استقبلت دبي خلال الربع الأول من العام الجاري 4,75 ملايين زائر دولي لليلة واحدة، بزيادة قدرها 2% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك وفق أحدث الإحصاءات الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة).
واستكمالاً للنجاحات التي حققها في العام 2018، شهد قطاع السياحة مؤشرات أداء متفائلة مدعوماً بالتدفقات السياحية من أكبر أسواقه الرئيسة والناشئة، ممهداً الطريق نحو انطلاقة قوية لعام 2019 من حيث أعداد الزوار ومساهمة القطاع في إجمالي الناتج المحلي للإمارة.
وتصدرت الهند تلك الأسواق، وحافظت على مكانتها كأكبر سوق مصدر للزوّار إلى دبي، في حين حافظت المملكة العربية السعودية على المركز الثاني والمملكة المتحدة على المركز الثالث، وواصلت الصين نموها حيث حلّت في المركز الرابع، محقّقة نمواً بلغ 13%، فيما واصلت دبي تحديث مقوماتها ومكانتها الرائدة بما يؤكد استمرار المدينة في المحافظة على جاذبيتها لدى أسواقها التقليدية.
أساس وتنوع
وقال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي: «يُعد قطاع السياحة في دبي إحدى أهم الركائز الأساسية ترابطاً وتنوعاً في الناتج المحلي للإمارة.
وهو ما يجعل مساهمته الاقتصادية ضرورية لتعزيز النمو بشكل عام.
وفي هذا الإطار، نعمل وفق استراتيجية السياحة 2022 – 2025، التي تتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخمحمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تدعمها العديد من البرامج الاستراتيجية التي يتم العمل على استكمالها خلال 2020-2022، وقد تم فعلياً إنجاز أكثر من 70% منها، انطلاقاً من إدراكنا ضرورة الإسراع في عملية الإنجاز وضمان ترسيخ مكانة دبي كأول مدينة على المستوى العالمي من حيث الزيارة وتكرارها سواءً لأغراض العمل أو الترفيه.
وبالتوازي، مع هذه الجهود، وفي ظل الانتشار التقني الواسع الذي يؤثر في كل القطاعات الخدمية والاقتصادية، وفي مقدمتها السياحة والضيافة، فإننا نسعى إلى مواكبة هذا التوجه المتصاعد ومراعاة احتياجات المسافر المعاصر، عبر تطوير آليات أكثر مرونة وملاءمة من أجل توفير تجربة سياحية شاملة ومتعددة».
وأضاف المري: «لقد شكّل هذا التوجّه الأساس الجوهري لجميع مبادراتنا واستثماراتنا وحملاتنا الترويجية التي أقيمت على مدار (12 إلى 15) شهراً الماضية، وما زلنا نركّز على الترويج للوجهات المبتكرة والفعّالة استناداً لمجموعة من الشراكات العالمية الموثوقة، وشبكات واسعة تشمل شركاءنا في القطاع».
واستطرد المري قائلاً: «إنّ الإحصاءات الخاصة بالربع الأول من العام الجاري، ما هي إلا انعكاس لنجاحات العديد من المبادرات المستمرة وجهود جميع شركائنا في القطاع، ليس فقط على مستوى الوجهات وعدد الزوار التي أسفرت عنها الحملات الترويجية الإقليمية والعالمية وحسب، وإنما من خلال البرامج والعروض التي تقدمها الوجهات، والأهم من ذلك التأكيد على قدرة دبي على الوفاء بوعودها والتزاماتها أمام جميع زوارها».
إلى ذلك فقد أوضح «تقرير استطلاع رأي الزوار الدوليين لدبي» الذي يراقب سلوك الزوار وتفاعلهم في الأماكن التي يزورونها في مختلف أرجاء الإمارة، هذا النمو المطرد، حيث كشفت نتائج الاستطلاع الأخير أن 99,8 في المئة من الزوار كانوا «سعداء» أو «سعداء للغاية»، كما أعرب 99,7% منهم عن حماسهم لترشيح دبي للزيارة لدى الأصدقاء أو العائلة.
جاهزية دبي
وبحسب إحصاءات أعداد الزوار خلال الربع الأول، وفي ما يتعلق بالأسواق الرئيسة، فقد حافظت الهند على مركزها الأول ضمن الأسواق العشرة الرئيسة الأولى المصدّرة للزوّار إلى دبي بـ564,836 زائراً، تلتها المملكة العربية السعودية في المركز الثاني بـعدد زوار بلغ 411,586 زائراً، وحلّت المملكة المتحدة في المركز الثالث بـ326,586 زائراً.
ومن جهتها واصلت الصين نموها خلال الربع الأول من هذا العام، حيث حلّت في المركز الرابع، محقّقة نمواً بلغ 13% مع استقبال دبي 291,662 زائراً، وذلك بدعم من استراتيجية «جاهزية دبي لاستقبال الزوّار الصينيين» وتشجيعهم على زيارة الإمارة خلال احتفالات السنة الصينية الجديدة. تلتها سلطنة عُمان لتحلّ في المركز الخامس مسجّلة نسبة نمواً كبيراً بلغ 27% وبعدد زوّار بلغ 263,182 زائراً. أما روسيا فسجّلت دخول 234,142 زائراً إلى دبي، وسجّلت ألمانيا نمواً بنسبة 5%، مع ترحيب دبي بــ203,651 زائراً ألمانياً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد شهدت نمواً طفيفاً بنسبة 3% وبعدد زوار بلغ 185,864 زائراً، بينما حلّتباكستان في المركز التاسع 137,015 زائراً. وتقدمت فرنسا مركزين محققة نسبة نمو ملحوظة وصلت إلى 17% وبعدد زوار بلغ 121,189 زائراً.
أهم المناطق
أما في ما يتعلق بالنتائج وفقاً للمناطق الجغرافية، فقد سجلت منطقة دول أوروبا الغربية نتائج قوية في أعداد الزوار لليلة واحدة في الربع الأول من عام 2019، حيث شكّلت ما نسبته 23%، وحافظت على مركزها منذ عام 2018، وتبعتها منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 17%، ومنطقة دول جنوبي آسيا بـــ16% من حيث أعداد الزوار الدوليين. كما شكّلت منطقة شمالي وجنوب شرقي آسيا ما نسبته 11%، وهو ما يعكس النمو المستدام الذي يأتي ثمرة لجهود دبي للسياحة والتزامها استراتيجية تنويع الأسواق.
كما حافظت مناطق الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، ورابطة الدول المستقلة، ودول أوروبا الشرقية على حصتها عند 10% لكل منها. كما ساهمت الأمريكتان الشمالية والجنوبية بنسبة نمو بلغت 7% من إجمالي أعداد الزوّار. أما منطقة إفريقيا فسجّلت نسبة 5%، فيما بلغت حصة استرالاسيا 1%.
وجاء هذا النمو الثابت في الأسواق الرئيسة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مدعوماً بتنفيذ حملات ترويجية ومبادرات مصمّمة خصيصاً للأسواق والوجهات المستهدفة، والتي تضمّنت أحدث أجزاء الفيلم الترويجي (#كن_ضيفي) من بطولة نجم بوليوود الشهير شاروخان، والذي يستهدف الجمهور الهندي في كل مكان، وحقق الفيلم 160 مليون مشاهدة.
وشهد الفيلم الترويجي الذي تم إطلاقُ جزئه الأول في شهر ديسمبر 2016 تفاعلاً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وواصل الفيلم نجاحه في جزئيه الثاني والثالث، كما فاز بجوائز عالمية ومن بينها الجائزة الكبرى Grand Prix في مهرجان السياحة الدولية «Tourfilm Riga»، الذي أقيم في لاتفيا، وكذلك الجائزة الماسية لفئة «المدينة» في معرض بورصة السياحة الدولية في برلين.
ومن أجل الترويج لدبي كوجهة لقضاء عطلة الربيع للزوار من أوروبا، نفذت (دبي للسياحة) حملة ترويجية شاملة تستعرض مزايا دبي كوجهة سياحية خلال هذه الفترة من السنة. حيث نشرت الحملة تسعة مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحصلت على أكثر من 300 مليون مشاهدة.
التمكين التقني
في خطوة مهمة وجديدة نحو التمكين التقني، قامت (دبي للسياحة) بتوقيع اتفاقية شراكة مع منصة «علي باي Ali Pay» الصينية والرائدة عالمياً في مجال الدفع الإلكتروني عبر الهاتف المتحرك، لتنظيم مجموعة من العروض الخاصة بمناسبة احتفالات السنة الصينية الجديدة، واستخدمت الحملة مقاطع فيديو تفاعلية بزاوية 360 درجة لعرض التجارب الديناميكية المتوافرة في جميع أنحاء المدينة على المنصات الرقمية، والتي أسفرت عن مشاركة مجتمعية واسعة بلغت نحو 18 مليون تفاعل و64.7 مليون مشاهدة.
وجهات ترفيهية
وتلعب الوجهات الترفيهية ذات التطور الدائم في دبي دوراً كبيراً في تعزيز مساهمة قطاع السياحة بوجه عام في إجمالي الناتج المحلي للإمارة، ومن بينها جزيرة بلوواترز، وهي الوجهة متعددة الاستخدامات ومقر العجلة الترفيهية الأكبر في العالم «عين دبي»، ومجموعة كبيرة من المتاجر والمطاعم ومنشآت الضيافة والمواقع الترفيهية.
كما شهدت بداية عام 2019 أيضاً افتتاح «ذا بوينت»، وهو مشروع ترفيهي للتنزه وتناول الطعام وقضاء أمسيات العشاء الفاخر، بإطلالة بحرية شاسعة على مساحة 1.4 مليون قدم مربعة مقابل فندق أتلانتس النخلة جميرا.
إشغال مرتفع
وبين شهري يناير ومارس 2019 شهد قطاع الضيافة افتتاح مشاريعَ جديدة ومن بينها فندق دبليو دبي النخلة، وفندق ماندرين أورينتل جميرا. وحافظ القطاع الفندقي على زخمه بتسجيل نسبة إشغال مرتفعة وصلت إلى 84%، وهو ما يؤكد قدرته على تحقيق نتائج قوية على الرغم من زيادة المعروض من الغرف الفندقية، فلقد سجلت مختلف فئات المنشآت الفندقية في المدينة نحو 8,63 ملايين ليلة فندقية محجوزة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
فيما وصلت أعداد الغرف والشقق الفندقية إلى 118,039 غرفة فندقية مع نهاية مارس الماضي، موزعة على 717 منشأة فندقية، وبنسبة نمو بلغت 8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وشكّلت فنادق الخمس نجوم ما نسبته 34% من إجمالي السعة الفندقية، وحافظت فنادق الأربع نجوم على حصتها بنسبة 26%. أما المنشآت الفندقية من فئة نجمة إلى ثلاث نجوم فقد شكّلت ما نسبته 19% من إجمالي المعروض في قطاع الضيافة، أما على مستوى الشقق الفندقية فكانت حصتها 21% عبر جميع فئاتها الفاخرة والفخمة والعادية.
مبادرات لاستقطاب مزيد من الأعمال وجذب أصحاب المواهب
تستمر دبي للسياحة في دفع عجلة القطاع من خلال تنفيذ حملات تسويقية تساهم في استقطاب المزيد من الأعمال وجذب أصحاب المواهب والإبداعات للعمل في المدينة من خلال مبادرات جديدة للحصول على تأشيرة أصحاب المواهب وإقامة المتقاعدين. وضمن جهودها لدعم منظومة شركائها في القطاع، أعلنت (دبي للسياحة) في شهر مارس الماضي عن إطلاقها منصّة «سوق المعالم الترفيهية»B2B Attractions Marketplace الإلكترونية، التي ستمكّن المعالم السياحية والوجهات الترفيهية المحلية والشركات المتخصصة من التفاعل مع قطاع السياحة والسفر حول العالم بأسلوب أكثر فاعلية.
وقال هلال المري: «لقد حافظت دبي على مكانتها الرائدة كوجهة سياحية عالمية وذلك نتيجة للتعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك من خلال تمكين مختلف الجهات من المشاركة في المنظومة السياحية الشاملة.
وتتمثل مسؤوليتنا التي حددها لنا سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله في أن نكون الوجهة الأكثر تفضيلاً وزيارةً، إضافة إلى الأهداف الأخرى المتعلقة بأعداد الزوار.
وهو ما يدفعنا للعمل مع شركائنا لتحسين قيمة وجودة التجارب في دبي لجميع ضيوفنا لضمان عودة زوارنا، ليس فقط بشكل متكرر أكثر، ولكن أيضاً من خلال جعلهم مؤيدين ومروجين للمدينة لجذب أصدقائهم وعائلاتهم وزملائهم.
ونحن إذ نستشرف المستقبل ونتطلع إلى عام 2025 وما بعده، فإننا ندرك تماماً الحاجة لتبني التكنولوجيا البديلة التي ستمكننا من أن نصبح روّاد المستقبل في مجال السياحة. وضمن رحلتنا هذه، نسعى إلى إقامة شراكات عالمية قوية يمكنها الاستفادة من منظومتنا السياحية المحلية، بحيث نتمكن جميعاً من تسريع معدلات النمو لقطاعنا ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي لدبي».