سياحة وسفرمنوعات

الدكتور وائل عزيز يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن :مصر و اندونيسيا ..قراءه فى آليات التقارب السياحى

في يوم 8 مايو، 2019 | بتوقيت 1:03 مساءً

تعتبر جمهورية أندونيسيا الأرض الحاضنة لحركة عدم الانحياز منذ الأربعينات و كانت و لا تزال موطن السلام و المحبة و الإنسانية والتعايش السلمى ليس لشعوب أسيا فقط بل لشعوب العالم أجمع ، كما إنها عضو فاعل فى رابطة دول جنوب شرق اسيا (الاسيان) و عضو مجموعة العشرين .

وتقع جمهورية أندونيسيا فى الجزء الجنوبى الشرقى من القارة الاسيوية ،وعاصمتها جاكرتا ، وتحتوى على أكثر من 17الف جزيرة بمساحة تقدر ب 5 مليون كم مربع و طبقا للإحصائيات الحديثة يتخطى عدد سكانها 280 مليون نسمة، حيث نجد ان حوالى 80 % من عدد السكان يدينون بالدين الاسلامى ، و 15 % يدينون بالدين المسيحى، و 5% ديانات اخرى.

اما فيما يتعلق بقطاع السياحة فى أندونيسيا فان حجم الايرادات السياحية طبقاً لعام 2018م تجاوز (12) مليار دولار أمريكى وعدد السائحين من السياحة الوافدة تجاوز (15) مليون سائح ، حيث تصدرت ماليزيا و الصين و سنغافورة و تيمور الشرقية و استراليا ،  المشهد السياحى

و تطمح وزارة السياحة و الجهات الرسمية فى جمهورية أندونيسيا الى الوصول بعدد السياح الى حوالى (20) مليون سائح بنهاية عام 2020م، خاصة و ان سوق الطيران بجمهورية أندونيسيا ينمو بنسبة تصل الى 19 .16% سنويا حيث تمتلك اسطول كببر و حديث من الطائرات المدنية يتخطى ال500 طائرة من مختلف الطرازات الحديثة نتيجة توقعها بنهضة سياحية شاملة و قرب تطبيق نظام السماوات المفتوحة فى جنوب شرق أسيا.
بالإضافة إلى إنها آخذة فى الإعتبار أن حركة السياحة الدولية حول العالم فى نمو مستمر، مما يلقى الضوء على وجود طلب قوى على السفر الدولى طبقا لاخر باروميتر الصادر عن منظمة السياحة العالمية وخاصة و أن جنوب شرق أسيا ينمو بنسبة 7% سنويا .

ويهدف الحديث هنا إلى قراءة فى آليات التقارب بين مصر و أندونيسياإلى إلقاء الضوء على مكونات الأنشطة السياحية وآليات تنشيط السياحة بين جمهورية أندونيسيا و جمهورية مصر العربية من خلال صيغة (Win-Win Situation) الهادفة لتوطيد مختلف أوجة التعاون الثنائية : السياحية والتجارية و الثقافية و السياسية و الصناعية والزراعية و العمل على زيادة الدخل القومى لكلا الشعبين .

الأستاذ الدكتور  وائل محمود عزيز

حيث أنه طبقا للدراسات التحليلية السياحية من حيث الهيكل الإستقبالى لصناعة السياحة فيما يتعلق بالطاقة الفندقية و مختلف وسائل النقل و الاستثمار السياحى و العمالة المدربة و القدرة التنافسية للمقصد السياحى فان اهم الانماط السياحية التى يمكن لأندونيسيا ان تدفع بها (كسياحة خارجيه) الى جمهورية مصر العربية طبقا لترتيب الانماط السياحية كالتالى :
 1- السياحة الدينية ( إسلامية /مسيحية )
 2- السياحة الثقافية
 3- سياحة التسوق
 4- سياحة الأجازات والترويح
5-  سياحة زيارة الأهل و الأصدقاء
6-  سياحة رجال الأعمال
 7- اخرى ) مؤتمرات /ترانزت / علاجية (

كما يمكن ان تدفع جمهورية مصر العربية (بسياحة خارجية) إلى جمهورية أندونيسيا طبقا لترتيب الأنماط السياحية كالتالى :
1-  سياحة الاجازات و الترويح
 2- سياحة التسوق
3-  سياحة رجال الأعمال
4-   سياحة زيارة الأهل و الأصدقاء
5-  السياحة الدينية ( اسلامية /مسيحية )
 6- السياحة الثقافية
 7- اخرى ) مؤتمرات /ترانزت /علاجية(

هذا و تتشابه جمهورية مصر العربية ،و جمهورية أندونيسيا الى حد كبير فيما يتعلق بالملف التسويقى (Market Profile )الخاص بالسياحة الخارجيه) (Out Bound Tourism من حيث العديد من المعايير مثل معيار الشريحة العمرية للسائحين والتى تتراوح من 24سنة الى 45 سنة

و معيار الأفضلية من حيث الأمن و الأمان فى مختلف المدن بالإضافة إلى معيار القيمة النقدية مقابل ما يقدم للسائح من خدمات مدفوعة ومعيار نظافة المدن وكفاءة و تطور البنية التحتية ،ووجود علامات و إرشادات للسائحين بمختلف اللغات الدولية، و أخيراً معيار متوسط إنفاق السائح والذى كان فى حدود 100 دولار وكانت النسب التقريبية للإنفاق بمجمل الرحلة حوالى35 % إقامة ، و32 % تسوق وشراء الهدايا ،وحوالى 20 % مأكولات و مشروبات وحوالى 13% متفرقات ،  أما فيما يتعلق بعدد الليالى السياحية التى يتم قضائها فقد تراوحت ما بين 4- 6 ليالى سياحية .

و بالحديث عن آلية التنفيذ و التوصيات فهى تتمحور حول :
إنشاء لجنة عليا للسياحة على مستوى البلدين تجمع ممثلين عن الوزارات و الهيئات التالية : وزارات  الخارجية ،والسياحة ،والطيران ،و التعليم العالى ،و التربية والتعليم و التعليم الفنى ، والأوقاف،والغرف التجاريه، و السياحيه، والصناعية ، و الازهر الشريف ،و الهيئة العامة للإستعلامات ،وإتاد الإذاعة  التليفزيون و المجلس القومى للصحافة .

وينبثق من هذه  اللجنة ، العديد من اللجان التخصصية و التى تجتمع بصفة دورية سواء فى جمهورية مصر العربية أو جمهورية أندونيسيا للتنسيق و تفعيل التوصيات ورفعها الى اللجنة العليا و من أهم التوصيات :

 تامين وجود خدمات خطوط طيران منتظم بين جمهورية مصر العربية و جمهورية أندونيسيا بالاضافة الى تقديم خدمات النقل الجوى العارضالشارتر “ (منخفض التكاليف ) و التاكسى الطائر لرجال الأعمال .
 – إنشاء شراكات وإندماجات فى هيئة شركات عابرة للقارات مناصفة بين مؤسسات القطاع العام والخاص فى كلا البلدين بحيث يحدث تحالفات وطنية بين كبرى شركات السياحة وشركات الفنادق و مراكز الغوص و معارض العاديات و التذكارات وأهم سماتها إحتوائها على رؤوس أموال قوية و تكنولوجيا عالية و خبرات تسويقية متميزة وبذلك تخفف عمليات الاحتكار الدولى للسياحة على دول محددة.
 تبادل الخبرات التدريبية السياحية من خلال إنشاء وتفعيل مشاريع تدريبية مشتركة للعاملين بالقطاع السياحى على المستوى المهنى و الإشرافى و الإدارى من خلال وزارات السياحة ،والتربية والتعليم،والتعليم العالى فى كلا البلدين.
التشبيك الإعلامى المتبادل بين الدولتين من خلال الإذاعة و التليفزيون والجرائد و المجلات من خلال حملات إعلامية مدروسة وموجهة تحت مظلة وزارة الإعلام والمجلس القومى للصحافة والهيئة العامة للإستعلامات ومايناظرها فى جمهورية أندونيسيا و تفعيل زيارات الـ  Fam- Trips.
تفعيل المعارض و المؤتمرات السياحية من خلال أجندة يتم وضع مواضيع إنعقادها مسبقاً ويتم توزيعها على الجهات المسئولة

إنشاء و تفعيل برامج زيارات دينية ، ثقافية ،ترفيهية لمختلف المناطق السياحية الإسلامية والمسيحية بكلا البلدين.
التعاون مع المستشارين الثقافيين فى سفارات كلا البلدين و تزويدهم بكل ما يحتاجون إلية من وسائل دعائية خاصة بتنشيط السياحة والمساهمة فى عقد الندوات وورش العمل .
التعاون الفعال مع مسئولى مكاتب التنشيط السياحى فى كلا البلدين و الإمداد المستمر بالمعلومات اللازمة لطبيعة السوق السياحى .

 

 

 

كاتب المقال 


الأستاذ الدكتور  وائل محمود عزيز

استاذ ادارة الفنادقكلية السياحة و الفنادق جامعة المنصورة

عضو المجلس المصرى للشؤن الخارجية