أخبار عاجلةالمنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

“الدكتور فتحى حسين ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : فيديوهات اليوتيوبرات النسائية المثيرة !!

في يوم 27 نوفمبر، 2021 | بتوقيت 10:18 مساءً

انتشرت في الفترات الأخيرة علي اليوتيوب ،قنوات لسيدات ربات بيوت مصرية وعربية لعرض نشاطهن اليومي في البيت من غسيل صحون وملابس ومسح الحوائط وعمل الاكلات المختلفة وتربية الدواجن والطيور وغيرها من الممارسات اليومية لهن .

ربما فعلن هذا بعد ان ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ،ووجد عدد كبير منهن انه لا سبيل للحصول علي المال السريع والمضمون والوفير الا بعمل قنوات مجانية علي اليوتيوب بسبب ضغوط الحياة الاقتصادية والحاجة الملحة الي العمل بدلا من البطالة وربما الرغبة في الانشغال وجلب المال من اعلانات جوجل محرك البحث الشهير دون تعب او بذل مجهود كبير سوا تصوير انفسهن !

لاسيما في ظل عدم وجود فرص عمل لهن علي الاطلاق في المحافظات والمدن والمناطق الريفية ،فقد وجد هولاء ضالتهن في إنشاء حساب وتأسيس قناة علي اليوتيوب ليصبحن بين ليلة وضحاها من حاملي لقب اليوتيوبر من أجل عرض نشاطهن اليومي الطبيعي داخل البيت وبنفس ملابسهن في العيش والحياة العادية ،وهن يقمن بتنظيف البيت وترتيب الملايات و غرف النوم وغسل السجاد والصحون والملايات والحوائط …الخ  بالاضافة الي عمل الاكلات البسيطة امام كاميرات القناة سواء مباشر او مسجل لملايين من المساهمين علي اليوتيوب من اجل الحصول علي أكبر نسب من المشاهدة والاعجاب وبالتالي الاشتراك بقنواتهم علي الانترنت عبر حسابهم علي الجيميل !

وبالتالي الحصول علي اعلانات بالاف الدولارات وربما بالملايين حسب نسب المشاهدة المتحققة !

اليوتيوبرات النسائية

وهناك اسماء لفتيات وسيدات شهيرات علي اليوتيوب من كثرة المشاهدة لفيديوهاتهم وتفاعلهم من المشاهدين مثل اليوتيوبر شهد وعفاف ومدام عبير وام ياسين وغيرهن الكثير ..وكل ما سبق ليس فيه أي غبار.

ولكن الأمر غير المقبول هنا والذي لا يمكن الموافقة عليه علي الاطلاق هو قيام معظمهن بعرض اجسادهن البارزة من ملابسهن الضيقة وظهور أجزاء منها في مشاهد تثير الغرائز الشبابية وشهواتهم المكبوتة، ربما لزيادة عدد المشاهدات لقنواتهم من أجل تحقيق اعلي اعلانات واعلي دخل من اليوتيوب بالدولارات !

وهذا الامر لا يصلح بأي حال من الأحوال ان تكون هذه هي الطريقة لجلب المال علي حساب القيم والاخلاق والاعراف المجتمعية وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف والاديان الاخري والتقاليد المتعارف عليها منذ عقود طويلة ،فلا يصح ان يتم تركيز الكاميرا علي مؤخرة الفتاة والسيدة بطلة الفيديو الوحيدة والتي تؤدي دورها ،ربما باخلاص شديد ،والتركيز علي فتحة الصدر بشكل فاضح مثير وغير مقبول .!

وربما كان الهدف الخفي لمن هم وراء منح اعلانات لهؤلاء للسيدات والفتيات التي توافق علي عرض اجسادهن علي قنوات يشاهدها الملايين من الشباب في دول عربية عديدة ،غير مصر ، هو صرف انتباه الشباب نحو القضايا الهامة المصرية لمجتماعاتهم ،وتوجيههم نحو محاولة اشباع الغرائز الجنسية وربما ممارسات سلوكيات مشينة ولا يرضاها المجتمع في ظل صعوبة تكاليف الزواج والتركيز علي احلام اليقظة والاوهام ،فيصيب الشاب بالاحباط وينصرف بالتالي عن الاهتمام بقضيته الاساسية في التنمية والتقدم والدفاع عن الحقوق الشرعية علي المستوي الداخلية والمستوي الخارجي العربي والدولي بوجة عام !

السؤال المطروح هو ما الفائدة من عرض نشاط سيدات مصر ربات البيوت في المنزل يوميا ولماذا اصحاب هذه القنوات من السيدات يوجهن قنواتهم علي أجزاء حساسة من اجسادهن والمؤخرة وفتحات الصدر وابراز الجسد الممشوق والملفوف والجزء السفلي من الجسد حتي تجذب المشاهدة لهذه الفيديوهات التي ربما ستدمر اجيال قادمة إذا تركنا الأمر هكذا دون ضبط لهذه الممارسات غير المقبولة والتي يقلدون من خلالها فيديوهات غربية من أمريكا واوربا لا تتفق باي حال من الاحوال من ثقافتنا واعرافنا وعروبتنا واسلامنا الحنيف!

أعتقد أن هذا التحول الغريب علي مجتمعنا  مؤخرا لابد من مواجهته الان، بعد ظهور قنوات اليوتيوب المجانية التي صارت مجالا لعرض البضائع الرخيصة لمن يشتري ويطلبها  لرؤية عورة سيدات مصر من اهالينا الفقراء والبسطاء ومتوسطي الدخل ،مقابل الحصول علي أموال اعلانات جوجل التي لها اهداف خفية لا نعرفها ولا ندرك ابعادها الا في المستقبل القريب الذي لا يعلمه الا الله وحده.

اللهم اني بلغت اللهم فاشهد!

كاتب المقال 

 الدكتور فتحي حسين عامر

حاصل على دكتوراه بتقدير “ممتاز في الصحافة عن رسالة بعنوان “معالجة الصحافة المصرية للقضايا العربية وعلاقتها بمستوى معرفة الجمهور المصري بها” 2007، وهو يعمل صحفي بوكالة الأهرام للصحافة ورئيس تحرير جريدة 30 يونيو والنبأ المصري والاتحاد الدولي، وهو عضو نقابة الصحفيين والجمعية العمومية لنقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين العرب.

كما أنه عضو هيئة تدريس بالجامعات والمعاهد العليا ومستشار إعلامي، وصدرت له عدة مؤلفات هي: مستوى المعرفة الجمهور تجاه قضايا الوطن العربي، العربي للنشر والتوزيع 2008، والعشوائيات والإعلام في الوطن العربي، العربي للنشر والتوزيع 2011، ووسائل الاتصال الحديثة: من الجريدة إلى فيس بوك، العربي للنشر والتوزيع 2009، وعلم النفس الإعلامي، العربي للنشر والتوزيع 2009، وجرائم الأسرة، وبداية الانهيار، مركز الحضارة العربية للنشر 1999، وأوهام وأوجاع في بلاط صاحبة الجلالة، مركز الحضارة العربية للنشر 2001.

   

مقالات ذات صلة