بقلم : مروة الغرباوى
يوميٱ وانا اتابع وأطالع صفحات التواصل الإجتماعي أرى الكثير من الصفحات تنشر كوميكس عن الإكتئاب و القنوط وأن هذه الأيام صعبة ولا أحد يتحمل مرورها البطئ الممل والكل يقوم بمشاركتها وبث روح التشاؤم و الحزن و ساهم فى زيادة هذه الظاهرة وجود وباء كورونا الخفى الذى لايعلم عنه إلا الله و عن سبب وجوده غير أنه مأمور بقبض بعض الأرواح وإنتقالها إلى ربها ولا نعلم متى سينتهى هذا وعلينا جميعا التعامل معه حتى يأذن الله له بالزوال ومع هذا وإلى الآن لايتعظ أحد إلا من رحم ربي نرى قاطع الرحم و آكل الربا وآكل ميراث وحقوق اخواته البنات و عاق لوالديه والمستكبر والكثير ممن لا يشكرون الله على ما آتاهم من فضله ونعمه ومع وجود كل هذه الإنتقادات وهذا الحال المعوج لبعض الناس وبعدهم عن الله كان اليأس من التغير يتملكنى كثيرا . …إلا منذ أيام قليلة تواصل معى أحد الأصدقاء يحكى لى أنه عند تحقيقه مع شخص ما جاءه ذهول مما حكى هذا الشخص له وكان على ان أسمع منه شخصيا وبالفعل قمت بأخذ الرقم وقمت بالتواصل معه وسماع قصته التى تحكى الكثير والكثير عن الرضا والصبر وحسن الظن بالله وهذا الشاب يضرب المثل في قول النبي صل اللهعليه وسلم في الحديث القدسي أنا عند حسن ظن عبدي بي. قال .انا شاب ابلغ من العمر ٢٥ عاما فى يوما تألمت فيه كثيرا وذهبت إلى الطبيب و كالعادة الطبيب يطلب بعض الفحوصات للإطمئنان على حالتي الصحية ومع إجراء أكثر من تحليل و أشعات اكتشف الطبيب أنى مريض بالسرطان وكان معى فى هذا اليوم زوج اختى الذى بكى شديدا عندما سمع بهذا الخبر . وأنا لم أتخيل ما يدور حولى ولماذا إلا أن هذا التفكير لم يأخذ منى بضع دقائق و يلهمنى الله الصبر وحسن الظن به وأنى أقوى بالله من هذا المرض .وبدأت المرحلة الصعبة التى لا يعلم بها إلا الله و مرضي السرطان خاصة و أولى الخطوات هذه المرحلة العلاجية قص شعر الرأس تماما وهذا حفاظا على حالتى النفسية نعم لأن مع أول جرعة كيماوي سيقع شعرى كتلة واحده ووقتها عندما أراه تتأثر حالتى النفسية . والمرحلة الثانية وقوع بعض من جلد جسدى وكان هذا مؤلم بشكل لا يوصف ومع هذا لم ينفذ صبري أبداً و ظنى بالله يزداد و مع هذا كنت أرى بعيون من حولى الخوف و الحسرة والوجع على ما أنا به إلا أننى مازلت متمسك بالحياة والتعامل مع المرض بأنه هو الضعيف ليس أنا ويوما بعد يوم أواجه معاناة جديدةونظرات كل من حولى تزداد خوفا . و مرت الأيام الصعاب و تأقلمت مع المرض والتزمت بالعلاج الكيماوي وغيره فبدأ شعرى ينبت مرة اخرى و جسدى يرجع شيئا فشيئا لحالته السليمه . وبدأ حلم الزواج يرآودنى مثل أى شاب فى العشرينات من عمره وحلم تكوين الأسرة لا يذهب من عقلى فتوكلت على الله وقررت أن أخوض هذه التجربه والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين.و قبل أن أخذ القرار مثل أى إنسان طبيعي في عمري يجب مراجعة الطبيب الخاص بي .وبالفعل إستشرت الطبيب الذي نصحني بعدم الزواج حتي انتهي من فترة العلاج التي لا يعلمها احد إلا الله لأن أيام مريض السرطان صعبة وبعضها معدودة إلا أن يشاء الله . فرجعت إلى الله وقررت تنفيذ قراري و كأن شيئا لم يكن بدأت فى إجراءات الزواج وبالفعل رزقنى الله زوجه صالحةولم تعلم شيئا عن مرضي ومع مرور الوقت إشتقت أن أكون أبا حتى ولو ليوم واحد . ورجعت للطبيب مرة أخرى قام بتحذيرى وقال لى الاطفال لم يكونوا أصحاء من الكيماوى .رجعت المنزل وسلمت امرى الى الله وأنا لم أكن أنانيا بل كنت أحلم أحلاما رأيت انها من حقي كأي شاب غي عمري وأراد الله وحملت زوجتى وبدأ خوفى يزداد يوما بعد يوم وجاءت اللحظة المنتظرة فرزقنى الله توأمان بنتين وكل هدفى أثناء حملهم أن اخذ منهم عينه فحص للأطمئنأن على حالتهم الصحية بأي حيلة وتم فحصهم بالفعل وكالعادة لا يخيب ظنى بالله أبداً حفظهم الله ورعاهم وكل هذا زوجتى لا تعلم شيئا إلا فى يوما وقد إستلمت فيه جرعه علاجي وحفظتها بالثلاجة وذهبت إلى موعد هام كان عندي ورأتهم زوجتى وشكت بى فكان على أن أحكى لها كل شئ و أخيرها فى الاستمرار أو الانتهاء من علاقتنا إلا أنها وكعادتها بكت وقالت لن أتخلى عنك أبداً وذهبت معى مرات ومرات إلى المعهد القومى للسرطان وكانت دائما بجانبى ومع هذا إستمرت الحياة بحفظ الله ورعايته و أتمها الله برزق جديد و هو أن تنجب زوجتى طفل آخر يكون سند لى ولأخواته البنات ورزقنى الله من خيره كثيرا وكثيرا و مر الوقت أعوام كثيرة لن أنتظر الموت فيهم ابدا ولا أخاف منه بل أسعى دائماً لعدم فقدان ثقتى بالله . وآخر كلامى قال منذ سنوات عديدة بكى زوج أختى على ومنذ سنوات قليلة توفى زوج اختى رحمه الله واسكنه الجنان. رسالتى الى السليم قبل المريض ولكل مبتلي فى جسده أو ماله أو أولاده الصبر وحسن الظن بالله والصدقات وحسن المعامله مع الله فى كل شئ والدعاء باليقين .هم سبب ما وصلت إليه الآن أن أعيش بهذا المرض ولا أحسب له وقتا وميعاد وأتمنى أن يرزقني الله برؤية أولادى يرتدين أثواب افراحهم وأسعد معهم وأكن بجانبهم . وفى نهاية هذا الحوار الذى أسعدنى كثيرا ودفعنى الى الأمام وزاد بداخلى حسن ظنى بالله والقرب منه ارجوا منكم أيضا أن تشكروا الله فى السراء والضراء .ولا أحد ينظر إلى حياة الآخر ولا نحكم بالمظاهر الله أعلم بما يخفى هؤلاء قال تعالى .بسم الله الرحمن الرحيم لئن شكرتم لازيدنكم.صدق الله العظيم وقال صل الله عليه وسلم لإن صبرتم أجرتم وأمر الله نافذ وإن جزعتم أوزرتم وأمر الله نافذ صدق رسول الله.