يقول على مبارك عن هذا المسجد أنه يقع خارج باب البحر عن شمال الذاهب من الشارع الكبير إلى محطة السكة الحديد وكان يعرف بجامع البحر ويعرف اليوم بجامع أولاد عنان أو مسجد الفتح ، وقد كان هذا الموضع نفسه مكان مسجد قديم كان يسمى مسجد المقس ، والمقس هذا كان هو المكان الحالى لميدان رمسيس وقد كان فى الماضى مرسى نهرياً للنيل يطل عليه جامع المقس.
وهذا الجامع – جامع المقس – أنشأه الحاكم بأمر الله على شاطئ النيل بالمقس لأن المقس كان خطة كبيرة وهى بلد قديم من قبل الفتح الإسلامى لمصر ، وفى شهر رمضان سنة 587 هـ/ 1191م حدث تصدع لهذا الجامع لكثرة زيادة ماء النيل وخيف على الجامع من السقوط فتم إصلاحه ، ويضيف المقريزى أنه لما بنى السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب أسوار القاهرة وأراد توصيلها بسور مصر من الخارج قام ببناء برج كبير دفاعى بجوار جامع المقس عرف هذا البرج باسم قلعة المقس وكانت هذه القلعة فى مكان المنظرة التى كانت مخصصة للخلفاء الفاطميين.
وفى سنة 770 هـ/ 1368م جدد بناء جامع المقس الوزير الصاحب شمس الدين عبد الله المقسى وهدم القلعة وجعل مكانها جنينة واتهمه الناس بأنه وجد هنالك مالاً كثيراً وأنه عمر منه الجامع المذكور فصار العامة يطلقون عليه جامع المقس ويظن البعض أن هذا الجامع من إنشائه ولكنه هو الذى جدده فقط ثم جاء أولاد هذا الوزير من بعده فقاموا أيضاً بتجديده ويقال أنه كان بالقرب من هذا المسجد مسجد أخر يتبرك به الناس لأنه هو المكان الذى قسمت فيه الغنيمة عند فتح الصحابة رضى الله عنهم لمصر فلما أمر السلطان صلاح الدين بإقامة السور على مصر والقاهرة تولى ذلك بهاء الدين قراقوش وجعل نهايته التى تلى القاهرة عند المقس وبنى فيه برجا يشرف على النيل وبنى مسجداً جامعا واتصلت العمارة منه إلى البلد وصارت تقام فيه الجمع والجماعات.