سوف تصبح الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، أول شركة طيران في المنطقة تقوم بتشغيل رحلة خالية من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة على متن الطائرة، في إطار جهودها لتعزيز الوعي بالآثار المترتبة على التلوث البلاستيكي. وستغادر الرحلة رقم EY484 من أبوظبي في 21 أبريل لتصل إلى بريزبن في أستراليا في 22 أبريل بالتزامن مع احتفالات “يوم الأرض”.
وبهذه المناسبة، قال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دائرة النقل في أبوظبي: “إن منظومة النقل المستدام والفعال تمثل ركيزة محورية في رؤية دولة الإمارات، ومن ثمَّ نشيد بهذه المبادرة من الاتحاد للطيران التي تمهد الطريق نحو تحقيق الاستدامة وتعزيز الكفاءة والفاعلية في قطاع النقل الجوي. كما يؤكد استثمار الاتحاد للطيران في أنواع الوقود البديل المستدام والتركيز على مجابهة التحديات البيئية المتجددة، مثل التلوث بالمواد البلاستيكية، على التزام الناقلة الوطنية برؤية أبوظبي لترسيخ نظام نقل مستدام”.
وتأتي هذه الرحلة الهامة في إطار التزام الاتحاد للطيران المستمر إزاء البيئة، وتهدف إلى المضي قدما لما هو أبعد من الاحتفالات بيوم الأرض، مع التعهد بتقليل استهلاك المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة بنسبة 80 في المائة على امتداد كافة أعمال الاتحاد للطيران، وليس فقط على متن الرحلات، بحلول نهاية عام 2022.
بهذا الصدد، أفاد سعادة محمد مبارك فاضل المزروعي، رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتحاد للطيران، بالقول: “تمثل هذه الخطوة امتداداً للجهود البيئية الرائدة لمجموعة الاتحاد للطيران. ويأتي استهلالنا لعام 2019 برحلة تم تشغيلها بالوقود الحيوي المستدام الذي تم إنتاجه محلياً في دولة الإمارات ثم إطلاقنا لهذه الرحلة الخالية من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة بمثابة شهادة دامغة على التزامنا بقيادة جهود التغيير الفعال نحو الاستدامة”.
وفي العام الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداءً من أجل العمل العالمي لمكافحة التلوث بالمواد البلاستيكية، مشيرة إلى أن هناك ما يصل إلى 400 مليون طن من المواد البلاستيكية يتم إنتاجها كل عام وأن 63 في المائة من تلك المواد معدة للاستخدام لمرة واحدة. وبدأت العديد من الحكومات حول العالم في حظر المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، وهي مبادرة تناصرها “هيئة البيئة-أبوظبي” وتعمل على تحقيقها.
وتعليقاً على المبادرة، قال توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران: “تتزايد المخاوف على الصعيد العالمي بشأن الإفراط في استخدام المواد البلاستيكية والتي يمكن أن تستغرق آلاف السنوات حتى تتحلل. وقد أظهرت أبحاثنا أن بإمكاننا إزالة ما يصل إلى 27 مليون غطاء بلاستيكي من تلك المستخدمة لمرة واحدة من خدماتنا على متن الرحلات كل عام، وبصفتنا شركة طيران رائدة، يقع على عاتقنا القيام بإجراء بهذا الصدد، وتحدي وتغيير المعايير في قطاع الطيران والعمل مع الموردين الذين يوفرون البدائل الأقل تأثيراً على البيئة”.
جدير بالذكر أن شركة “باز” (Buzz)، المورد الحالي لمنتجات مستلزمات السفر للاتحاد للطيران، قد وفرت دعماً كبيراً لهذا المشروع الرائد وتعاونت مع الشركة لتوفير مستحضرات وألعاب للأطفال صديقة للبيئة، وبطانيات مصنوعة من الخيوط الصديقة للبيئة الحائزة على الجوائز. وقد حققت “باز” الريادة في هذا المجال عبر تصنيع البطانيات من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها.
وخلال مرحلة التحضير للرحلة، كان إيجاد البدائل المستدامة سهلاً في بعض الحالات حيث عملت الاتحاد للطيران مع مورديها لضمان عدم تغليف المنتجات بالمواد البلاستيكية أحادية الاستخدام. وفي حالات أخرى تطلب الأمر البحث عن منتجات أكثر ابتكاراً مثل أكواب “كاب في” (Cupffee)، وهي أكواب لشرب القهوة صالحة للأكل حيث تم صنعها بالكامل من منتجات الحبوب الطبيعية.
وحددت الاتحاد للطيران ما يزيد عن 95 منتجاً من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في مختلف مقصوراتها، وتم استبدال معظمها وإحلال بدائل صديقة للبيئة محلها بما في ذلك الأكواب وأدوات المائدة والأطباق وحقائب سماعات الرأس ومغلفات عربات نقل الأطعمة والمشروبات، ومعاجين الأسنان. وبعد إزالة تلك المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام من الرحلة، استطاعت الاتحاد للطيران منع ما يزيد عن 50 كيلوجرام من المواد البلاستيكية من أن ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات. ولم يتم تحميل أي من تلك المنتجات على متن الطائرة حيثما كان من الممكن الحصول على بدائل صديقة للبيئة خلال عمليات التحضير.
كما أثمرت عمليات التخطيط لرحلة “يوم الأرض” عن التزام الاتحاد للطيران كذلك بإزالة ما يصل إلى 20 في المائة من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام على متن طائراتها بحلول الأول من يونيو 2019. وبنهاية العام الحالي، سوف تكون الاتحاد للطيران قد نجحت في إزالة 100 طن من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة من خدماتها على متن الرحلات.
وعن ذلك قال السيد دوغلاس: “نقطع هذا العهد على أنفسنا من أجل البيئة ومن أجل المجتمع بنطاقه الأوسع كذلك. على أن الفضل في تسهيل حدوث هذا التغيير الإيجابي يعود بصورة كبيرة إلى ضيوفنا وموظفينا، حيث جذبوا انتباهنا إلى التأثير الذي تخلفه المواد البلاستيكية في قطاع الطيران على مكبات النفايات والمسارات المائية وعلى المحيطات، والتلوث الذي تحدثه في التربة وفي المياه”.
تجدر الإشارة إلى أن فريق إدارة عمليات ساحة الطائرات بالاتحاد للطيران، القائم في مطار أبوظبي الدولي، قد أطلق مبادرة لخفض استهلاك 1.6 مليون عبوة مياه بلاستيكية في العام. فخلال أشهر الصيف، يتم توزيع ما يزيد عن 13,000 عبوة مياه بلاستيكية يومياً، ومن ثم قامت الاتحاد للطيران بتركيب موزعات للمياه سعة 19 لتراً حتى الشهر الماضي على امتداد كافة مرافق الاستراحات المخصصة للموظفين، الأمر الذي أثمر عن خفض استهلاك المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، فضلاً عن توفير ما يصل إلى 800,000 درهم سنوياً للشركة.
وفي إطار جهود الاتحاد للطيران إزاء الاستدامة، سوف تتعاون الشركة كذلك مع هيئة البيئة-أبوظبي في مبادرات الهيئة لتنظيف البيئة البحرية، إضافة إلى عددٍ من المبادرات الأخرى، من أجل العمل سوياً على ضمان الاستدامة البيئية.