المنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

المستشار القانونى” نور الدين عبد الحميد شتا” يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن :والذكريات مع الآله الكاتبة

في يوم 15 نوفمبر، 2021 | بتوقيت 12:00 مساءً

الآله الكاتبة ..كانت هذه الآله – تمثل عنصر شغف بالنسبة الي وسببا رئيسا في محاولاتي المتككرره للالمام بمهارتها وكانت في اواخر الستينيات تتمتع بشهرة ويستخدمها رجال الاعمال وتتواجد في بعض المصالح الحكومية بمكاتب المسئولين الكبار فقط – ونظرا لندرة ولطبيعه المهارات الفنية المطلوبه افتتح بعض منتجي الالات الكاتبة مكاتب للنسخ والكتابة بالالة الكاتبة .

وصدرت كتب ارشادية في كيفيه تعلم الكتابة بالاله الكاتبة وكنت اذهب الي احدي مكاتب الكتابة بالاله الكاتبه لانجاز مهمات يقوم بها ابي ويتعين كتابتها بالالة الكاتبة وشد انتباهي كيفيه استخدام الناسخ لاصابعه في النقر علي ازرار الالة الكاتبة وكان يقوم بذلك ونظره مصوب تجاه الورقة دون الحاجة الي رؤية اصابعه تتنقل بين الأزرار وكان يقوم بذلك بمنتهي الرشاقة وبفن وكان لصوت النقر علي الازرار رنين يشبه المعزوفات .

وفي بداية السبعينات كانت الأله الكاتبة قد تطورت لتصبح كهربائية وتبدلت اذرع تجميع الحروف لتصبح علي شكل كورة مرصعة بالحروف تتنقل في شكل حلزوني لتنتقل من حرف الي حرف وكان لايسمح بالكتابه عليها الا لخبراء الكتابة علي الالة الكاتبة .

وكانت شركات تصنيع وانتاج الألات الكاتبة تتنافس فيما بينها لتطوير الآلات التي تنتجها وكانت الآله الاكثر تطورا من ماركة المانيه شهيرة هي أولمبيا وأفتتحت ان ذلك فرع شهير لها بشارع عبد الخالق ثروت وكان به مركز للكتابة علي الآله الكاتبه أولمبيا يعمل به محترفي الكتابة علي الآله الكاتبة وكنت أذهب لكتابة بعض الاوراق بمكتبهم واتابع العاملين علي الكتابة وهم ينقرون علي ازرار الاله الكاتبه وتلاحظ لي انهم يشعرون بالزهو وعيون الاعجاب من حولهم .

وكانت الاله الايطالية من ماركة أوليفتي تنافس تلك الآلة الالمانية الشهيرة أوليمبيك وكلا منهم يسارع في تطويرها وأفتتحت مقر لها ايضا وتمركز مكاتب متخصصة للنسخ بالالة الكاتبة للمحاميين ولطلاب البحوث العلمية وكانت تلك المكاتب الخاصة تستخدم الالة أوليفتي لرخص ثمنها بالمقارنة بااله اولمبيا .

وبعد ذلك ظهرت الآله الالكترونية علي اجهزة الحواسيب التي ذللت الكثير من الصعوبات وفقدنا صوت النقر علي الآزرار واحتلت اجهزة الحواسيب وبخاصة الحواسيب الشخصية الصدارة في جمع وصف الحروف الكترونيا وصاحب الحواسيب الشخصية برامج حديثة في الكتابة والنشر المكتبي وكانت الآله الكاتبة هي بداية كل هذه الانجازات.

واصبحت الآله الكاتبة جزءا من التاريخ وباتت من اكثر التحف التي يخصص لها مكانا خاص بها.

ان رايتها تعطيك شعورا بتاريخها وتشعر معها بتاثير تطور الكتابة علي حياتنا فهي كانت منبتا للنشر وللمعرفه .

بقلم 

نور الدين عبد الحميد شتا  

المستشار القانونى والمحكم التجارى  الدولى

   

مقالات ذات صلة