مُعلمة تقول : دربت مجموعة من الأطفال في نهاية العام الدراسي، لأداء نشيد أمام أمهاتهن في تلك الحفلة.
وبعد (بروفات) عديدة ومتقنة، جاء حفل الإفتتاح والتخرج ، وبدأ النشيد ، غير أن ما عكر ذلك الإستعراض الجميل، هو أن إحدى البنات ،تركت الإنشاد مع زميلاتها، وأخذت تحرك يديها وجسمها و أصابعها و ملامح وجهها بطريقة هي أشبه ما تكون (بالكاريكاتيرية) ، إلى درجة أنها كادت تلخبط الفتيات الأخريات بحركاتها الغريبة المستهجنة.
و تقول المعلمة: حاولت أن أنهرها و أنبهها على الإنضباط دون جدوى، إلى درجة إنني من شدة الغضب كدت أسحبها عنوة، غير أنني كلما اقتربت منها، راوغتني كالزئبق، و تمادت في حركاتها التي لفتت أنظار الجميع، و أخذت تتعالى ضحكات وقهقهات الحاضرات المندهشات مما يحصل …!!!!!
ووقعت عيناي على المديرة التي سال عرق وجهها من شدة الخجل ،
وتركت مقعدها واتجهت نحوي وهي تقول :
لا بد أن نفصل ونطرد تلك الطفلة المشاغبة والبذيئة من المدرسة، فشجعتها على ذلك.
غير أن ما لفت نظرنا أن أم تلك الطفلة كانت طوال الوقت واقفة تصفق لابنتها بحرارة، وكأنها تحثها على الإستمرار بعبثها الغير مفهوم.
وما أن انتهى النشيد حتى اندفعت إلى خشبة المسرح وجذبتها من ذراعها بكل قوه قائلة لها: لماذا لم تنشدي مع زميلاتك بدلاً من أن تقومي بتلك الحركات الغبية؟!
فأجابت بكل براءة و شجاعة :
لأن أمي كانت موجودة !!!!
فتعجبت من ردها الوقح ذاك!!
ولكنني صدمت عندما قالت لي بكل براءة:
إن أمي لا تسمع ولا تتكلم ، وأردت أن أقوم لها (بالترجمة) لها على طريقة (الصم البكم)، لكي تعرف هي كلمات النشيد الجميلة ، وأريدها أن تفرح كذلك مثل بقية الأمهات.
و ما أن سمعت تبريرها حتى انهرت وحضنتها و بكيت رغمًا عن أنفي،
و عندما عرف الجميع السبب تحولت القاعة بكاملها إلى بكاء.
و لكن أحلى ما في القصة أن المديرة بدلاً من أن تفصلها كرمتها ، ومنحتها لقب: (الطفلة المثالية).
وخرجت مع أمها مرفوعة الرأس ..وهي تقفز على قدميها.
العبرة :
لا تنفعل من بعض المواقف بسرعة ولا تستعجل في الحكم على الآخرين
وكن حكيما” رزينا” و أنت تشاهد أغرب المواقف أو أصعبها