فى البداية اعتقدت انها حكاية قبل النوم للتسلية كالحكايات التى نحكيها لأطفالنا لتساعدهم على النوم ، ولكننى عندما حضرت المؤتمر الطبى وجدتها حكاية من نوع آخر مهم جدا هى حكاية “الكوليسترول” القاتل الصامت الذى يصيب الكثيرين دون علمهم حيث لايرسل لهم جرس إنذار مثل بعض الأمراض الأخرى وبالتالى يشكل خطورة كبيرة على حياتهم أن لم تعالج تؤدى إلى تصلب الشرايين اى ترسبات فى جدران الشرايين المغذية للقلب مما يؤدي إلى غلق الشريان وحدوث جلطة .
هذه هى نتيجة ارتفاع مستويات الكوليسترول بالدم خاصة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL-C) والمعروف باسم الكوليسترول الضار الذى يؤدي إلى تصلب شرايين القلب التى تعتبر السبب الرئيسى ل ٤٦% من إجمالي حالات الوفاة طبقا لأرقام منظمة الصحة العالمية.
ويقول د. محمد أسامة عميد معهد القلب القومى بالقاهرة : أن أمراض تصلب شرايين القلب تضع المزيد من الاعباء على كاهل منظومة الرعاية الصحية لأن الأثار السلبية طويلة الأجل لهذه الأمراض تهدد حياة المرضى واسرهم وتؤثر على المجتمع بصورة أوسع وقد تؤدى لحدوث حالات الوفاة المبكرة فى أغلب الأحيان.
وفى عام ٢٠١٩ قامت الجمعية الأوربية لأمراض القلب والجمعية الأوربية لأمراض تصلب الشرايين بتحديث أهدافها المتعلقة بمستوى LDL-C فى الدم مع التركيز على ثلاث استراتيجيات رئيسية هى :
أهمية البداية المبكرة والعلاج المكثف واستخدام علاج مركب (أكثر من عقار) وقد تم وضع أهداف مختلفة لكل فئة من الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بتصلب الشرايين بحيث يكون الهدف الخاص بالمرضى الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض أقل من ٥٥ ميللجرام / ديسيلتر من الكوليسترول الضار فى الدم .
وفى هذا الصدق أوضح د. أشرف رضا استاذ القلب بجامعة المنوفية ورئيس الجمعية المصرية لتصلب شرايين القلب إننا مازلنا بعيدين عن أهداف مستوى الكوليسترول الضار فى الدم حيث أن ١٠.٧% فقط من المرضى الأكثر عرضة للإصابة بأمراض تصلب شرايين القلب تمكنوا من الوصول لهذا الهدف .
ويضيف د.محمد صبحى استاذ أمراض القلب بطب الإسكندرية ورئيس المؤسسة العلمية لأبحاث وتعليم ومكافحة أمراض القلب والشرايين والمحافظ الاقليمى للجمعية الأمريكية للقلب فى الشرق الأوسط وأفريقيا أن العقاقير الجديدة التى يتم تناولها لمرات أقل يمكنها المحافظة على مستويات الكوليسترول الضار تحت السيطرة وتتيح الالتزام المثالي او القريب من المثالي للوصول لهذا الهدف .
وتوضح د. جيهان رمضان مدير القطاع الطبى فى شركة نوفارتس فارما مصر أن “حكاية قبل النوم ” حملة تهدف لرفع الوعى بالمخاطر الكبيرة لارتفاع مستوى الكوليسترول الضار فى الدم وتشجيع المواطنين على إجراء اختبارات الكشف عن مستوى الكوليسترول لتقليل معدلات الإصابة بأمراض شرايين القلب والوصول لهدف ال٥٥ لمستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة لتحسين نتائج العلاج وضمان مستوى افضل لجودة حياة المريض .
ويضيف د. هشام صلاح استاذ أمراض القلب بجامعة القاهرة ورئيس شعبة الكوليسترول وتصلب الشرايين بالجمعية المصرية لأمراض القلب أن هناك ارتباطا وثيقا بين ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار فى الدم وأمراض القلب المختلفة وكلما تم خفض مستوى هذا الكوليسترول بمعدل ٤٠ ميللجرام / ديسيلتر أدى ذلك إلى تراجع معدلات الإصابة بأمراض القلب بنسبة ٢٢%.
وعندما تساءلنا :
ليه قبل النوم؟
قالوا : أن تصلب الشرايين والازمة القلبية تحدث خلال النوم لذا لابد من تحذير وتنبيه المرضى للحفاظ على معدل كوليسترول أقل من ٥٥ ميللجرام .
والطريف أن الأطباء قالوا إنه لايوجد كوليسترول ضار وآخر نافع كما نعتقد لأن الكوليسترول خلقه الله لتنظيم هرمونات الجسم ولكن هناك حبيبات تسير فى الدم تحمل الكوليسترول وهى اما ضارة او نافعة .
وبالتالى لابد من تقليل السكريات والنشويات حتى لاتتحول إلى كوليسترول مع الإكثار من الخضروات والفواكه وتقليل الدهون المصنعة ولابد من ممارسة الرياضة والتغذية السليمة واتباع نمط الحياة الصحى حتى يتحقق الحلم الذى تنتظره البشرية فى ابتكار دواء يؤخذ مرة واحدة او مرتين فى السنة لعلاج هذا الكوليسترول الضار .
شكرا للجمعية المصرية لتصلب شرايين القلب والجمعية المصرية لأمراض القلب والمؤسسة العلمية لابحاث وتعليم ومكافحة أمراض القلب والشرايين وشركة نوفارتس فارما مصر على هذا المؤتمر الطبى الهام للتوعية بمخاطر ارتفاع مستويات كوليسترول الدم من خلال ” حكاية قبل النوم عشان مش كل مرة فيه فرصة تانية .. اوصل ل ٥٥ “.