يوم أمس يوم لاينسي استرجعت فيه ذكريات قديمه مع الفنان بلاثيدو دومنجو مغنى الاوبرا الأول علي المستوى الدولى ، وكان اللقاء نتيجة لدعوة تلقيتها من صديقي دكتور اجناثيو رئيس هيئة التراث الحضارى الدولية وذلك لحضور تكريم تلك الهيئة العالمية للفنان الاسبانى بلاثيدو دومينجو وترددت في الذهاب لوهلة كيف أحضر مناسبة كتلك حيث توقعت لاهميتها حضور المئات وسبب التردد شأنى كشأن آخرين خوفا من الزحام في ظل الوباء الذى يهدد العالم حاليا ومنذ عام ونصف العام .
ولكننى ذهبت فوجدت الحضور لايتعدى الثلاثون فردا في قاعة تسمى قاعة الملكة بالمسرح الملكى بوسط مدريد بميدان الشرق بمواجهة القصر الملكى والقاعة ملحقة بالقاعة الكبري حيت سيتم عرض كونشيرتو له سيحضره المئات اما حفل التكريم فكان الدعوة لثلاثون فردا ،تسع وعشرون شخصية هامة وأنا الذى لا اتمتع باي منصب او اهمية في عالم الاوبرا بل اننى لو غنيت لأمطرت السماء كما يقول المثل الأسبانى .
ومع ذلك حين تقدمت لتحية الفنان الذى تم تكريمه هلل فرحا ليس لاهميتى ولكن لاننى كنت المصري الوحيد ، وبدأ الحوار بتقديمى هدية له بردية رسم عليها القناع الذهبى ل توت عنخ أمون كنوع من تكريم مصري له علي هامش التكريم الاسبانى الدولي واعجبته جدا وتبادلنا الحديث حول توت عنخ أمون علي مسمع ومرأي من كاميرات التلفزيونات والصحف مما اعتبر دعاية للثقافة المصرية
ودار بيننا الحوار التالي:
- بلاثيدو : انا عندى بردية اعتز بها مهداة لي من شخصية مصرية ولاحظت انه لايتذكر لقاؤنا من ربع قرن حين اهديته بردية من متر ونصف طولا في متر ونصف عرضا غير انى خجلت ان اخطره انى صاحب هذا الاهداء بلوس انجلوس في حفل أخر ب بفرلي هيلز حيث ايضا حضرت ممثلا عن مصر
- حمدى: هل تعلم ان توت عنخ امون كان يحضر عروض مسرحية وربما عرف قدماء المصريين الاوبرا لانهم عرفوا المسرح بدليل نقوش معبد ادفو حيث مسرحية الصراع بين الخير والشر ،حورس وعمه ست
- بلاثيدو: الفراعنه اخترعوا كل شئ وافصح لي عن اعتزازه بيوم ان غنى اوبرا عايدة الاقصر وابو الهول ،قال منذ اعوام ،
- حمدى : كان ذلك في 1987 وكنت بالاقصر واذكر ان حضرت الملكة صوفيا ملكة اسبانيا واذكر انها لكثرة اعجابها بتلك الاوبرا ان انهمرت دموعها
- بلاثيدو : ممكن تعطينى الكارت بتاعك
- حمدى : هو ذا غير اننى لم أشأ أن أحذو حذوه فالمشاهير غالبا لايحملون كارت بيزنيس
والصورة المرفقة ألتقطها لنا صديقي انريكى نقيب هيئة الصحفيين والكتاب السياحيين الاسبان التى اشرف بعضويتها كالأجنبى الوحيد.
ثم انصرفت وزوجتى دون ان ناخذ صورة تذكارية مع الفنان بلاثيدو نظرا لطابور المعجبين ، ويشاء القدر بعد حوالي خمسة عشر دقيقة بينما كنت ارد علي مكالمة علي المحمول بميدان الشرق خارج المسرح فاذا بشخص يربت علي كتفي ليقول لي بالعربية مع السلامة فاذا به بلاثيدو دومنجو كان متجها ليستقل تاكسي دون موكب ولا حرس ولا حماية كان هو وزوجته فقط وعاودنا الحوار من جديد قبل ان يستقل التاكسي وقبل ان ناخذ زوجتى وانا صورة تذكارية معهما بالشارع بعيدا عن طابور المعجبين والمقصود هنا المعجبون به هو بالطبع
ودعونى أن أرجع بعجلة الزمان لعام 1994
لجنة الامتحان الشفهى لاختيار ملحقين ومستشاين سباحيين بمركز المؤتمرات بالقاهرة بمدينة نصر وذلك من عدة قيادات سياحية برئاسة الوزير الجديد د.ممدوح البلتاجى وكنا ندخل خمسة خمسة من عدة لغات وكنت قد وصلت للتصفية كممتحن اللغة الاسبانية كنا حوالي خمسة من اجمالي حوالي المائة وطرح علينا سؤالا طرحه الدكتور صلاح عبد الوهاب ، اوبرا عايدة بعد شهور مارايكم في شكل الاعلان المطلوب عمله هل ابيض واسود او بالالوان وهل نصف صفحة ام صفحة كاملة
وكان دوري في الاجابة الاخير وكان ردى مختلفا ولكنه قد يغضب الوزير :
ليس العبرة هنا بشكل الإعلان فانتم قد تنفقون الملايين دون جدوي اذا كان مغنى الاوبرا تينور درجة تانية اما اذا كان البطل هو بلاثيدو دومنجو فانك سوف تحصل علي عشرات الصفحات والغلاف عن مصر تلقائيا وبالمجان كما ستحصل علي مساحة بالتلفزيون لدقائق بالمجان بدلا من ثوان بالملايين مدفوعة وكان البلتاجى قليل التدخل كان ينصت ويراقب وهنا اشعل سيجارة وتوجه لي قائلا تجيب لي بلاثيدو دومنجو السنة دى واسفرك (يقصد أعينك) وطبعا هو كان يعلم صعوبة ذلك ،
ورديت عليه: بلاثيدو دومنجو لايمكن التعاقد معه لمناسبة بعد ثلاثة اشهر كما اننى قرأت بصحيفة الباييس الاسبانية انه محجوز لعامين وعموما دعنى اعمل اتصالاتى ساعرض عليه احياء حفل لاوبرا عايدة بعد عامين سواء سفرتني او لم تسفرني ساقوم بالمهمة دى ،وايضا اقترح بالنسبة لاوبرا عايدة هذا العام اقترح دعوة ملكة اسبانيا وملكة السويد لحضورها ، فسالنى د.عبد الوهاب ولماذا ملكة اسبانيا وملك السويد لماذا لاتختار شخصيات لها علاقة بمصر ؟!.
اجبت ملكة اسبانيا تفخر دائما بانها درست وعاشت طفولتها بالاسكندرية حين لجأت مع والديها ملكا اليونان عندما فروا من اليونان ولجأوا للاسكندرية في الاربعينيات ، وعلي الفور قال البلتاجى تلك معلومة لا نعرفها وهي مهمة ووجه بتوجيه الدعوة للملكة صوفيا اما ملكة السويد لانها عاشقة ودارسة لعلم المصريات
وحين عينت مستشار سياحيا بلوس انجلوس وكما اسلفت والتقيت بالفنان الاسبانى بلثيدو دومنجو الذى يعيش بلوس انجلوس بعد ان قدمت له البردية الكبيرة التى اشرت لها عاليه وطلبت منه ان نشرف بعودته ليحيى عايدة بالأقصر ورحب مبدئيا بذلك
وفكرت اخطر د.البتاجى بالخبر السعيد وتنفيذ وعدي منذ عام قبيل تعيينى , غير ان احد الزملاء بالسفارة نصحنى بالتكتم حتى اتاكد من التفاصيل ،
فكتبت رسالة بالفاكس للوزير مفادها (وافق بلاثيدو دومنجو علي الزواج من عايدة يرجى اتخاذ اللازم)
فرد علي بالفاكس (هو الفرح امتى؟)
واخيرا وبالامس وبعد ربع قرن عاودت الحديث مع بلاثيدو عن اخبار حفلاته في مصر مستقبلا وصرح لي بعدة انشطة له سيقوم بها في مصر ولكن ليس الوقت مناسبا الأن لاذكرها حيث سيقوم بذلك في حينه الدكتور زاهى حواس و الدكتور خالد العنانى
هناك العديد من الذكريات مع هذا الفنان سوف اتركها لمرة لاحقة حيث اخطرت انه قد ادرك شهرذاد الصباح
كاتب المقال
حمدى محمود زكى
المستشار السياحى المصرى بالولايات
المتحدة واسبانيا والبرتغال الأسبق
عضو إتحاد الكتاب الاسبانيين