ما تشهده القارة الأوربية حالياً من إرتفاع نسب التضخم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ، وإنخفاض معدلات ضخ الغاز الروسى لدول الإتحاد الأوروبى بسبب العقوبات الإقتصادية المفروضة على القطب الروسى ، وكذلك إستثمار قرار وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبى بالتشديد فى منح تأشيرات دخول الروس لدول الإتحاد.
وقال فايز ، فى تصريحات خاصة لـ ” المحروسة نيوز ” إنه يجب التحرك السريع على المحورين الأول جذب الأوربيين إلى التمتع بالشتاء فى بلادنا فى ظل إتجاه الكثيرين من الأوربيين البحث عن مقاصد سياحية خارج بلادهم لقضاء الشتاء بحثًا عن التدفئة وانخفاض أسعار الإقامة مقارنة ببلدانهم ، وخاصة الدول الإسكندنافية وهو ما يستدعى طرح العديد من البرامج السياحية التحفيزية والتى يقابلها إرتقاءً بالخدمات السياحية وجودتها لجذب المزيد من الحركة الأوربية فى ظل المنافسة الشديدة لجذبهم من دول مجاورة ومنافسة لمصر.
وأضاف أن المناخ فى مصر وخاصة فى منطقة الجنوب ” الأقصر وأسوان والبحر الأحمر” الغردقة ومرسى علم ” ، وكذلك جنوب سيناء شرم الشيخ ودهب ” ، وبما فيها القاهرة يسمح للتمتع بالشمس وكذلك بالمناطق السياحية والآثرية فيها ، إلى جانب تمتعها بالعديد من الأنماط السياحية الأخرى التى تلبى وتتوافق مع متطلبات السائحين الأوربيين ، مما يمنح مصر الميزة النسبية بالمقارنة بالدول الأخرى المنافسة لمصر نحو جذب هذه الشرائح من السائحين الأوروبين .
وأضاف أن المحور الثانى والذى يعد فرصة كبيرة للسياحة المصرية بزيادة أعداد السائحين الروس الوافدين إلى مصر ، وذلك فى أعقاب قرار الإتحاد الأوروبى بحظر أو التشديد بدخولهم إلى أوروبا ، وأن الشريحة التى كانت تتجه إلى الدول الأوربية تُعد من السائحين الأثرياء أو ذوى الإتفاق العالى ،الأمر الذى يحتم علينا السعى إلى جذبهم عبر تقديم التسهيلات والتيسيرات فى النقل الجوى وقيام سلطات الطيران المدنى بمنح المزيد من الموافقات لشركات الطيران الروسية الراغبة فى زيادة أعداد رحلاتها إلى مصر وبالتبعية ترتفع أعداد ومعدلات السياحة الروسية لمصر من خلال هذه الرحلات عوضاً عن قضاء عطلاتهم وأجازاتهم بالدول الأوربية .
ودعا فايز إلى ضرورة إنضمام مصر لاتفاقية بطاقة “مير “الروسية ، موضحاً أنه عبر هذه الإتفاقية يضمن الجانب المصرى تسهيل وتحويل الأموال المستحقة من البنوك الروسية إلى البنوك المصرية، إلى جانب أن المواطن الروسى سيجد أريحية في التعامل ببطاقته الائتمانية ” مير ” خارج حدود روسيا، بعد توقف العمل ببطاقات ” فيزا ” وماستر كارد ” بالنسبة للروس خارجياً وكذلك وقف تحويل الأموال عبر نظام سويف، الأمر الذي سيدعم حركة السياحة الروسية الوافدة إلى مصر.
وأشار إلى أن هناك دولاً كثيرة إنضمت إلى هذه الإتفاقية ومنها تركيا التى نجحت فى أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية إستثمارها فى الإنضمام لهذه الإتفاقية وتوافد عليها أكثر من 3.5 مليون سائح روسى .
يذكر إنه قد تم طرح نظام بطاقة مير من قبل البنك المركزي الروسي عام 2015 بعد أن أجبر نظام العقوبات الأمريكي شركات البطاقات الائتمانية مثل ماستر كارد وفيزا على إنهاء أعمالها مع العديد من البنوك الروسية.
حتى ذلك الوقت ، كانت الشركتان تمثلان 90٪ من المدفوعات في روسيا. بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، قطعت البنوك الروسية المتبقية علاقاتها مع فيزا وماستر كارد.
ويمكن حاليا المواطن الروسي من خلال توسع نظام بطاقات مير إلى مزيد من البلدان سداد ثمن السلع أو الخدمات أو سحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي في دول مثل تركيا وفيتنام وأرمينيا وأوزبكستان وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ويجري العمل على تمكين استخدام البطاقات في كوبا وسوريا بعد أن جرى إصدار أكثر من 100 مليون بطاقة مير حتى الآن.