بعد أن استتب الأمر لمحمد على فى مصر أمر بتنفيذ مشروع لتحويل بركة الأزبكية إلى منتزة ، ويذكر د. عبد الرحمن زكى بأنه كلف بذلك برهان بك رئيس إدارة الأشغال ، فبدأ العمل بأن أحاط حى الأزبكية بسد كان من شأنه أن الأرض داخله تتحول كلها إلى بحيرة تمخر فيها المراكب أيام الفيضان، وقصر باقى السنة حقلا تزرع فيه المحاصيل. ثم حفر خارج السد قناة عرضها عشرون قدما تجرى فى طوله وتتصل بفتحات بالبحيرة ، فتوصل إليها الماء اللازم لرى أرضها أيام الجفاف ، وتفصل السد عن الشارع الدائر حول ذلك الحى ، وهو شارع كان عرضه مائة قدم تحف به من خارجه القصور والدور ، ومن داخله صفوف من أشجار اللبخ ، ولم تلبث هذه المنطقة أن تحولت إلى بؤرة للفساد ، فى المقاهى والملاهى المنتشرة فى نواحيها مما حمل الكرام على هجرها.
فلما تولى إسماعيل الحكم وأراد أن يصلح القاهرة ، أقبل على الأزبكية بهمة ، فأمر المسيو باريلليه المهندس بالقيام بتنسيق وتجميل المنطقة التى تبلغ مساحتها 20 فدانا. فأنشأ حديقة غناء ولما تمت عام 1878م افتتحت باحتفال فخم وجعلت حديقة عامة ، بعدما أحاطها بسور وأقام فيها أربعة أبواب كبيرة ، وكانت تحتوى على عدة ملاه ، وجبليات ونواد.
وفـى أول أيـام ثـورة 1952م أزيلت الأسوار وشق بوسطها طريق يصل بين شارع 26 يوليو وميدان الخازندار ، ثم أقيمت على أرضها بعض المبانى الحديثة ويقوم بها الآن المسرح القومى ونادى السلاح وبعض المطاعم الشعبية والأسواق التجارية الضخمة التى بدأت تظهر فى نهايات القرن العشرين وبداية القرن الحالى.
وقد تمتعت القاهرة بوجود مجموعة أخرى من الحدائق العامة ومن أشهرها حدائق الجيزة والتى أنشأها الخديو إسماعيل فى عام 1875م ، وحديقة الأسماك بالزمالك وحديقة الأورمان وحديقة الحرية وحديقة الأندلس.