أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدرشئون مصرية ومحليات

الدكتور حسن صادق رضوان ” يكتب لــ” المحروسة نيوز ” عن: دروس الحياة..الدرس (74) “ الخروج من الشرنقة “

في يوم 15 نوفمبر، 2021 | بتوقيت 12:00 مساءً

ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس…

و ليس اي دروس ..الدرس  (74) “الخروج من الشرنقة “

زمان لما كان فى المدرسة .. كنا نخرج مروحين نلاقى البياعين واقفين بره الباب .. اللى بيبيع سودانى ولب واللى بيبيع دوم ،ولكن الحدث الاهم فى الربيع هو عم أحمد بتاع الدود … دود القز طبعا.

عم أحمد كان معاه دود وورق توت وعلب خراطيش سجاير فاضية (العبوة اللى بتحتوى على 10 علب سجاير) ودى اللى اللى كان يدينا فيهم الدود يعد ما يعمل فى العلبة عدد لا بأس به من الخروم عشان الدود يعرف يتنفس.

كنا نأخد الدود البيت وكل عشر دقائق نقعد نبص عليهم وهما بياكلوا أو بيمشوا، كانت متعة إلى أن نصحى يوم نلاقى الهمة أشتغلت و الدودة بدأت تعمل الشرنقة ويعدين تبقى الشرنقة وحدها.

وطبعا كنا بندرس دورة الحياة دى فى المدرسة زى ما درسنا زراعة الفول.

يستدعى الخروج من الشرنقة الكثير من جهد الفراشة ولابد من تلف جزئى للشرنقة..ما يظنه البعض حرير تراه الفراشة سجن حصين ،ويتعاكس شعور الفراشة المحررة مع شعور حارس الحرير التالف.

و لكن فى الأصل فأن الفراشة هى من أنشأت سجنها بنفسها حين كانت دودة.. تحت شعار الحفاظ على النوع و الفصيلة.

معقدة هى الحياة فإن طور الفراشة هو من يضع البيض وهو يعمل بلا ألم و بكل أمل، وهو حامل السر، ولكن لا ينجو إلا من كان له القدرة على تحطيم الشرنقة وأداء الرسالة وكثيرا ما كانت تموت الفراشة قبل الخروج أو تمت اثناء التحور.

إن حياة الأب والأم ماهى إلا طور التحول من الدودة إلى الفراشة ،والفرق أن دور الفراشة ينتهى بمجرد وضع البيض ودور الأب والأم لا ينتهى حتى ينتهوا.

سأظل فراشة فى هذه الحياة..بلا ألم وكثير من الأمل .. عمل بلا كلل ورعاية بلا ملل حتى الرحيل.

كاتب المقال

الدكتور “حسن صادق رضوان ”

المحاضر المتخصص في التحول الرقمى لقطاع السياحة

الخبير والمحاضر التسويقى الدولى

رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة القاهرة

لأنظمه الحاسبات المتكاملة للموارد CIHOST

مقالات ذات صلة