في ظل مسئولية القادة والمديرين عن فشل أو نجاح المنظمات، أصبح الاهتمام بالإنسان وبإدارته وتوجيهه وتحفيزه يفوق غيره من الأمور الأخرى المتعلقة بالمال، والتقنية، والهياكل التنظيمية.
وذلك لكونه يزخر بقدرات كثيرة ملموسة، وبانطباعات واحتياجات ودوافع لا ترى، وتصعب ملاحظتها وقياسها.
لذلك برز من بين الاتجاهات المتعلقة بالبعد البشري موضوع التمكين كأحد المفاهيم الإدارية الحديثة في الألفية الثالثة.
فمفهوم التمكين يعني إعطاء البشر الصلاحيات والمسئوليات، وتشجيعهم على المشاركة والمبادرة باتخاذ القرارات المناسبة ومنحهم الحرية والثقة لأداء العمل بطريقتهم دون تدخل مباشر من الإدارة.
لذا فهو يهتم بشكل رئيس بتوثيق العلاقة بين الإدارة والعاملين، والمساعدة على تحفيزهم ومشاركتهم في اتخاذ القرار، وكسر الجمود الإداري، والتنظيمي الداخلي بين الإدارة والعاملين، وهو ما يجعل الاهتمام بمبدأ تمكين العاملين عنصرا أساسيا لنجاح المنظمات فى مواجهة التحديات المعاصرة.
وتؤثر البيروقراطية في كبح جماح الإبداع والتفكير المستقل، ولكن التمكين يحرر الفرد من الرقابة الصارمة والتعليمات الجامدة والسياسات المحددة، ويعطيه الحرية في تحمل المسئولية عن التصرفات والأعمال التي يقوم بها،
وهذا بدوره يحرر إمكانيات الفرد ومواهبه الكامنة التي حتما ستبقى غير مفعّلة ومستغلة في ظل البيروقراطية الجامدة والإدارات المستبدة.
ولإنجاح عملية التمكين في بيئة المنظمات العربية، نقترح الاخذ بالاتجاه نحو البناء التنظيمي المرن، والتحول لتطبيق مفهوم القيادة التحويلية، وبناء المنظمة التي تشجع على التعلم الذاتي، والسماح بتداول المعلومات، والتحول من نظام الأشراف القائم على التوجية والتحكم، وإعادة النظر في نظام المكافآت، واخيرا توفير التدريب الملائم للقيادات الادارية.