أحد أهم شيم مصر أنها لا تنسى، أبداً، أبناءها المخلصين، ممن بذلوا الجهد والفكر في خدمتها، ومنهم الفريق محمد سعيد العصار، أحد العظماء من رجال القوات المسلحة المصرية، الذي تخرج من الكلية الفنية العسكرية، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراة في الهندسة الكهربائية، فكان أحد أبرز مهندسي وأبطال الدفاع الجوي، خلال حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73 المجيدة.
تولى الفريق العصار قيادة أحد أطقم إصلاح كتائب صواريخ الدفاع الجوي، وتدرج في المناصب العسكرية ليصبح رئيس هيئة التسليح، أحد أهم أذرع القوات المسلحة المصرية، المسئولة عن اختيار الأسلحة والمعدات الجديدة، التي ستتعاقد على شرائها القوات المسلحة، من خلال دراسات فنية دقيقة، ومقارنة هذه الأسلحة بنظرائها في مختلف الترسانات العسكرية. ونظراً لامتداد خبرته في ذلك المجال، تم تعينه في منصب مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح.
وخلال أحداث يناير 2011، كان أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المسئول عن إدارة شئون البلاد، في تلك الفترة الفارقة، وفي يوليو 2011، ترأس العصار وفداً مصرياً عسكرياً إلى الولايات المتحدة، لإجراء حواراً استراتيجياً، وضح خلاله، لمختلف أطراف الإدارة الأمريكية، موقف القوات المسلحة من ثورة 25 يناير، التي أيدها الجيش. وتعرف الشعب عليه خلال أحداث الثورة، عندما ظهر عدة مرات على شاشات التليفزيون المصري، ليوضح دور القوات المسلحة في هذه الثورة، وللرد على أي شائعات تنال من هذا الدور. وخلال وجوده في وزارة الدفاع أُسند إليه ملف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ويذكر له الكثيرون انتقاداته اللاذعة للملف النووي الإسرائيلي.
عند تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي إدارة البلاد، تم تعيينه وزيراً للإنتاج الحربي، وله يعود الكثير من الفضل في تطوير الصناعات الحربية المصرية، بعد عقود من بطأ التطوير، منذ إنشاء هذه الصناعات في الخمسينات في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر، فقام الفريق العصار بجهد كبير، بالتعاون مع روسيا، لتطوير المصانع الحربية، لتصبح، حالياً، على أعلى المستويات. وبناءً عليه قام بتنظيم “معرض مصر الدولي للدفاع والأمن” (EDEX)، لأول مرة في تاريخ العسكرية المصرية، للتسويق للمنتجات الحربية المصرية، ونجح المعرض نجاحاً باهراً، لنشهد بعد يومين انعقاد دورته الثانية، بمشاركة عالمية.
وأمام ذلك السجل المشرف، لم يكن غريباً أن يتفضل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنحه وشاح النيل، وترقيته إلى رتبة الفريق … رحم الله الفقيد العظيم، الذي ستظل أعماله وذكراه عطرة بين رجال القوات المسلحة وشعب مصر العظيم.
Email: [email protected]