آثار ومصرياتأخبار عاجلةالمنطقة الحرة

“الدكتور محمد عبد اللطيف” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” سلسلة مقالات بعنوان” منارات إسلامية فى البلاد العربية” : مسجد الحسن الثانى بالمغرب

في يوم 22 أبريل، 2022 | بتوقيت 2:00 مساءً

مسجد الحسن الثانى بالمغرب يعد هذا المسجد الرائع تحفة معمارية عظيمة بل أنه يعتبر أحد المعالم البارزة فى العمارة الإسلامية الحديثة ، وهو نتاج جهد عظيم بدأ فى عام 1986م وتكلف ما يزيد على خمسة مليارات درهم مغربى حتى تم افتتاحه على يد الملك الحسن الثانى – رحمه الله – فى اليوم الحادى عشر من ربيع سنة 1414 هـ الموافق 30 أغسطس عام 1993م ، وقد كان اختيار هذا التاريخ لافتتاح هذا الصرح الهائل مقصوداً بحيث أنه يوافق ليلة مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والتى يحتفل بها المسلمون فى كل بقاع الأرض.

ويذكر للملك الحسن الثانى أنه حين التمهيد لبناء هذا المسجد قال “أريد معلمة فنية شامخة يمكن أن تفخر بها الدار البيضاء إلى الأبد ، أريد أن يشيد على حافة البحر صرح عظيم لعبادة الله ، مسجد تهدى مئذنته جميع السفن القادمة من الغرب إلى طريق الخلاص ، الذى هو طريق إلى الله ، وقال كذلك : أريد أن أبنى المسجد على الماء وذلك استلهاماً من قول الله تعالى فى سورة هود “وكان عرشه على الماء” صدق الله العظيم ، كما أردت أن يكون المصلى فيه والداعى والذاكر والشاكر والراكع والساجد محمولاً على الأرض ، ولكن أينما نظر يجد سماء ربه وبحر ربه.

ولهذا المسجد العظيم قاعة ضخمة للصلاة ذات شكل مستطيل بطول 200 متر وعرض 100 متر ، وقد بنى الجزء الأكبر منها فوق مياه المحيط الأطلسى ، وفيها سقف متحرك مساحته 330 متر مربع يتم فتحه آلياً فى ظرف (خمس) دقائق لتصبح القاعة صحناً واسعاً مفتوح على السماء يغمره ضياء الشمس من كل جانب إضافة إلى أن تلك القاعة تتلقى الإضاءة عبر الأبواب الزجاجية والشمسيات المرمرية الضخمة ومما يزيد من ضخامة بيت الصلاة ارتفاع أعمدتها إلى 13 متر ، ويعد سقف قاعة الصلاة نموذج جميل لامتزاج الفنون الإسلامية القديمة مع الحديثة حيث أن زخارفها محكمة التنفيذ رائعة الألوان ، وتتسع هذه القاعة لحوالى ثمانين ألف شخص.

ولهذا المسجد ثلاثة واجهات جميلة ، والواجهة الجنوبية هى الرئيسية بالنسبة للزائر وتنقسم إلى قسمين يحصران فيما بينهما المئذنة العملاقة الشامخة ، أما الواجهة الشمالية فهى المطلة على المحيط الأطلسى مباشرة والواجهة الغربية بها الباب الملكى الذى يتيح للملك الدخول مباشرة إلى محراب قاعة الصلاة أما الواجهة الشرقية فهى ذات شكل نصف دائرى ويوجد بها المدرسة القرآنية التى تحتفظ بطابع التعليم الدينى إلا أنها تتصل بأكبر المكتبات العالمية كما أنها مجهزة فى قاعاتها بأحدث الوسائل السمعية والبصرية ويقام بها المحاضرات والندوات العلمية.

أما عن مئذنة مسجد الحسن الثانى فحدث ولا حرج حيث أصبحت أعلى مئذنة فى العالم ويبلغ ارتفاعها 200 متر وهى مربعة الشكل ويبلغ عرض الضلع الواحد 25 متر وزودت فى أعلاها بعامود ضخم يصل ارتفاعه 15 متر ووزنه ثلاثة أطنان ، وهو مجهز بأشعة الليزر التى تحدد القبلة لمن حولها حتى يهتدى إلى القبلة بشعاعها من مسافة 30 كيلو متر فى عمق المحيط الأطلسى.

الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف
الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

بقلم

الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف

عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة

أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة

مساعد وزير الآثار السابق

رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق

بالمجلس الأعلى للآثار

مقالات ذات صلة