كما نعلم أن هذه النسخة من معرض الفيتور الـ 41 ، هى نسخة استثنائية فى غير الموعد الطبيعى وهو يناير من كل عام واستثنائيتها تميز هذه النسخة من حيث قلة عدد المشاركين وقلة الزائرين وبالتالى عدد الأجنحة التى شغلها المعرض والتباعد الفعلى بين جناح عارض و آخر وأسباب الإقبال المحدود واضحة ومن أهمها الظروف الصحية فى مختلف البلاد وكذلك عدم ثقة كثير من الشركات فى أنه سيعقد فى النهاية، فضلاً عن الإجراءات الاحترازية فى الدخول لأسبانيا والخروج من بلاد أمريكا اللاتينية وأسباب أخرى كثيرة،كانت وراء قلة العارضين والمشاركين
وبورصة مدريد (FITUR) كما يطلق عليها – معرض سنوي دولي – تُعد ثالث أهم تجمع سياحي عالمي بعد بورصة برلين ITB وبورصة لندن WTM وأكبر معرض سياحي لكافة الدول الناطقة بالإسبانية في شبه جزيرة أيبريا ودول أمريكا اللاتينية، حيث يزوره أكثر من 250 ألف فرد سنوياً من شتى أنحاء العالم، وتُعد بمثابة قاعدة تجمع بين العديد من القائمين على صناعة السياحة والطيران والمستثمرين ورجال الأعمال وخبراء المجال من مختلف دول العالم.
أما من حيث الأهمية فأرى أنه أول ظهور دولى للمعارض السياحية وأعتقد أنه يبشر ببداية استكمال مسيرة الحركة السياحية وظهور بوادر الأمل فى بداية عودة السياحة من جديد لقروب استكمال الشروط الصحية فى الأسواق السياحية الأوروبية نظرا لقرب استكمال تطعيم النسب المتعارف عليها من السكان والتى يكتسب معها البلد الذى إن تحققت به يتحق معه مناعة القطيع ، كما أن ، المشاركة المصرية فى هذا المعرض يعمل على تعزيز المكانة المصرية في الأسواق الإسبانية والأوروبية، ويفتح آفاقاً جديدة لتعزيز المنتج السياحي المصري.
ولقد كانت المشاركة الرسمية لمصر سواء من خلال جناح متميز ورائع تم تصميمه على شكل مستوحاة من صرح معبدفرعوني يبلغ مساحته 200 م2 بمشاركة (10) عارضين يمثلون (8) شركات سياحية وفندقين، بالإضافة إلى شركة مصر للطيران، وتواجد الجناح المصري بموقع بارز على المدخل الرئيسي للصالة المخصصة لدول الشرق الأوسط الملحقة بصالة أوروبا، وتصميم مساحاته بشكل مختلف عن كل عام لمراعاة المسافات الآمنة بين العارضين والزائرين، وضمه لشاشات عرض ضخمة على الجوانب الخارجية تُعرض الأفلام والمواد الترويجية عن المقاصد السياحية المصرية.
بالإضافة إلى شاشات عرض ثابتة لإبراز الاجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية التي يتم تطبيقها في المطارات والمنشآت السياحية والفندقية والمواقع الأثرية والمتاحف، إضافة إلى عرض عدد من اللقطات المصورة ضمن الحملة الترويجية التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار على المنصات الدعائية عن حدث موكب المومياوات الملكية ومشروع المتحف المصري الكبير المنتظر افتتاحه، كلها تصب فى النهاية لصالح السياحة المصرية فى هذا السوق الهام .
كما أن مشاركة وفد مصرى رسمى رفيع المستوى برئاسة المهندس أحمد يوسف ، رئيس الجهاز التنفيذى لهيئة تنشيط السياحة ، وحضور السفير عمر سليم سفير مصر في مدريد، وتواجد ماجد أبوسديره رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة، وعدد من أعضاء السفارة المصرية خلال فترة المعرض ،كان له دلالات هامة لدى الأسبانيين بأهمية السوق الاسبانى لدى مصر، وبالغ الأثر في الترويج للمقصد السياحي المصري هناك
وخلال فعاليات المعرض، أطلقت المنظمات السياحية الدولية عدة مبادرات تشجيعية وورش عمل تهدف إلى جعل القطاع السياحي منصة فاعلة في مجال خلق فرص العمل وتبادل الخبرات، والعمل المشترك لمواجهة التحديات الحالية والتي تعرض ممارسات وأهداف التنمية المستدامة والابتكار والاستثمارات السياحية لتطوير أنماط واتجاهات سياحية جديدة، بجانب تطوير شراكات استراتيجية فعالة.
إلى جانب طرح عدة منتديات لتقييم اتجاهات السفر والسياحة المحتملة بعد أزمة كورونا وكذلك تعزيز الأساليب الترويجية للسياحة، واستكشاف الإمكانات التكنولوجية الحالية التي تخدم مجالات جديدة للوجهات السياحية.
ما يتبقى هو أن تكتمل معه المقاصد السياحية وفى هذه الحالة نقصد مصر نفس الشروط الصحية والتى ما زالت بعيدة جدا ويمكن أن تكون كمرحلية مثل اكتمال تطعيم جميع العاملين فى القطاع السياحى، ثم تكثيف تطعيم مواطنى المدن السياحية كى يكون لدينا أدوات تسويقية ويا حبذا لو شاركت الدولة فى جعل تكلفة الـ “بى سى آر PCR “30 دولاراً عند المغادرة كى لاتستطيع أى دولة أن تدعى علينا بأن سياحها قد جلبوا لها الفيروس من مصر.
أما من حيث النتائج بالنسبة لنا فى مصر، فإنى أعتقد أنها ستكون مشجعة نظرا للأسباب العامة التى ذكرتها سابقا، وخاصة إذا تم الأخذ بما طرحنا من مقترحات بخصوص تقليل سعر اختبار الكوفيد قبل المغادرة.
وإن شاء الله تعالى سيتم إطلاق حملة دعائية كبيرة تبدأ فى منتصف شهر يونيو لمدة شهر ، تساعد فى احياء رغبة المسافرين إلى مصر وسيكون ذلك مصحوبا بما تم الاتفاق عليه من طيران عارض اتفق عليه قبل وأثناء الفيتور للقيام برحلتين أسبوعتين أيام السبت والإثنين من مدريد إلى الاقصر، وجارى المفاوضة على طائرة ثالثة يوم السبت أيضا.