الأستاذ الحقيقى هو من ينير عقول تلاميذه ويضعهم على الطريق الصحيح للمستقبل .
الأستاذ الجامعى ليس مثل مدرس المدرسة فهو لابد أن يهتم ببناء العقول وتدريبها على الحوار والرأى والرأى الآخر للوصول لأفضل النتائج.
يبث فيهم روح الحب والإنتماء المتدرج من إنتمائه لقسمه العلمى الذى يتعلم فية، ثم إنتمائه لكليته أو معهده العلمى، ومنها لجامعته التى ينتسب إليها أو النادى الرياضى الذى يشجعه، وكذلك يُعلم الأب إبنة كيف يكون هذا الإنتماء لأسرته المكونة من الأب والأم والأخوات والأقارب،وفى النهاية نصل للأهتمام الأكبر للأنتماء للكيان الحقيقى الوطن.. و”حب الوطن فرض على ..أفدية بروحى وعنيا.
وأتذكرعندما كنت طفلا صغيرا فى حدود الـ 6سنوات، حينما دخلت المدرسة الإبتدائية أنى كنت أداعب والدى الحبيب رحمه الله والمغفور له بأذن الله تعالى ، وكان هو يبلغ من العمر حوالى الستون عاما وكنت آخر أبنائه وأصغرهم (آخر العنقود سكر معقود ههههههههههه) أن قلت له أنننى أحبك جدااااااااااااااااااا ياأبى وقبلته ،وجدته يقول لى بكل تواضع لااااااااااااا..لا تقول ذلك فتعجبت من إجابته !!.. وأنا لا أدرك فى هذا العمر مايعنيه ؟!.
وقال لى قل أحبك يامصر ياوطنى الغالى ..،مصر هى الأساس ..حبك لمصر يعنى أنك تحب بابا وماما وأخوتك وأصحابك وجيرانك وأقاربك، مصر باقية حتى يوم الساعة وحبها يعيش فى قلوبنا حتى الساعة، ولكن نحن زائلون.
وذلك أول درس تعلمته مبكرا فى حياتى ، أن الإنتماء أولاً للكيان الكبير وهو الوطن ، لقد أهتم والدى منذ الصغر أن يحفر فى وجدانى وعقلى وقلبى حبى لوطنى الحبية الغالية مصر، وبالتالى حبى لكل من ينتمى لمصر، أهلى وأصحابى وأساتذتى وتلاميذى وجيرانى وزملائى.
حب مصر والولاء لمصر هو أهم درس يعلمة الأستاذ لتلاميذة……الأفراد والزعماء زائلون ومصر باقية.
أنظر ماذا فعل الكابتن محمود الجوهرى ” رحمه الله ” فى جمهور كرة القدم حينما بث بحماس الشعور بالحب والأنتماء لمنتخب مصر والجمهور مع اللاعبين فوصلوا الى كأس العالم 1990.
أنظر ماذا فعل قادة جيش مصر العزيز حينما بثوا فى قلوب الضباط والجنود حب الوطن وطلب الشهادة فى سبيل الله ،إنطلقت صيحة الله وأكبر، قالها الجندى المصرى المسلم والمسيحى وعبروا بها قناة السويس ، عبروا حاجز الخوف من العدو، عبروا بها حاجز الهزيمة ،عبروا بها حاجز رهبة الموت الى حب وطلب الشهادة فى سبيل الله تعالى.
لقد كان القادة وقتئذ مثل أعلى وقدوة وأستشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض قائد أركان القوات المسلحة أثناء حرب الأستنزاف على خط النار، وكذلك أستشهد اللواء أحمد حمدى قائد سلاح المهندسين أثناء أعدادة لمعابر القوات المسلحة مع بداية حرب أكتوبر المجيد القدوة والتضحية بكل غالى يعطى المثل العليا لطلابنا.
إن أستاذ الجامعة الحقيقى هو من يكون مثل أعلى لتلاميذه ويتحدث معهم فى حوار راق حول مشاكلهم ويحاول مساعدتهم على مواجهة الحياة وصعابها ،وينبهم الى المثل والتقاليد الجامعية الأصيلة.
زملائى أعضاء هيئة التدريس ..رفقا بأبنائكم وتلاميذكم فهم فى حاجة شديدة إليكم علموهم وتحدثوا معهم .. كلموهم عن ذكرياتكم الجميلة وكيف كنتم تحترمون والديكم ..علموهم أن البر بالوالدين هو مفتاح النجاح الحقيقى .
علموهم أن السعادة فى الرضاء بما قسمه الله لهم ..علموهم أن طريق 1000ميل يبدء بخطوة ملؤها الحب وال‘نتماء والفخر بوطننا العزيز الغالى مصر.
علموهم أن الفقر وضيق ذات اليد ليس عيبا كبير، وأن الفقر هو الفقر فى الأخلاق والفقر فى العقول الضحلة التى لا تفكر فى خلق الله.
علموهم أن أول آية نزلت فى القرآن على رسولنا المختار محمد صلى الله علية وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿3﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4﴾ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿5﴾ صدق الله العظيم
وهى دعوة صريحة واضحة لسلوك الإنسان المتعلم المثقف لينهل من العلم والمعرفة
زملائى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات والكليات والمعاهد العليا الحكومية والخاصة ..لا تفرطوا فى دوركم تجاه أبنائكم الطلاب ..والله معنا جميعاً من أجل جيل جديد من الشباب الواعى المثقف وأمل مستقبل مصرنا الحبيبة فى غد مشرق بأذن الله تعالى.