ولما كانت الحياة دروس كتبت بعض الدروس ..
وليس اي دروس .. الدرس (54) “الطمع والحياء “
كنت بادور في الدولاب علي حاجة فوجدت الساعة السواتش اللي اوستيكها اخضر جنزاري زي لون المينا بتاعها، خدتها في ايدي ورقدت علي السرير وكانما انتقلت الي زمن اخر، زمن الحصول علي الساعة و ليه احتفظت بيها
بعد ما اشتغلت في القطاع الخاص بسنتين وكنت عامل شغل حلو.
ولكن الشغل الحلو في القطاع الخاص يجب ان يكون مردوده مادي مباشر علي عكس المنشأت الكبري والتي بالاضافة للمردود المباشر هناك خطط وعوامل مساعدة وخدمات وبالتالي الكفاءة ليست بالمردود المباشر ولكن ايضا بالغير مباشر.
المهم الشركة قررت كما هي العادة بنهاية السنة وكان ضمن خطة الاحتفال توزيع جوائز علي اللي الناس اللي شافت الادارة انها عملت انجاز وحققت الشركة ارباح واضافات.
طبعا المجموعة الموجودة للحق اقدم مني ,ولكني كنت اتوقع اني عامل شغل حلو ..وبدء توزيع اظرف مالية علي المميزين ثم بدء توزيع علي مستطيلة وصلت لعلبة عشان اتفرج علي اللي فيها فلقيتها ساعة سواتش وفضلت منتظر ان حد ينادي اسمي و لكن للاسف لم يحدث.
خلص الاحتفال لكن لم ينتهي الحدث لان زميل جه قعد جنبي وقعد يوسوس لي اني انا وهو كان مفروض ناخد ساعات.. ولازم نروح نكلم مدير الشركة لان ده حقنا ..وان زي ما انا جدير بالجايزة هو كمان جدير..وطبعا هو جالي عشان عارف اني ما بتكسفش.
فخدنا بعضنا وروحنا لمدير الشركة و قعدنا نتكلم معاه ان احنا زعلانين وانه كان مفروض يقدر تميزنا و الخ ..الخ.. فما كان منه الا انه كان معاه كيس فيه ساعتين ادي كل واحد مننا ساعة سواتش و كانت الجنزاري هي اللي عجبتني فأخدتها.
روحت البيت و خلصت من صاحبنا عشان يطلع لي صاحبنا التاني وهو حسن الضمير .. ضميري وهو بيكلمني وبخني وقالي ما عجبنيش اللي عملته ،و طلع بحديث رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلَّا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ.
رديت عليه : طيب ما هو انا اخدته عن طيب نفس.
قالي : لو كان عاوز يديك وكان شايف انك متميز كان عملها لوحده..اقولك فيه مقولة بتقول ” ما اخذ بسيف الحياء فهو حرام”
توقف الزمن بعد العتاب واخذت افكر ارجع الساعة ولا اخليها.
النهاية قررت اني ما ارجعهاش لان الموضوع مش ناقص احراج وثانيا لانها لازم تفضل قدامي تفكرني وهايجي اليوم اللي استحقها فيه ولكن مش اليوم ده.
كنت كل ما اعمل حاجة مميزة بأعتراف الجميع في الشركة البس الساعة شوية وارجع اقلعها و هكذا.
ومازالت ذكري هذا اليوم اللي لم انساه حتي الان تطل علي وتسألني تفتكر لو سألتهم النهارده انا استحق الساعة و لا لا ؟!
طب لو رجع الزمن بعد اللي شفتوه مني كنتوا ها تدوني الساعة من غير ما اطلبها .
عمري ما هاسأل السؤال ده لأن الاحداث اتغيرت والزمن كمان ويمكن يقولوا محتاج واحدة دهب.
الدرس عمرك ما تحاول تحجر علي رأي حد فيك ولا في شغلك … الاولويات في نظر من يقيم تختلف حسب موقفه وحاجته وعوامل كثيرة ولا ترتبط باحتياجاتك او نظرتك.
استمد قوتك من كل حدث ولا تسير مع الاحداث بلا تعلم كقارب يتحرك مع التيار فيكون طريقك ارتطام بصخور او جنوح علي شاطئ
احترم راي المديرين وتفهم اولوياتهم فسياتي يوم تمر بنفس النهايات