أكد الخبير السياحى رامى فايز ، عضو جمعية مستثمرى البحر الأحمر ، عضو لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية بالبحر الأحمر ، القطاع السياحى المصرى بضرورة وسرعة إستثمار الأزمات التى تشهدها القارة الأوربية لصالح القطاع ، من حيث ما تشهده القارة الأوربية حالياً من إرتفاع نسب التضخم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ، وإنخفاض معدلات ضخ الغاز الروسى لدول الإتحاد الأوروبى بسبب العقوبات الإقتصادية المفروضة على القطب الروسى ، وكذلك إستثمار قرار وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبى بالتشديد فى منح تأشيرات دخول الروس لدول الإتحاد.
وقال فايز ، فى تصريحات خاصة لـ ” المحروسة نيوز ” إنه يجب التحرك السريع على المحورين الأول جذب الأوربيين إلى التمتع بالشتاء فى بلادنا فى ظل إتجاه الكثيرين من الأوربيين البحث عن مقاصد سياحية خارج بلادهم لقضاء الشتاء بحثًا عن التدفئة وانخفاض أسعار الإقامة مقارنة ببلدانهم ، وخاصة الدول الإسكندنافية وهو ما يستدعى طرح العديد من البرامج السياحية التحفيزية والتى يقابلها إرتقاءً بالخدمات السياحية وجودتها لجذب المزيد من الحركة الأوربية فى ظل المنافسة الشديدة لجذبهم من دول مجاورة ومنافسة لمصر.
وأضاف أن المناخ فى مصر وخاصة فى منطقة الجنوب ” الأقصر وأسوان والبحر الأحمر” الغردقة ومرسى علم ” ، وكذلك جنوب سيناء شرم الشيخ ودهب ” ، وبما فيها القاهرة يسمح للتمتع بالشمس وكذلك بالمناطق السياحية والآثرية فيها ، إلى جانب تمتعها بالعديد من الأنماط السياحية الأخرى التى تلبى وتتوافق مع متطلبات السائحين الأوربيين ، مما يمنح مصر الميزة النسبية بالمقارنة بالدول الأخرى المنافسة لمصر نحو جذب هذه الشرائح من السائحين الأوروبين .
وأضاف أن المحور الثانى والذى يعد فرصة كبيرة للسياحة المصرية بزيادة أعداد السائحين الروس الوافدين إلى مصر ، وذلك فى أعقاب قرار الإتحاد الأوروبى بحظر أو التشديد بدخولهم إلى أوروبا ، وأن الشريحة التى كانت تتجه إلى الدول الأوربية تُعد من السائحين الأثرياء أو ذوى الإتفاق العالى ،الأمر الذى يحتم علينا السعى إلى جذبهم عبر تقديم التسهيلات والتيسيرات فى النقل الجوى وقيام سلطات الطيران المدنى بمنح المزيد من الموافقات لشركات الطيران الروسية الراغبة فى زيادة أعداد رحلاتها إلى مصر وبالتبعية ترتفع أعداد ومعدلات السياحة الروسية لمصر من خلال هذه الرحلات عوضاً عن قضاء عطلاتهم وأجازاتهم بالدول الأوربية .
ودعا فايز إلى ضرورة إنضمام مصر لاتفاقية بطاقة “مير “الروسية ، موضحاً أنه عبر هذه الإتفاقية يضمن الجانب المصرى تسهيل وتحويل الأموال المستحقة من البنوك الروسية إلى البنوك المصرية، إلى جانب أن المواطن الروسى سيجد أريحية في التعامل ببطاقته الائتمانية ” مير ” خارج حدود روسيا، بعد توقف العمل ببطاقات ” فيزا ” وماستر كارد ” بالنسبة للروس خارجياً وكذلك وقف تحويل الأموال عبر نظام سويف، الأمر الذي سيدعم حركة السياحة الروسية الوافدة إلى مصر.
وأشار إلى أن هناك دولاً كثيرة إنضمت إلى هذه الإتفاقية ومنها تركيا التى نجحت فى أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية إستثمارها فى الإنضمام لهذه الإتفاقية وتوافد عليها أكثر من 3.5 مليون سائح روسى .
يذكر إنه قد تم طرح نظام بطاقة مير من قبل البنك المركزي الروسي عام 2015 بعد أن أجبر نظام العقوبات الأمريكي شركات البطاقات الائتمانية مثل ماستر كارد وفيزا على إنهاء أعمالها مع العديد من البنوك الروسية.
حتى ذلك الوقت ، كانت الشركتان تمثلان 90٪ من المدفوعات في روسيا. بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، قطعت البنوك الروسية المتبقية علاقاتها مع فيزا وماستر كارد.
ويمكن حاليا المواطن الروسي من خلال توسع نظام بطاقات مير إلى مزيد من البلدان سداد ثمن السلع أو الخدمات أو سحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي في دول مثل تركيا وفيتنام وأرمينيا وأوزبكستان وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ويجري العمل على تمكين استخدام البطاقات في كوبا وسوريا بعد أن جرى إصدار أكثر من 100 مليون بطاقة مير حتى الآن.
يعد ترتيب روسيا مير مع إيران أحدث الأمثلة على تحسين العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين دول مستهدفة بالعقوبات الأمريكية. وأشارت مصادر إقتصادية أن البلدان يعملان أيضًا على إنشاء منافس لخدمة نظام المدفوعات سويفت الذي يدعم المدفوعات عبر الحدود ضمن الاقتصاد العالمي.
من جانب أخر دعا رامى فايز ، إلى أهمية إستثمار إقامة كأس العالم فى دولة قطر الشقيقة فى نوفمبر 2022 والسعى إلى أستقطاب المشجعين المتابعين لهذه الدورة ، مقترحاُ تنظيم برامج سياحية مشتركة بين متعة المباريات والتمتع بالمقاصد السياحية المصرية ، وتقديم تيسيرات فى الدخول للقادمين عبر هذه البرامج المشتركة خاصة وأن دولا أعلنت ترحيبها بالمشجعين ومنحتهم دخول أراضيها عبر بطاقة كأس العالم ومنها السعودية والإمارات ، مؤكداً على أن كل هذه المحاور تخدم السياحة المصرية وتزيد من حجم عوائدها إذا كنا نرغب فى تجاوز أزمة النقد الأجنبى وإرتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى ، موضحاً أن هذه فرص ذهبية يجب التمسك بها وتفعيلها إذا أردنا إدارة هذه الأزمة بشكل متميز.