“بيـت الســنارى ” لهذا المكان قصة مهمة فله الفضل الأول فيما أنتجه الفرنسيون فى مصر وهو ما يعرف بموسوعة وصف مصر التى اعتمد كثير من العلماء والمؤرخين عليها لمعرفة أحوال مصر فى هذه الفترة من التاريخ وبالتحديد فى نهاية القرن الثامن عشر الميلادى وبداية القرن التاسع عشر الميلادى.
وإذا أردنا أن نعرف القصة نبدأ فنقول أن هذا المنزل سمى بهذا الاسم نسبة إلى منشئه وهو إبراهيم كتخدا السنارى وهو رجل أصله من برابرة دنقلة وكان بوابا بالمنصورة ثم أقام بالصعيد ولنباهته وذكائه الشخصى استطاع أن يتعلم اللغة التركية ومن ثم استطاع الاتصال بكبار الأمراء الأتراك مثل الأمير مصطفى بك الكبير ومن بعده الأمير مراد بك الذى تقرب منه إبراهيم كتخدا السنارى كثيراً حتى أصبح من الأثرياء والأعيان فى القاهرة مما جعله يقوم بإنشاء مثل هذا المنزل الفخم فى عام 1209 هـ/ 1794م وتوفى هذا الرجل فى سنة 1216هـ/ 1801م ودفن بالإسكندرية.
أما عن منزل السنارى فهو يوجد بحى السيدة زينب فى حارة قريبة من الميدان تسمى حارة منج والتى سميت بهذا الاسم نسبة إلى مسيو منج أحد علماء الحملة الفرنسية الذين أقاموا فى هذا المنزل أثناء احتلال الحملة الفرنسية لمصر فى الفترة من عام 1213 هـ/ 1798م حتى عام 1216هـ/ 1801م .
ومن بين الذين أقاموا فى هذا المنزل من علماء الحملة ومصوريها مسيو منج وريجو الرسام المشهور وماللوس ولانكريه وتيراج وجولوا وبهذا المنزل عملت الأبحاث والرسوم القيمة التى نشرت فى موسوعة وصف مصر.
والمنزل مكون من طابقين وواجهته لا يوجد بها سوى الباب العمومى والمشربية الكبيرة التى تعلوه بالجانب القبلى للحوش من الداخل ومقعد كان مخصصاً للجلوس به أثناء الصيف وتحيط به المشربيات والشبابيك الجميلة من خشب الخرط وبوسطه فسقية – نافورة – ماء من الرخام.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنزل أقيم به بين سنة 1336هـ/ 1917م وسنة 1345 هـ / 1926م متحف باسم متحف بونابرت وأقامه رجل فرنسى مقيم فى مصر فى هذه الفترة يسمى جليارووبك ولكن هذا المتحف أغلق بعد وفاته ثم أخلى المنزل فى سنة 1352هـ/ 1933م.