نسب هذا المسجد إلى الشيخ الصالح حسين أبى على المكنى بأبى العلاء الولى المعتقد بأنه صاحب كرامات ومكاشفات كما وصفه الصوفيون وأطنبوا وبالغوا فى كراماته حتى أنهم أطلقوا عليه لقب سلطان المتصوفين.
ومن هنا عرف هذا الرجل باسم السلطان أبو العلا عند العامة وظل هذا اللقب شائعاً ومعروفا حتى الآن. وقد سكن هذا الشيخ خلوة فى زاوية بالقرب من النيل فى القرن التاسع الهجرى/ الخامس عشر الميلادى.
وكان للناس فيه اعتقاد فكثر مريدوه ومعتقدو كراماته وكان من بينهم التاجر الكبير نور الدين على ابن المرحوم محمد بن القنيش البرلسى فطلب منه الشيخ أبى العلاء أن يبنى له مسجدا بجوار خلوته التى كان يتعبد فيها فصدع بالأمر وأنشأ هذا المسجد وألحق فيه قبة دفن فيها الشيخ أبو العلا حينما توفى عام 891 هـ/ 1486م.
وبالنسبة للمسجد فقد كان إنشاؤه حوالى عام 890 هـ/ 1485م وهو عصر المماليك الجراكسة الذى يعتبر من أزهى العصور التى ازدهرت فيها العمارة الإسلامية ، والمسجد كما هو الآن تبلغ مساحته 1264 مترا مربعاً ، وقد دفن بهذا المسجد أيضاً بجانب الشيخ أبـو العـلا مجمـوعـة من العلماء والمتصوفين منهم الشيخ أحمد الكعكى المتوفى عام 952 هـ/ 1545م والشيخ مصطفى البولاقى عام 1263 هـ/ 1846م.
وقد تحدث على باشا مبارك عن المسجد ووصفه بقوله: “إنه جامع عامر ومقامة فيه الشعائر وله ثلاثة أبواب أحدهما على الشارع وهو الباب الكبير والثانى تجاه المقام غربى الجامع موصل لعطفة ضيقة والثالث للميضأة ويشتمل على إيوانين وثمانية أعمدة من الرخام ومنبره من الخشب النقى المطعم بالعاج ومحرابه مكسو بالرخام.
وقد تعرضت بعض أجزاء من المسجد للتلف فقامت لجنة حفظ الآثار العربية بعمل إصلاحات شاملة له وذلك فى الفترة من عام 1915م وحتى عام 1920م.
بقلم
الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف
عميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة
أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجامعة المنصورة
مساعد وزير الآثار السابق
رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق
بالمجلس الأعلى للآثار
