
بعدما تحدثنا عن طبيعة نص التكريس وأوضحنا حقيقة صورته لكي يكون الجميع على وعي وعلم بالصحيح دون تحريف أو فهم خاطيء لما قاله المصري القديم
الآن سأقوم بإستكمال سطرين آخرين من نص التكريس (النص الأصلي) لكي تصبح الصورة أكثر وضوحاً للجميع
إنتهينا في المنشور السابق منذ قليل عند مخصصات كلمة (ẖntyw) بمعنى تماثيل حيث كان المصري القديم يعدد ما تم تكريسه من آثار مُختلفة بالصالة الداخلية ذات الأعمدة والتي سمَّاها النص بإسم (wsḫt) وأمامنا الآن باقي النص فعندما نقرأه ستكون نقحرته الصوتية كما هو موضح بالصورة وترجمته كالتالي :
وهي تضم/تشمل تماثيل آدمية للرب/السيد (فليحىَ فليسلَم فليصِح) من الكوارتز والجرانيت الوردي والجرانيت الأسود
والفناء المفتوح للمسلتين الخاص بأبي آمون رع آتوم
(يضم) مقصورة مقدسة من حجر الجرانيت وباب خشبي (مُحلىَ) بالإلكتروم وقصر إستراحة رب المعبودات بإحتفاله الخاص بالأوبت (الحَرَمْ)
ومن النص السابق في المنشور الأول وهذا المنشور الثاني يذكر الملك رعمسيس الثاني العنصر المعماري ثم يعدد ما بداخله من آثار مُختلفة لذلك يجب أن نُفرق هُنا بين عنصرين معماريين مُختلفين :
أولاً :- صالة الإحتفالات الداخلية ذات الأعمدة وهذه الأعمدة ذكرت كمخصص كلمة (wḫȝw) “إنظر التعليق الأول”
ثانياً :- فناء الإحتفالات المفتوح المسمىَ هُنا (wbȝ) والذي يأتي بمخصص المكان الشائع “pr” وعرفنا أنه يكون مفتوح من خلال أن هذه الكلمة أحياناً في نصوص أخرى تأتي بمخصص العين لذلك فكلمة (wbȝ) تعني فناء مفتوح يدخله ضوء الشمس فتراه العين وهذا يتفق تماماً مع الواقع المعماري الآثري
لذلك ما ذُكر في منشور من برَّرَ أن مخصصات تماثيل النص التكريسي في كلمة (ẖntyw) هي الموجودة أمام الصرح الخارجي (كلام غير علمي وغير صحيح وغير دقيق بالمرَّة)
حيث أن هذه التماثيل المذكورة بوضوح في مخصصات كلمة (ẖntyw) طبقاً للنص فهي موجودة في الصالة الداخلية أمام الحرم الداخلي للمعبد المحاط بالأعمدة (أوبت أمنحتب الثالث)


أما عن فناء المسلتين / المُطل على المسلتين الموجودتين بالخارج فقد ذكر لنا المصري القديم ما يحتويه بداخله تحديداً كما رأينا في ترجمة هذا النص الحالي الذي بين أيدينا في هذا المنشور
والأجمل من كل ذلك أنه في مقالة دورية (Memnonia XIX) لسنة 2009 صفحة 134 و 135 والخاصة بنقوش داخل جامع أبو الحجاج الأقصري أن المصري القديم ذكر صراحةً في نص الكتابة المعمَّاه (Cryptography) العبارة التالية :
bḫnt [pẖr.ty m] tḫnwy n ỉt.f Imn-Rˁ-tm(w) [pẖr.ty m] ẖntyw n nb [ˁnḫ(.w) wḏȝ(.w) snb(.w)] m bỉȝt mȝṯ
صرح محاط بمسلتين تخصان آمون-رع-آتوم ومحاط بتماثيل الرب/السيد (فليحىَ فليسلم فليصح) من الكوارتز والجرانيت الوردي “إنظر ثاني تعليق”
وأخيراً طبقاً لجميع ما سبق فقد حدد لنا المصري القديم نفسه أن التمثال الأوزيري المشار إليه في مخصص كلمة (ẖntyw) كان يوجد بداخل صالة الإحتفالات الداخلية للمعبد والمحاط بالأعمدة (wḫȝw) ولا علاقة له بالصرح إطلاقاً
وعندما ذكر المصري القديم كلمة الصرح نصاً
(Pylon – bḫnt)
ذكر معها تصويراً التماثيل نصاً بالكلمة (ẖntyw) وتصويراً بأشكالهم كما كانوا أمام صرح المعبد دون وجود أي تمثال أوزيري إطلاقاً أمام الصرح الخارجي للمعبد
مما يؤكد نفس ما قاله أستاذي ومعلمي ومثلي الأعلىَ العالم الجليل الأستاذ الدكتور Ahmad Eissa ? في تحليلاته الأولية لأماكن وضع التماثيل الأوزيرية أنها لا يجوز لها أن تتواجد عند الصرح الخارجي للمعبد لكن ينبغي أن تكون بالداخل ?
مع العلم أن هذا التحليل الذي تفضل سيادته مشكوراً وعرضه للجميع كان قبل طرح النص أصلاً ?
وبعد أن إطلعت مع أستاذي الدكتور خالد عبد الغني (أستاذ الآثار والمعتقدات المصرية القديمة بجامعة جوتنجن الألمانية
علىَ النص المصري القديم (النص التكريسي) تأكدت تماماً أن :
ما قاله المصري القديم هو مساوي تماماً لوجهة نظر الأستاذ الدكتور /أحمد عيسى ,,, سُبحان الله ?
ربنا يزيدك من فضله وعلمه وحكمته يا عالمنا الجليل وفخرنا چميعاً نحن الآثاريين … ربنا يحفظك بحفظه ويبعد عنك كيد الحاقدين والحاسدين
كاتب المقال :
عمر صلاح السنهوتي
باحث ماچستير بعلم المصريات



