أخبار عاجلةالمنطقة الحرةشئون مصرية ومحليات

المستشار القانونى” نور الدين عبد الحميد شتا” يكتب لــ ” المحروسة نيوز ” عن : حضارات سادت وبادت ولكنها تركت أثرها الاخلاقى

في يوم 28 أكتوبر، 2021 | بتوقيت 12:27 صباحًا

ان تصوير الاخلاق السامية الذي جاء في سفر الامثال و ماتضمنه من مجموعة الحكم الخلقية النافذة

فاذا ما نظرنا اليه بعين البحث و المقارنه لوجدنا ان ما جاء به قد استمد بل قد اخذ معظمه بالنص من حكم الحكيم المصري القديم أمنموبي .

وبحسب ما قاله العالم الامريكي:

 ( برستد   ) المعروف بانه شيخ المؤرخينفأن النسخة العبرانيه هي تقريبا ترجمه Breasted

 حرفيه عن الاصل الهيروغليفي العتيق .

 ان حكم أمنموبي نجدها شائعة في مواضع عدة من كتاب العهد القديم وبالخصوص روح الشفقه الانسانية الحارة فيما يصح ان نطلق عليها الحميمة الانسانية .

وهي بذلك ليس ما جاء فقط في كتاب الامثال بل في القوانين العبرانية و في سفر ايوب و سفر شاءول و أرميا ايضا . فنجد حكم أمنموبي تاتي كالاتي : ” أمل أذنيك لتسمع أقوالي ، واعكف قلبك علي فهمها لانه شئ مفيد اذا وضعتها في قلبك “

في حين تبدا كلمات سفر الأمثال العبراني كما يلي :

” أمل أذنك و اسمع كلام الحكماء و وجه قلبك الي معرفتي لانه حسن ان حفظتها في جوفك .

 ( سفر الامثال 22 |، 17-18)فنصل من ذلك الي نتيجة وتلك النتيجة هي نفس النتيجة التي وصل اليها شيخ المؤرخين “برستد”حيث انه :-

النتائج الاساسية التي قامت وستقوم عليها دعامة المبادئ الخلقية في الحياة المتحضرة في أيامنا الحالية كانت قد اهتدت اليها الحياة المصرية القديمة قبل الوقت الذي ابتدا فية العبرانيون تجارتهم في فلسطين بزمن طويل وكانت تلك المبادئ الخلقية المصرية القديمة موجودة فعلا في فلسطين بصورة مدونه منذ قرون عدة .

ولا يجب ان ننسي ان تلك المشاعر الاخلاقية التي تسود المجتمع المتمدين الان ترجع في اصلها الي عصر اقدم بكثير من عصر النبوات المعترف بها منذ زمن بعيد وانها قد انحدرت الينا نحن اهل هذا العصر الحاضر من عهد لم تكن الكتابات العبرانية قد وجدت وبذلك فان مصادر تراثنا من التقاليد الخلقية (التقاليد ألاخلاقية ) كانت تستمد وتؤخذ من الحضارة المصرية .

هذا وتتحدث هذه الحكم عن اهداف عالية وتظهر صورة حية راقية ورائعه للحياة المنزلية و الاجتماعية في الدولة القديمة وتتكلم عن ادب الحديث وعن الغني و الفقر و عن التواضع و الجد في العمل و عن الزوجة التي يتعين معاملتها برفق وعن الصراحة و العطف و الكرامة و البعد عن الاذي و عن الصمت و القناعة و عن الطاعة و حب الناس .

وكل هذه الاضواء والصور المنيرة تمضي فمنها الطريف و الملئ بالخلق الحسن و بالحكمة و الموعظة الحسنة .

وهكذا يصدق القول انها حقا حضارات سادت وبادت الا انها ابقت واثرت فيما بعدها من حضارات واستمر الاثر ولم ولن يزول فالحضارات تعرف بما تركته من سمات لاتزول تظهر وتستبان في اخلاق الشعوب .

بقلم 

نور الدين عبد الحميد شتا  

المستشار القانونى والمحكم التجارى  الدولى

   

مقالات ذات صلة