بعد أن دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلى سنة 359 هـ/ 969 م وقضوا على الدولة الإخشيدية فكر جوهر فى بناء عاصمة للخليفة الفاطمى المعز لدين الله الذى كان لا يزال يقيم فى بلاد المغرب وذلك تمهيداً لانتقاله إلى مصر. وبعد الانتهاء من بناء المدينة سماها جوهر باسم المنصورية نسبة إلى الخليفة المنصور الفاطمي والد الخليفة المعز لدين الله وظلت تعرف بهذا الاسم حتى قدم الخليفة المعز إلى مصر فغير اسمها وجعلها القاهرة المعزية ويرجع السبب في اختيار المعز لهذا الاسم تفاؤلاً منه بأن عاصمته الجديدة ستكون قاهرة العواصم والمدن السابقة لها جميعاً وهو اسم يدل على القوة والمجد وهناك رأى آخر يقول أن سبب التسمية يعود إلى أن بناءها بدأ فيه عند طلوع كوكب القاهر فسميت القاهرة.
ومدينة القاهرة كانت مثل أى مدينة فى العصور الوسطي لها سور خارجى وأربع جهات ويتم الدخول إليها من عدة أبواب بعضها اندثر ولم يعد قائماً مثل باب القوس ، البرقية ، المحروق ، سعادة ، القنطرة ، الفرج ، الخوخة.
ولكن لحسن الحظ فإن أبواب القاهرة لم تندثر جميعها ومازال بعضها قائماً حتى الآن مثل باب الفتوح ، وهذه الأبواب الثلاثة تكون قطعة من أعظم التحصينات الحربية فى الإسلام ولا يوجد لهذه الأبواب حالياً مثيل على الإطلاق.
وبالنسبة لباب الفتوح فسمى كذلك لأنه كما ذكرت المصادر التاريخية كان يستخدم فى خروج الجيوش التى تجهزها الدولة لتأديب الخارجين عليها أو لتأمين حدودها الخارجية أو بعمل فتوحات أخرى تضم إلى مساحة الدولة. أما باب زويلة نسبة إلى قبيلة زويلة من قبائل البربر التى جاءت مع جيش جوهر الصقلى من الغرب.
أما باب النصر فقد سمى كذلك لأنه كان فى غالب الأمر يتم منه دخول الجيوش المسلمة التى خرجت من مصر وعادت منتصرة.
وقد أطلق العامة أيضاً على باب زويلة اسم بوابة المتولى وذلك لأنه كان يجلس أمامها متولى الحسبة وهو يمثل حالياً جهاز الجمارك أو الضرائب حيث كان يأخذ رسوما أو ضرائب على البضائع الداخلة أو الخارجة من البلاد.
والجدير بالذكر أن كلا من باب الفتوح ، النصر ، زويلة من أعمال الأمير بدر الجمالى وزير الخليفة الفاطمى المستنصر بالله ما بين سنة 480 – 484 هـ/ 1087م – 1091م.