بعد عامين من الأبحاث الحثيثة وخطط التنمية والابتكار والتحويل التي شهدها برنامج “غرينلاينر” للحد من الانبعاثات الكربونية الصادرة عن قطاع الطيران، أطلقت الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع هيئة البيئة-أبوظبي برنامج”غابة الاتحاد لأشجار القرم” لتقدم لضيوفها والشركات المتعاملة معها وشركائها فرصة تبني أشجار القرم بهدف خفض بصمتهم الكربونية.
وتماشيا مع مبادرة القرم- أبوظبي، يأتي برنامج “غابة الاتحاد لأشجار القرم” ثمرة التعاون بين الاتحاد وهيئة البيئة-أبوظبي و”جزيرة الجبيل” ومجموعة “ذا ستوري غروب” وغيرهم لدعم مشاريع حماية أشجار القرم في الدولة وتطوير مصارف الكربون والموارد الطبيعية لنزع الكربون من الغلاف الجوي بناء على شعار الشركة “من أبوظبي لأجل العالم”.
عقب إطلاق مبادرة القرمأبوظبي، تجتمع المنظمات المعنية بموجب مذكرة تفاهم مستمرة لمعالجة أهداف محلية ووطنية، بما فيها نزع الكربون من الغلاف الجوي، وإدارة النفايات والحد من استخدام المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة. ويعتبر التنوّع البيولوجي الخطوة التالية للاتحاد لدراسة سبل الترويج لجهود حماية أشجار القرم في الدولة.
وستسمح الغابة، من خلال منصة رقمية فريدة من نوعها، للضيوف والشركاء في الاستثمار في نزع الكربون مقابل 18.5 درهماً (أو ما يعادل 5 دولارات) لكل شجرة قرم، ويمكن تحديد كل شجرة إلكترونيا أو عبر تطبيق خاص حيث يحصل كل ضيف على رمز خاص بالشجرة مع مكان زراعتها وإمكانية الاطلاع على دورة نموها لمدة 10 سنوات. كما يمكن للضيف إهداء الشجرة لأحبائه وإطلاق اسم عليها.
في هذه المناسبة، تحدّث توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، قائلاً: “خلال العامين الماضيين، طوّرت الاتحاد برنامجاً مكثفاً لمعالجة تحديات الاستدامة في قطاع الطيران. وقد ركّزنا على الابتكار والتكنولوجيا لتطوير عمليات الحد من الانبعاثات الكربونية والكفاءات التشغيلية التي تأتي بالفوائد على القطاع، إضافة إلى بناء الشراكات والتحالفات لإيجاد حل موحّد لنزع الكربون من خلال مبادرة الاستدامة الأكثر شمولية التي تم اعتمادها بين الشركات في قطاع الطيران.”
وتابع “إن غابة الاتحاد لأشجار القرم هي الخطوة التالية في رحلة الاستدامة لضمان تقدمنا في مسيرة نزع الكربون من الغلاف الجوي. هدفنا هو استحداث غابات على امتداد القارات التي نشغّل إليها رحلاتنا، ومنح الضيوف فرصة المشاركة في الحل. نحن نعلم تماماً أن تعويض الانبعاثات الكربونية التي لا مفر منها لا يكفي وحده لحل مشكلة المناخ، بل نحن بحاجة إلى نزع الكربون من الغلاف الجوي فعلياً. فحتى مع أفضل سيناريوهات مبادرات نزع الكربون العالمية، علينا نزع ما بين 6 و10 غيغا طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً حتى عام 2050 لإبقاء الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية، وهذا ما ستساهم غابة الاتحاد لأشجار القرم في فعله. لذا، نحن ندعو ونشجع ضيوفنا وشركاءنا على الانضمام إلينا في هذه الرحلة لعلمنا اليقين بأن الكثيرين مهتمون بهذه القضية التي ستؤثر علينا جميعاً”.
من جهتها، قالت الدكتور شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة-أبو بي: “يهدف برنامج القرم-أبوظبي إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي للأبحاث والابتكار لدعم حماية أشجار القرم. ونحن نسعى من خلال هذه المبادرة إلى توحيد جميع الجهود المنطلقة من أبوظبي تحت مظلة واحدة، والمساعدة على تحقيق أهداف حكومتنا الرشيدة بخفض معدلات الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول العام 2050.”
على المستوى العالمي، تخّزن أشجار القرم 6.4 مليار طن من الكربون، وهي كمية أكبر بأربع مرات من تلك التي تخزّنها غيرها من الغابات. وبمعدل 12 كيلوغرام سنوياً، يمكن لشجرة القرم سحب أكثر من 300 كيلوغرام من ثاني أوكسيد الكربون خلال فترة 25 عاماً من حياتها، ما يساعد على مكافحة نتائج التغيير المناخي مثل ظاهرة ابيضاض المرجان وتدهور المناطق الساحلية، ودعم التنوع البيولوجي والحياة البرية.
تم اختيار غابة الاتحاد لأشجار القرم تحديداً لكونها على لائحة المحميات لوكالة البيئة-أبوظبي، ما يضمن قدرتها على نزع الكربون من الغلاف الجوي لمدة 100 عام على الأقل.
ويمكن للمستثمرين محادثة الشجرة التي تبنوها عبر تطبيق المنصة ومن خلال خاصية الدردشة الإلكترونية، إضافة إلى إمكانية تحديد الشجرة عبر خرائط الأقمار الاصطناعية والاطلاع على كافة المعلومات المتعلقة بها، بما في ذلك كميات الانبعاثات الكربونية التي تم سحبها والتي يمكن تعويضها.
كما يمكن لضيوف برنامج الاتحاد الاستثمار في “غابة الاتحاد لأشجار القرم” باستخدام أميال البرنامج في متجر المكافآت ابتداء من شهر مارس المقبل، فيما يتم تطوير العديد من الخيارات لتلبية حاجات المؤسسات الشريكة وتوفير باقات التعويض عند شراء تذكرة السفر للمسافرين الأفراد. أبوظبي لأجل العالم.