تقول باربرا جريزوتي هاريسون “أكثر المعارك البشرية إيلاما ليست بين الخير والشر، بل بين أهل الخير بعضهم البعض”
هل قرأت يوما عن “النازيون الجدد”؟- هي حركة متطرفة عنصرية سياسية ايديولوجية توصف ب النازية وتسمى أيضا بالفاشية الجديدة التي نشطت مؤخرا في الدول التي ينتمي غالبية سكانها من البشرة البيضاء في العالم وخاصة في أوروبا وتعرف هذه الحركة انها تتبع أهداف ومبادئ الحركة النازية
في منتصف الثمانينيات كما ذكرنا سابقا ظهر “السياحيون الجدد” كما ذكرنا في المقال السابق ومشوا في ركاب “السياحيون الأوائل” ، ولما إستشعرت الدولة حجم أموالهم و إستثماراتهم في القطاع في نهاية هذا العقد فتحت الباب علي مصراعيه لهم وخاصة في قطاع الفنادق الذي يستوعب أعدادا كبيرة من العمالة التي تقلل ولا شك نسبة كبيرة من البطالة المتفشية في تلك الأوقات فقامت الدولة بزيادة تمكين “السياحيون الجدد” بإصدار القرار الجمهوري رقم ٣٧٤ لسنة ١٩٩١ بإنشاء هيئة التنمية السياحية وهي التي قامت بوضع خطط التنميةللمناطق السياحية والإشراف علي تنفيذها .
والحق يقال أن الهيئة قد قامت بعمل رائع في حدود نص القرار المذكور الذي ركز علي بيع الأراضي المتاحة في المراكز السياحية المتعددة والمنتشرة بطول أكثر من ٢٠٠٠ كيلومتر علي السواحل المصرية ، ولكن كان الإعتماد الأساسي للتخصيص هو الملائة المالية للمستثمر ولم يكن هناك أي إشارة أو تلميح لسوابقه المهنية .
من هنا كان (((التمكين))) من الدولة لطائفة “السياحيون الجدد” فزادت اعدادهم بأكثر من خمسة أضعاف “السياحيون الأوائل” في ٤ سنوات فقط ، وصار الجدد هم الأغلبية والأوائل هم الأقلية
وكما نعرف جميعا أن العلاقة في هذا الوقت بين قطاعي الفنادق والشركات هي علاقة طردية. زادت الفنادق وتوسعت وتضاعفت عدد الغرف الفندقية ، فإختارت شريحة لا بأس بها من “السياحيون الجدد” الإستثمار في إفتتاح أعدادا مرعبة من الشركات تحت ستار أن العدد الكبير من الغرف الموجودة لابد له من شركات لتملئه. وطبعا لم تمانع وزارة السياحة في إصدار التراخيص للشركات سعيا وراء جنيهات عديدة و خطابات ضمان بنكية .
ولعلك عزيزي إبن القطاع تعرف جيدا مصطلح (كرتونة شركة) ، هذا المصطلح هو ترجمة كلمة “ترخيص” ، وهذا هو ما آلت إليه لغة القطاع من تردي و إبتذال
بدأ التمكين من هنا ، ولكن ماذا عن “التمكن”؟
هنا أدرك الجدد أنهم صاروا الأغلبية ولابد أن يضفوا علي هذه “السبوبة” قواعد لعبتهم الشخصية الجديدة والمنشأة علي أموالهم من خلفيتهم المهنية السابقة من مقاولات و تجارة و سمسرة وخلافه (مع كامل الإحترام لخلفياتهم المهنية السابقة) ، فبدأوا بالتسلل للترشح في غرف الفنادق والشركات وعضوية ممثلي هذه الغرف في الإتحاد المصري للغرف السياحة ، وساندوا بعضهم البعض بالأصوات لتصل مرحلة “التمكن” أولها في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي .
وفي مقالنا القادم سنسرد بكل أسف توابع زلزال “التمكين والتمكن” والتي أثرت في أدائنا السياحي و الصعود الي الهاوية.