أثــــر النبي ..هو اسم قرية صغيرة كانت تتبع محافظة الجيزة وهى على الشاطئ الشرقى للنيل ولكنها أصبحت الآن إحدى مناطق حى مصر القديمة بالقاهرة. وهناك تساؤل لماذا سميت هذه المنطقة بهذا الاسم؟ فى الإجابة عن ذلك قصة جميلة كالآتى :-
سميت هذه المنطقة بهذا الاسم لأن فيها رباطاً – أى بناء يسمى رباط الآثار وذلك لأن فيه – كما يقول المقريزى – قطعة خشب وحديد يقال أن ذلك من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراها رجل يدعى الصاحب تاج الدين محمد بمبلغ ستين ألف درهم فضة من بنى إبراهيم أهل ينبع وذكروا أنها لم تزل عندهم موروثة من واحد إلى آخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها إلى هذا الرباط وهى به إلى اليوم يتبرك الناس بها ويعتقدون النفع بها.
ويضيف المقريزى وأدركنا لهذا الرباط بهجة وللناس فيه اجتماعات ولسكانه عدة منافع ممن يتردد إليه أيام كان ماء النيل تحته دائماً فلما انحسر الماء من تجاهه وحدثت المحن من سنة 806 هـ/ 1403م قل تردد الناس إليه ولكن عندما تولى الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون سنة 764 هـ/ 1362م قرر فيه درسا للفقهاء الشافعية وجعل له مدرسا وعنده عدة من الطلبة ولهم مرتب فى كل شهر من وقف وقفه عليهم. ولهذا السبب سميت المنطقة باسم أثر النبى والتى يسميها العامة أتر النبى بالتاء بدل الثاء. أما عن رباط الآثار هذا فإن المصريين كانوا حريصين أشد الحرص عليه وبلغ ذلك الحرص أن جعلوا من بين وظائف الدولة الهامة وظيفة شيخ الآثار النبوية. وبالنسبة لهذه الآثار أو المخلفات النبوية فقد اختلف المؤرخون فى عددها فبينما يقول المقريزى أنها قطعة خشب وحديد فقط يقول ابن دقماق أنها قطعة من العنزة وهى الحربة الصغيرة التى كان يستعملها الرسول صلى الله عليه وسلم وقطعة من قصعة ومرود وملقط ومخصف أما ابن كثير فيقول: وبلغنى أن بالديار المصرية مزارا فيه أشياء من آثار النبى صلى الله عليه وسلم اعتنى بجمعها بعض الوزراء المتأخرين وهى ذلف مكحلة وميل ومشط وغير ذلك والله أعلم. كذلك ورد ذكر رباط الآثار والمخلفات النبوية فى كتب الرحالة الذين زاروا مصر مثل ابن بطوطة الذى أسهب فى وصف هذا المكان ووصف ما يحويه من المخلفات النبوية الشريفة.